في ذكرى وفاته محطات بارزة في حياة الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة
"الحبيب بورقيبة "ولد الحبيب بورقيبة في عام 1903 في حي الطرابلسية بمدينة المنستير كان أصغر إخوته الثمانية، تلقـّى تعليمه الثانوي بالمعهد الصادقي ثمّ معهد كارنو بتونس، ليتوجه إلى باريس سنة 1924 بعد حصوله على الباكالوريا وانخرط في كلية الحقوق والعلوم السياسية وحصل على الإجازة في سنة 1927، وعاد إلى تونس ليشتغل بالمحاماة.
تشكيل سياسة تونس الداخلية والخارجية
بورقيبة كان له دور كبير في تشكيل سياسة تونس الداخلية والخارجية حيث قاد حزب النهضة الديمقراطية التونسي، وأسس نظامًا سياسيًا يعتمد على الحزب الواحد والقيادة الوحدة، وتولى السلطة الرئاسية لفترة طويلة تستمر لأكثر من 30 عامًا.
اتسمت تونس في عهده، بالاستقرار النسبي والتحول الاقتصادي، حيث شهدت تونس تحسينًا في البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والصناعة ومع ذلك، كانت هناك انتقادات بشأن القمع السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان في فترة حكمه.
تاريخ تونس الحديث
يُعتبر بورقيبة شخصية محورية في تاريخ تونس الحديث، ورغم الجدل الذي يحيط به وبسياساته، فإنه لا يمكن إنكار دوره في توجيه تونس نحو الاستقلال والتنمية الاقتصادية.
كان الحبيب بورقيبة زعيمًا قويًا وشخصية مثيرة للجدل في تونس والعالم العربي. خلال فترة حكمه، حاول بورقيبة تحقيق الاستقلال الكامل لتونس وتطويرها كدولة حديثة ومتقدمة.
قاد حركة الاستقلال ونجح في الحصول على استقلال تونس عن فرنسا في عام 1956.
بعد الاستقلال، أسس بورقيبة حزب النهضة الديمقراطية التونسي وأصبح رئيسًا للحزب وفي عام 1957، ألغى النظام الملكي وأصبح رئيسًا للجمهورية وأنشأ نظامًا سياسيًا يعتمد على الحزب الواحد، وتمركزت السلطة بشكل كبير في يديه.
فلسفة سياسية تسمى "البورقيبية"
أعلن بورقيبة عن فلسفة سياسية تسمى "البورقيبية" تركز على الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. قاد حملات لتحسين البنية التحتية وتطوير الصناعة والزراعة والتعليم والرعاية الصحية في تونس.
وشهدت البلاد تقدمًا في مجالات مثل مكافحة الأمية وتحسين ظروف المرأة وتعزيز حقوق العمال.
ومع ذلك، اتهم بورقيبة بالقمع السياسي والتقييدات الحادة على الحريات العامة. قمع أي أصوات مناوئة وحظر الأحزاب السياسية المعارضة والحركات الشعبية. تسببت سياساته في حدوث انتقادات ومظاهرات مناهضة للنظام.
إطاحة بورقيبة من الحكم
في عام 1987، تم إطاحته من للحكم من قبل الرئيس زين العابدين بن علي. وتم تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية في تونس، ولكن البلاد ما زالت تواجه تحديات في مجالات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والتوزيع العادل للثروة.
قضى بورقيبة بقية حياته في المنفى في السعودية، حيث توفي في عام 2000. رغم الانتقادات التي توجه له، لا يمكن إنكار دوره الكبير في توجيه تونس نحو الاستقلال والتنمية الاقتصادية وبناء مؤسسات قوية.
ترك بورقيبة بعد الحكم الذي استمر لأكثر من 30 عامًا، وراءه إرثًا متناقضًا على الرغم من تحقيق تقدم اقتصادي وتطور في البنية التحتية، إلا أن الحقوق السياسية والحريات الأساسية كانت مقيدة بشكل كبير.
تميزت فترة حكم بورقيبة بنهج الولاء السياسي ، حيث تم تكوين طبقة سياسية واقتصادية تعتمد على الولاء للحزب الحاكم و كانت الفساد والاختلاس من أموال الدولة أحد السمات السلبية لتلك الفترة.
مع مرور الوقت، زادت المطالبات بالديمقراطية والحريات السياسية، وفي عام 2011، اندلعت ثورة تونس التي أدت إلى إطاحة نظام بن علي، الذي خلف بورقيبة. هذه الثورة تعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ تونس الحديث، حيث تم تحقيق تغيير سياسي جذري واستعادة الحريات الأساسية.
بعد الثورة، تشكلت مؤسسات ديمقراطية جديدة في تونس، وتم إجراء انتخابات حرة ونقل السلطة بشكل سلمي. ورغم التحديات العديدة التي تواجهها تونس في مجالات الاقتصاد والأمن والاستقرار السياسي، فإن البلاد تسعى إلى بناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتحقق التنمية الشاملة.