بعد إعلان الأمم المتحدة الأخير.. ماذا تعرف عن الإسلاموفوبيا؟
الإسلاموفوبيا هو مصطلح يشير إلى الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين، سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت.
وتستهدف تلك الكراهية بدافع من العداء المؤسسي والأيديولوجي والسياسي والديني الذي يتجاوز تلك الأطر إلى عنصرية بنيوية وثقافية الرموز والعلامات الدالة على أن الفرد المستهدف مسلما.
وقد ازدهر مفهوم الإسلاموفوبيا في مطلع العقد الأول من الألفية الثالثة وتحديدا إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي وقعت في الولايات المتحدة وتبنّاها تنظيم القاعدة، وأحدثت تحولا نوعيا في واقع العلاقات الدولية واحتُلّ إثرها بلدان إسلاميان هما العراق وأفغانستان.
وهناك ملايين من الأشخاص لم يلتقوا في حياتهم مسلما، ومع ذلك لديهم صورة خاطئة عن الإسلام ويعتقدون أن المسلمين "متعطشون للدماء من أجل ترسيخ معتقداتهم المتعصبة، ويقطعون الرؤوس دون أن يرفّ لهم جفن، ويتصرفون مثل الوحوش، ويقصفون هنا وهناك بوحشية، ويتسببون في مقتل المدنيين والأبرياء".
الصورة السلبية عن المسلمين التي تروّج لها اليوم أخبار كثيرة كاذبة في العالم تكوّن لدى الناس فكرة سطحية عن الإسلام والمسلمين. ومع أن هذه الصورة أبعد ما تكون عن الحقيقية، إلا أنها -للأسف- كافية لتوليد "الخوف"
الدول الستين الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي
أقدمت العديد من الحكومات على مكافحة كراهية الإسلام بوضعها تشريعات وتدابير تُعنى بمكافحة جرائم الكراهية لمنع جرائم الكراهية ومقاضاة مرتكبيها، وبشن حملات تثقيفية عامة عن المسلمين والإسلام بهدف تبديد الخرافات والمفاهيم المغلوطة والمسيئة.
وتبنت الدول الستين الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اعتبارا لكل ما سبق، قرارًا اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة حددت فيه يوم 15 مارس بوصفه اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام. وتشدد وثيقة القرار على أن الإرهاب والتطرف العنيف لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية. كما تدعو إلى تشجيع إقامة حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، استنادا إلى احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات.
الأمم المتحدة تعتمد قراراً بعنوان "تدابير مكافحة كراهية الإسلام"
وفي الآونة الأخيرة اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، قراراً بعنوان "تدابير مكافحة كراهية الإسلام"، يتضمن تعيين مبعوث أممي خاص لمكافحة "الإسلاموفوبيا".
و ذلك خلال اجتماع بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام أو"الإسلاموفوبيا"، بعد أن صوتت 115 دولة لصالح مشروع القرار الذي قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، فيما امتنعت 44 دولة عن التصويت، ولم تصوت أي دولة ضد القرار.
تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة "الإسلاموفوبيا"
وتضمن القرار تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة "الإسلاموفوبيا"، كما أدان أي دعوة إلى الكراهية الدينية، والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين "كما يبدو من تزايد حوادث تدنيس كتابهم المقدس، والهجمات التي تستهدف المساجد والمواقع والأضرحة"، بحسب القرار.
وأهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها الدول الأعضاء، أن تتخذ "التدابير اللازمة لمكافحة التعصب الديني، والقوالب النمطية والسلبية والكراهية والتحريض على العنف وممارسته ضد المسلمين"، وأن "تحظر بموجب القانون التحريض على العنف وممارسته على أساس الدين أو المعتقد".
تصريحات أنطونيو جوتيريش عن الإسلاموفوبيا
تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش قائلاً إن "فعالية اليوم تسلط الضوء على الوباء الخبيث-وهو الإسلاموفوبيا- الذي يمثل إنكاراً وجهلاً كاملين للإسلام والمسلمين ومساهماتهم التي لا يمكن إنكارها".
وأضاف: "في جميع أنحاء العالم، نرى موجة متصاعدة من الكراهية والتعصب ضد المسلمين، يمكن أن يأتي ذلك بأشكال عديدة، التمييز الهيكلي والنظامي. الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي، سياسات الهجرة غير المتكافئة، المراقبة والتنميط غير المبرر، القيود المفروضة على الحصول على المواطنة والتعليم والتوظيف والعدالة".
وأشار الأمين العام إلى أن "هذه العوائق المؤسسية تنتهك التزامنا المشترك بحقوق الإنسان والكرامة، وتديم حلقة مفرغة من الاستبعاد والفقر والحرمان يتردد صداها عبر الأجيال".
واختتم حديثه: "البعض يستغل بشكل مخجل، الكراهية ضد المسلمين والسياسات الإقصائية لتحقيق مكاسب سياسية". وأضاف: "يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها. ببساطة كل هذا هو كراهية".
المملكة المتحدة في مأذق بسبب الإسلاموفوبيا
واجهت الحكومة البريطانية مهمة صعبة في توظيف مستشار لمكافحة "الإسلاموفوبيا"، وما يزيد الأمر تعقيداً أن الاتهامات تتزايد لحزب المحافظين الحاكم بالمسؤولية عن اتساع هذه الظاهرة بين صفوفه، خاصة بعد حادثة النائب (المحافظ) لي أندرسون، الذي جُرّد من عضويته بعد رفضه الاعتذار عن تصريحات استهدفت عمدة لندن المسلم صادق خان.
ويعمل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك جاهداً على احتواء اتهامات حزبه بـ"الإسلاموفوبيا"، وزار قبل أيام مسجداً في لندن، وقرر إنفاق أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني إضافية لحماية منشآت المسلمين ودور عبادتهم، إذ تشير الأرقام إلى تصاعد قياسي في مستويات جرائم الكراهية الموجهة ضدهم خلال الأشهر الـ5 الماضية.
وعلى ضفة المعارضة العمالية، اتُهم سوناك بالفشل في مكافحة "الإسلاموفوبيا" بين صفوف المحافظين، فيما تعالت أصوات الجاليات المسلمة المطالبة له بفتح تحقيق داخلي في الحزب بشأن المشكلة.