السودان: مجزرة “الأبيض” تقود 6 عناصر من “الدعم السريع” للإعدام
أمرت محكمة سودانية، اليوم الخميس، بإعدام 6 عناصر من قوات الدعم السريع عقب إدانتهم بقتل 6 طلاب بمدينة الأبيض في 2019.
كما أحالت متهمًا سابعها ملفه إلى محكمة الطفل لاتخاذ التدابير المناسبة بشأن الحكم بحقه باعتبار صغر سنه، بموجب المادة 130 من القانون الجنائي السوداني والمتعلقة بالقتل العمد.
ووفقًا لوقائع المحكمة المنعقدة في مدينة الأبيض، فإن المتهم الصغير الذي تمت إدانته بالقتل العمد قام بتوجيه سلاح “دوشكا” إلى طلاب محتجين سلميًا وقتلهم بوحشية ، حسب ما ذكره الشهود.
وأشار القاضي، في حيثيات الحكم، إلى أن الطفل المدان في القضية تحت المادة 130، يبلغ عمره 18 عاما و6 أشهر و17 يوما، وستتم إحالته لمحكمة الطفل لاتخاذ التدبير المناسب بشأنه.
وفي سياق أخر أدان قاضي المحكمة 6 من عناصر الدعم السريع تحت المواد 21، 24، و26 من القانون الجنائي الخاصة بالاشتراك الجنائي، حيث أصدر حكمًا بإعدامهم شنقًا حتى الموت قصاصًا.
كما برأت المحكمة اثنين آخرين من الدعم السريع، لثبوت أنهما لم يكونا يحملان أسلحة وقت الحادثة، وكانا يحثان زملاءهما على عدم ضرب المحتجين السلميين.
يشار إلى أن الحكم بالإعدام شنقًا حتى الموت صدر بحق المدانين بعد تمسك عائلات الضحايا بالقصاص ورفض الدية عندما سألتهم هيئة المحكمة.
وسادت حالة من الفرح في ساحة المحكمة عقب النطق بالحكم وسط هتافات عائلات الضحايا والحقوقيين المهتمين بالملف، بينما تصاعدت هتافات ثورية من جانب أخر.
الجدير بالذكر أن الدعم السريع قوة مقاتلة جرى تشكيلها لمحاربة المتمردين في دارفور، ثم حماية الحدود وحفظ النظام لاحقًا، وتأسست في 2013 كقوة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا توجد تقديرات رسمية لعدد عناصرها، إلا أن المؤكد أن العدد يتجاوز عشرات الآلاف.
وكانت أحداث ما عرف محليا بـ”مجزرة الأبيض” قد حدثت في 29 يوليو 2019، بمدينة الأبيض غربي السودان عندما أطلقت عناصر من الدعم السريع الرصاص الحي على مجموعة طلاب خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بحكومة مدنية ليقتلوا منهم 6 أطفال.
وأثارت قضية شهداء الأبيض غضب الرأي العام السوداني، واعتبرت من أبشع حوادث القتل عقب إنهاء حكم الرئيس المعزول عمر البشير، وحظيت باهتمام السلطات وقيادة وقوات الدعم السريع التي سارعت برفع الحصانة عن 9 من منسوبيها متهمين بالتورط في الجريمة.