مُتظاهرون إسرائيليون يُحاصرون موكب «نتنياهو» ويُطالبون برحيله وسط اتهامات بسوء إدارة الحرب
تنقسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حول مسار الحرب على غزة، ففي حين أصر رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» مرارًا وتكرارًا على أن الحرب لن تنتهي قبل القضاء على «حماس»، إلا أنه لم يضع أي خطط لمرحلة ما بعد الحرب، وليست الانقسامات الداخلية والضغوط الشعبية وحدها التي يُواجهها نتنياهو، بل إن تل أبيب بدأت تفقد الدعم الغربي المُطلق، وهو ما ترجم إلى انتقادات لقسوتها من مُدن غربية كبرى مثل باريس، ودعم أمريكي غير مُحدود بسبب الخلافات بين رؤى واشنطن وتل أبيب لمسار الحرب، كما كانت الولايات المتحدة لاعبًا أساسيًا في الحرب.
وفي هذا الصدد، خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع، ليل السبت، للاحتجاج على حكومة رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو»، والمُطالبة بإبرام صفقة لإعادة الرهائن المُحتجزين في قطاع غزة، وحاصر مُتظاهرون موكب نتنياهو أمام مقر إقامته في قيسارية شمالي البلاد، مُطالبين برحيله وإجراء انتخابات عاجلة مما دفع الشرطة إلى التدخل والقبض على 4 أشخاص.
وفي تل أبيب أطلقت الشرطة خراطيم المياه على المتظاهرين الذين أغلقوا طريقًا سريعة، كما أغلق مُحتجون بشكل مُؤقت تقاطعًا وسط القدس.
دعوات لإبرام صفقة رهائن وإجراء انتخابات مُبكرة
وفي حيفا، تمحورت الاحتجاجات حول دعوات لإبرام صفقة رهائن، وإجراء انتخابات مُبكرة.
ودعا اللواء في قوات الاحتياط عضو الكنيست السابق يائير غولان، الذي ينظر إليه كمرشح لقيادة اليسار السياسي في الفترة المقبلة، إلى مُحاصرة مبنى الكنيست، واصفًا الحكومة الحالية بـ"الوقحة".
وقال غولان: "بهذا الغضب سنسقط الحكومة ونجري انتخابات جديدة"، داعيا إلى "أم الاحتجاجات. علينا أن نخرج إلى الشوارع بالآلاف، طوال اليوم، كل يوم".
وتستعد إسرائيل لإرسال وفد إلى قطر، للمشاركة في محادثات جديدة لوقف إطلاق النار تتعلق بإطلاق سراح الرهائن لدى حركة حماس في غزة.
والجمعة قالت إسرائيل إنها سترسل وفدا إلى قطر لإجراء مزيد من المحادثات مع الوسطاء، بعد أن قدمت حماس اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن الوفد سيرأسه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) دافيد بارنيا، فيما يسعى نتنياهو إلى عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني لمناقشة الاقتراح قبل بدء المحادثات.
وقال مكتب نتنياهو إن عرض حماس ما زال قائما على "مطالب غير واقعية".
إسرائيل تخسر الحرب مع حركة حماس
في غضون ذلك، اتهم الوزير الإسرائيلي المتطرف جدعون ساعر، مجلس الوزراء الإسرائيلي بـ"سوء إدارة" الحرب على غزة، مُشيرًا إلى أن إسرائيل تخسر الحرب مع حركة حماس.
ولفت ساعر في مقابلة مع القناة 12 الاسرائيلية إلى "تعديلات" في الهجوم العسكري على قطاع غزة. وقال "يوما بعد يوم نبتعد عن النصر(على حماس).. كان يجب أن ندخل معبر رفح منذ وقت طويل.. لا توجد خطة منظمة، وفقا لما أفهمه، لتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، ولا توجد سيطرة على دخول المساعدات الإنسانية".
وقال ساعر إنه أعطى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنذارا نهائيا: "إذا لم أدخل حكومة الحرب في غضون أيام قليلة، فسوف أستقيل".
وأوضح كذلك: "قلت إنني سأبقى في الحكومة طالما يمكنني التأثير في الاتجاه الصحيح.. أريد فرصة لمحاولة إحداث تأثير.. خارج مجلس وزراء الحرب، لا يمكنني التأثير".
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير أن واشنطن بدأت بتأخير بعض المساعدات العسكرية وأن إسرائيل قد تخسر الحرب مع حماس.
وقال الكاتب الإسرائيلي، يوفال نوح هراري، إن الأهداف السياسية لدى حماس، "واضحة تماما" وقد تحقق بعضها بالفعل، بينما في إسرائيل فهي "غامضة إلى غير موجودة".
وصرح بمقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" بأن "خلاصة القول: بدون أفق سياسي، ستهزمنا حماس".
وزير الدفاع الإسرائيلي يعقد اجتماعًا بدون «نتنياهو» لبحث صفقة الأسرى
عقد وزير الدفاع الإسرائيلي «يوآف جالانت»، اجتماعًا خاصًا بمُشاركة كبار المسؤولين في الجيش والموساد والشاباك ومُمثلين عن مُفاوضات الأسرى، لبحث صفقة التبادل التي عرضتها «حماس»، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، طلب الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت التحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت حول المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع حماس، لكن تم رفض طلبهما.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعا لمجلس وزراء إدارة الحرب غدا في الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي، يليه اجتماع لمجلس الوزراء السياسي الأمني الموسع في الساعة 19:30. وستتفق المفاوضات على تفويض فريق التفاوض برئاسة دافيد برنياع، الذي سيتوجه إلى الدوحة يوم الاثنين.
وأشار مصدر إسرائيلي رفيع إلى المفاوضات الخاصة بصفقة تبادل الأسرى، على خلفية الوفد الذي سيرأسه برنياع في قطر، قائلا إنه "إذا لم تكن حماس مرنة، فلن يكون هناك اتفاق".
وفي السياق ذاته، أعلن مصدر سياسي رفيع في تل أبيب يوم أمس الجمعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض المقترحات التي تقدمت بها حركة "حماس" لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
كما أعلن مكتب نتنياهو أن مجلس قيادة الحرب صادق على خطة الجيش الإسرائيلي لاجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وجاء في البيان أنه إلى جانب ذلك يستعد الجيش الإسرائيلي إلى إجلاء السكان والنازحين من رفح.
ويتضمن مقترح "حماس" وقف إطلاق النار مدة 6 أسابيع وإطلاق سراح الأسرى على مراحل، جنبا إلى جنب مع إجراء مفاوضات على وقف تام لإطلاق النار.
والمرحلة الأولى لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح ما بين 700 إلى 1000 أسير فلسطيني، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز". ويشمل الاقتراح الإفراج عن 100 أسير فلسطيني يقضون أحكاما مؤبدة في السجون الإسرائيلية، مقابل إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات.
وقالت "حماس" إنها ستوافق على موعد لوقف دائم لإطلاق النار بعد التبادل الأولي للأسرى وفقا للاقتراح، وأنه سيجري الاتفاق على موعد نهائي للانسحاب الإسرائيلي من غزة بعد المرحلة الأولى. مشيرة إلى أنه سيجري إطلاق سراح جميع المعتقلين من الجانبين في مرحلة ثانية من الخطة.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصدر سياسي رفيع قوله إن "مقترحات حماس تشير إلى ضعف احتمالات التقدم في المفاوضات، ولكن الحكومة الإسرائيلية وافقت على إجراء مداولات إضافية في محاولة للتعاون مع الوسطاء بشأن مفاوضات الدوحة القادمة".
بايدن يرفض إلقاء كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي وسط تصاعد الخلافات مع نتنياهو
مع اشتداد الأزمة الإنسانية التي تعصف بالفلسطينيين في «قطاع غزة» في الأسابيع التي أعقبت هجوم الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، طفا الخلاف بين الرئيس الأمريكي «جو بايدن» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» على السطح، وتصاعد في الساعات القليلة الماضية، في أول أيام شهر رمضان المُبارك «شهر الصيام».