برنامج الغذاء العالمي يحذر من مجاعة وشيكة في غزة
أكد برنامج الغذاء العالمي، أن نصف سكان قطاع غزة، يكافحون جوعا كارثيا، بعد أن استنفدوا تماما إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف.
وقال البرنامج في تقرير جديد له اليوم الاثنين، إن 1.1 مليون شخص في غزة، يعانون من أكثر مستويات انعدام الغذاء حدة (المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، وهو أعلى عدد على الإطلاق يسجله نظام الوقاية من العدوى ومكافحتها، لمن يواجهون جوعا كارثيا.
وأضاف التقرير، أن المجاعة وشيكة في شمال غزة، إذ ما زال 300 ألف فلسطيني محاصرين هناك، متوقعا حدوث المجاعة قبل حلول أيار.
وأكد أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يسير نحو عتبة المجاعة الثانية بوتيرة قياسية، فيما تتسارع معدلات الوفيات الناجمة عن الجوع -وهو المؤشر النهائي للمجاعة- وسط محدودية البيانات، كما هو معتاد في مناطق الحرب.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: "الناس في غزة يتضورون جوعا حتى الموت الآن، إن السرعة التي اجتاحت بها أزمة الجوع وسوء التغذية التي من صنع الإنسان غزة مرعبة".
وأضافت "هناك نافذة صغيرة جدا متبقية لمنع حدوث مجاعة صريحة وللقيام بذلك نحتاج إلى الوصول الفوري والكامل إلى الشمال، إذا انتظرنا حتى إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات، وسيموت آلاف آخرون".
وأشار التقرير إلى أن المجاعة -حتى في شمال غزة- يمكن وقفها إذا جرى تسهيل الوصول الكامل لمنظمات الإغاثة لتوفير الغذاء والماء ومنتجات التغذية والأدوية والخدمات الصحية والصرف الصحي، على نطاق واسع، لجميع السكان المدنيين، داعيا إلى ضرورة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ليكون منع المجاعة ممكنا.
"الصحة العالمية" تعرب عن قلقها من مداهمة الاحتلال مستشفى الشفاء
وفي ذات السياق، عبّر مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الاثنين، عن قلقه بشأن مستشفى الشفاء في شمال غزة بعد مداهمة القوات الإسرائيلية له.
وقال غيبريسوس، على منصة (إكس)، "لا ينبغي أبدا أن تكون المستشفيات ساحات معارك، ونشعر بقلق بالغ بشأن الوضع في مستشفى الشفاء، الذي يعرض الطاقم الصحي والمرضى والمدنيين فيه للخطر".
وأشار إلى أن المستشفى لم يستأنف سوى الحد الأدنى من الخدمات الصحية في الآونة الأخيرة، وأن أي أعمال عدائية أو عسكرة للمنشأة تعرّض الخدمات الصحية للخطر، وتعيق وصول سيارات الإسعاف وإيصال الإمدادات المنقذة للحياة.
الصحة العالمية: الوضع في مستشفيي العودة وكمال عدوان مروع
وفي وقت سابق، قال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدحانوم غيبريسوس، إن الزيارات إلى مستشفيي العودة وكمال عدوان في شمال غزة أظهرت نتائج مروعة، لارتفاع "مستويات سوء التغذية بشكل حاد لدى المرضى، وموت الأطفال جوعا".
وأضاف، في تدوينه له على موقع (إكس)، أن هناك نقصا خطيرا في الوقود والمواد الغذائية والإمدادات الطبية، بالإضافة إلى تدمير مباني المستشفيات.
وأوضح غيبريسوس أن زيارة المنظمة إلى القطاع جاءت خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي الأولى منذ أوائل تشرين الأول 2023، على الرغم من جهودها للوصول بشكل أكثر انتظاما إلى شمال غزة.
وأشار إلى أن مستشفى كمال عدوان هو مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة، وهو مكتظ بالمرضى، ما وتسبب نقص الغذاء بوفاة عدد من الأطفال، مؤكدا أن نقص الكهرباء يشكل تهديدا خطيرا لرعاية المرضى، خاصة في المناطق الحرجة مثل وحدة العناية المركزة ووحدة حديثي الولادة.
وطالب الاحتلال الإسرائيلي بأن يكفل إيصال المعونة الإنسانية بأمان وبشكل منتظم، مشددا على أن كل ما يحتاج إليه هؤلاء المرضى والأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار.