اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني والدعم السريع حول ملفات الأسرى.. تفاصيل
مع دخول شهر رمضان المبارك دعا مجلس الأمن الدولي طرفي النزاع في السودان بالحفاظ على حياة المدنيين وعقد هدنة خلال الشهر الفضيل .
وحازت تلك المبادرة بالعديد من الإشادات الدولية والإقليمية وتطلعت العديد من البلدان المجاورة للسودان بتنفيذ تلك الهدنة بين الجيش والدعم السريع ، إلا أن حتى الآن ومع دخول اليوم الأول من رمضان كل من الطرفين يضع شروطة لكي يوافق على تلك الهدنة.
وفي الوقت ذاته الذي يسعى فيه المجتمع الدولي لإيجاد حل للأزمة في السودان تبادل كل من الجيش السوداني والدعم السريع الإتهامات حول تسلم عدد من الأسرى.
الدعم السريع يتهم الجيش السوداني بالتعنت وعدم استلام الأسرى
أدانت قوات الدعم السريع، رفض القوات المسلحة استلام 537 أسيرًا من منسوبيها، بجانب أفراد من قوات نظامية أخرى قالت إنهم بطرفها.
جاء ذلك في بيان نشرته على منصتها الرسمية في موقع “X”، مؤكدة أن الخطوة جاءت كبادرة حسن نوايا تزامنًا مع حلول شهر رمضان المبارك.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر
وأكد البيان أن الدعم السريع خاطبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وظلت على تواصل معها، وذلك باعتبارها منظمة دولية غير متحيزة ومحايدة ومستقلة، تؤدي مهمة إنسانية بحتة في حماية أرواح وكرامة ضحايا النزاعات المسلحة وتقديم المساعدة لهم، وذلك من أجل استكمال إجراءات إطلاق سراح الأسرى ومن ثم تسليمهم للقوات المسلحة وفقاً لما هو متعارف عليه في أحكام القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية العالمية.
إجراءات التسليم والتسلم
وأشار البيان إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبدت موافقتها بشكل مبدئي على بدء الإجراءات، وبدورها تواصلت مع القوات المسلحة لتكملة إجراءات التسليم والتسلم، إلا أن قيادة القوات المسلحة رفضت استلام الضباط وضباط الصف والجنود الذين يتبعون إلى صفوفها على الرغم من أن الخطوة جاءت كبادرة حسن نوايا من جانب قوات الدعم السريع التي تود إطلاق سراح الأسرى ليعودوا إلى ذويهم تزامنًا مع شهر رمضان الكريم.
أسباب اندلاع الأزمة الحالية
ونوه البيان بوجود مبادرات سابقة ظلت أحادية الجانب منذ اندلاع الأزمة الحالية، وقال إن التصرفات التي تنتهجها القوات المسلحة برفض استلام أسراها يؤكد أن “البرهان وزمرته” لا يهتمون لأمر الجنود والضباط بقدر اهتمامهم بتمكين ما وصفه بنظامهم البائد من أجل الاستمرار في سلطة الأمر الواقع، وأن الفرد المقاتل هو مجرد أداة لتحقيق ما اسماها بـ “طموحاتهم الخبيثة” حسب ما ورد.
وفسر البيان الواقعة على أنها تؤكد انتماء قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ومن خلفه لما وصفها بـ “فلول المؤتمر الوطني البائد”، وأنهم ينظرون لهؤلاء الأسرى على أنهم عبئًا إداريًا غير مرغوب فيهم، وأنهم يهتمون فقط لكتائب حزب المؤتمر الوطني المتطرفة.
وقال البيان إنه سبق أن وجهت قيادة القوات المسلحة بقصف طيران “الفلول” موقعًا للأسرى بأحد مقار الدعم السريع بالخرطوم، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات منهم.
واختتم البيان بتأكيد قوات الدعم السريع على احترامها بكافة المستويات لحقوق الإنسان والالتزام المستمر بقواعد القانون الدولي الإنساني.
الجيش السوداني ينفي ما تردد من الدعم السر ع حول الأسرى
قال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إنها لم تتلق من المنظمة الدولية أي اتصالات أو مكاتبات تتعلق بهذا الشأن، وأن ما أصدرته قوات الدعم السريع التي وصفها البيان بـ”مليشيا آل دقلو الإرهابية”، هو محض أكاذيب “لن تنطلي على شعبنا الذي يعاني بشكل مستمر من انتهاكات هذه المليشيا”، بحسب تعبير البيان.
قوات الدعم السريع قد برهنت على أنها “مجرد أداة لتتفيذ مشروع غير أخلاقي
وقالت القوات المسلحة السودانية إن قوات الدعم السريع قد برهنت على أنها “مجرد أداة لتتفيذ مشروع غير أخلاقي قام واستمر على الكذب وتزييف الحقائق وتدمير مقدرات البلاد”، ووصفها بأنها “مثال حي لعدم التقيد بالقانون الدولي الإنساني أو أي قيم إنسانية وتقف ممارساتها الوحشية اليومية تجاه المواطن السوداني دليلًا دامغًا على ذلك”.
الجيش السوداني :مليشيلت الدعم السريع ليست مؤهلة للحديث
وأشار مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة إلى أن قوات الدعم السريع “ليست مؤهلة للحديث عن حسن النوايا واحترام حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات التي هي كلمات حق أريد بها باطل”، حد قوله.
وتستمر المعارك الضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بإقامة هدنة في شهر رمضان في السودان، وتتقدم القوات المسلحة في محاور أم درمان بالعاصمة الخرطوم، حيث نفذ الجيش عمليات نوعية في أم درمان واستعاد بموجبها مناطق جديدة في محيط استاد المريخ وصينية الأزهري، وشوهد عشرات الجنود وهم يرفعون علم السودان على منزل الزعيم إسماعيل الأزهري أول رئيس وزراء سوداني عقب الاستقلال من الاستعمار البريطاني في العام 1956.