روسيا تقترب من كسر خطوط الدفاع الأوروبية في أوكرانيا وسلوفاكيا
قرع نفي الجيش الأوكراني أنباء دخول روسيا بلدة تشاسيف يار في شرق البلاد، أجراس الإنذار من تبدل المشهد.
وطوال شهور بقيت موجات الهجمات المضادة الأوكرانية تتكسر على صخرة الدفاعات الروسية، لكن مؤخرا أعلن الجيش الروسي تحقيق انتصارات تعكس على ما يبدو افتكاك موسكو المبادرة.
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، اليوم السبت، إن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على بلدة تشاسيف يار في شرق البلاد على الرغم من محاولات القوات الروسية اختراق دفاعاتها.
لكن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن مسؤول القول، إن القوات دخلت ضواحي البلدة التي تعتبرها موسكو نقطة انطلاق مهمة للقوات الأوكرانية.
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية سيرسكي، عبر تطبيق تليغرام، اليوم السبت "لا تزال تشاسيف يار تحت سيطرتنا، وقد باءت كل محاولات العدو لاقتحام البلدة بالفشل".
ويعد أي تقدم روسي سريع في تشاسيف يار نكسة قاتمة لكييف ومن خلفها العواصم الغربية المتحالفة معها.
وتشاسيف يار هى بلدة شديدة التحصين كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ 12200 نسمة وتقع إلى الغرب من مدينة باخموت التي سيطرت عليها روسيا في لحظة مفصلية من المعارك.
توفير الدعم اللازم إلى كييف
وتتقدم القوات الروسية ببطء في شرق أوكرانيا بعد أن سيطرت على بلدة أفدييفكا الحصينة في فبراير، وتحاول القوات الأوكرانية التحصن في مواجهة نقص طويل الأمد في قذائف المدفعية مع بقاء أمر المساعدات الأمريكية مرهونا بموافقة الكونغرس.
وتتعهد أوروبا الغربية بتوفير الدعم اللازم إلى كييف من أجل تعزيز قدراتها في مواجهة روسيا، لكن غالبية السلاح والذخيرة والتمويل يأتي عبر الأطلسي من واشنطن.
وتشعر عواصم أوروبية بالقلق جراء سيادة الشعور بأن جدار الصد الأوروبي يتصدع في أوكرانيا، إلا أن المخاوف تتفاقم على نحو أكبر مع تنامي الموجة الرافضة لاستمرار الصراع.
واليوم بدأ السلوفاكيون التصويت في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة حادة في ظلّ الحرب الدائرة في أوكرانيا المجاورة.
وأظهرت آخر استطلاعات الرأي أن الفارق ضئيل جدّا بين المرشّحين، الدبلوماسي السابق إيفان كورتسوك المؤيّد للغرب، وبيتر بيليغريني المقرّب من الحكومة ذات الموقف المتحفظ إزاء كييف.
وترجّح تقديرات معهد "فوكوس" أن ينال بيليغريني رئيس البرلمان البالغ 48 عاما حوالى 51% من الأصوات، في مقابل 49% لكورتسوك (60 عاما) الذي سبق أن شغل منصب وزير الخارجية.
ودعا كورتسوك بعد إدلائه بصوته مع زوجته، السلوفاكيين إلى التصويت، مشيرا إلى أن الانتخابات "تعني جزئيا مستقبل البلد".
وأكد بيليغريني من جهته أن الانتخابات "لا تقتصر على التوجّه المستقبلي للسياسة الخارجية"، داعيا إلى رصّ الصفوف في ظلّ منافسة حامية، مشددا على أن البلد سيبقى "عضوا قويّا" في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وصرح فاتسلاف هريتش من معهد "AKO" لاستطلاعات الرأي، أنه "السباق الانتخابي الأكثر سخونة على الإطلاق".
غير أن نسبة المشاركة قد تحسم نتائج الاستحقاق.
فستيفان هارابين المعارض للتكتّل الأوروبي والموالي لـ روسيا الذي حل في المرتبة الثالثة مع 12% من الأصوات لم يؤيّد أيّا من المرشّحين.
وأوضح هريتش، أنه كلّما "زاد عدد الناخبين، ازدادت حظوظ بيتر بيليغريني في الفوز، لأنه قد ينجح في إقناع مؤيّدي هارابين".
وبات الروسي لأوكرانيا محورا أساسيا في الحملة الانتخابية في هذا البلد الذي يضمّ 5,4 ملايين نسمة، لا سيّما بعدما قام رئيس الوزراء الشعبوي روبرت فيتسو المتحالف مع بيليغريني بالتشكيك في سيادة أوكرانيا داعيا إلى السلام مع موسكو.
وأوقفت حكومة سلوفاكيا المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
أما كورتسوك الذي يحظى بدعم المعارضة ويؤيّد أوكرانيا في حربها ضد روسيا، فيرى أن موسكو "داست القانون الدولي".
وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لا أظنّ أنه ينبغي على أوكرانيا أن تتخلّى عن جزء من أراضيها للتوصّل إلى السلام".
ويتولى الرئيس في سلوفاكيا منصبا بروتوكوليا بالدرجة الأولى، لكنّه يصادق على الاتفاقات الدولية ويعيّن كبار القضاة ويرأس القوّات المسلّحة، ويمكنه أن يستخدم حقّ النقض لإسقاط قوانين أقرّها البرلمان.
ومن المرتقب أن تصدر النتائج الأولية بحدود منتصف ليل السبت.