استيلاء إيران على سفينة قرب مضيق هرمز.. تصاعد التوترات واتهامات متبادلة
في ظل تصاعد التوترات في المنطقة الشرق أوسطية، شهدت المياه قبالة السواحل الإماراتية حادثاً مثيراً للجدل، حيث تم استيلاء قوات إيرانية على سفينة قرب مضيق هرمز.
و تعكس هذه الحادثة التوترات المتصاعدة بين إيران والدول الإقليمية والدول الغربية، مما يطرح تساؤلات حول تداعياتها المحتملة على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي.
استيلاء إيران على سفينة قرب مضيق هرمز
وفقاً لتقارير "فرانس برس"، تم الإعلان عن استيلاء قوات إيرانية على سفينة قرب السواحل الإماراتية عند مضيق هرمز.
حيث أظهر مقطع فيديو قوات كوماندوز تداهم سفينة بالقرب من مضيق هرمز بطائرة مروحية، اليوم السبت، وهو هجوم نسبه مسؤول دفاعي في الشرق الأوسط إلى إيران وسط توترات أوسع بين طهران والغرب
فقد أظهر الفيديو الهجوم الذي أبلغت عنه في وقت سابق عمليات التجارة البحرية البريطانية التابعة للجيش البريطاني.
ولم تقدم أي تفاصيل بشأن الصعود على متن الطائرة في خليج عمان قبالة مدينة الفجيرة في الإمارات، بحسب ما نشرته وكالة “أسوشيتد برس”.
ومن جانبها، أفادت وكالتا "يو كاي أم تي أو" و"أمبري" البريطانيتان للأمن البحري السبت، بأنه تم الاستيلاء على سفينة من قبل "سلطات إقليمية" على بعد 50 ميلاً بحرياً قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية.
ولفتت "أمبري" إلى أنها اطلعت على "لقطات ثابتة لثلاثة أفراد على الأقل ينزلون من مروحية إلى ما يبدو أنها سفينة شحن"، لافتة إلى أن هذا الأسلوب "استُخدم سابقاً من البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني".
من جانبه، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: "نحن على علم بالموقف الذي أبلغت عنه هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية ونراقبه"
وشارك مسؤول الدفاع، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل الاستخباراتية، المقطع المصور مع وكالة أسوشييتد برس.
و يظهر في التسجيل رجال كوماندوز ينزلون على كومة من الحاويات الموجودة على سطح السفينة.
أمكن سماع أحد أفراد الطاقم على متن السفينة وهو يقول: "لا تخرجوا". ثم يطلب زميل في الطاقم من زملائه الذهاب إلى جسر السفينةـ بينما ينزل المزيد من قوات الكوماندوز على سطح السفينة. ويمكن رؤية أحد أفراد الكوماندوز راكعاً فوق الآخرين ليوفر لهم على ما يبدو غطاء نارياً
معلومات عن السفينة
وفي حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن السفينة كانت مملوكة جزئياً لإسرائيل.
حيث قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن السفينة استولت عليها القوات الإيرانية قرب مضيق هرمز، وهي مملوكة جزئياً لإسرائيل، اتهم مسؤول دفاعي في الشرق الأوسط كذلك إيران بالضلوع في الهجوم.
وبحسب قناة العربية، فإن السفينة تجارية وتحمل حاويات كانت متجهة للهند، وأن 20 فلبينيا كانوا على متنها.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن السفينة التي تعرضت للهجوم تديرها شركة «زودياك ماريتايم»، وهي شركة مملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر.
ومن المرجح أن تكون السفينة المعنية هي MSC Aries التي ترفع العلم البرتغالي، وهي سفينة حاويات مرتبطة بشركة Zodiac Maritime ومقرها لندن. Zodiac Maritime هي جزء من مجموعة Zodiac التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر.
وتم تحديد موقع السفينة MSC Aries آخر مرة قبالة دبي متجهة نحو مضيق هرمز يوم الجمعة. وكانت السفينة قد أوقفت بيانات التتبع الخاصة بها، وهو أمر شائع بالنسبة للسفن التابعة لإسرائيل التي تتحرك عبر المنطقة.
وأفادت وكالة إعلام بأن مسلحين «مجهولين» أغاروا بواسطة طائرة مروحية على سفينة بالقرب من مضيق هرمز.
الردود والتهديدات
قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بتحذير من تصاعد التوترات، مع اتهامات لإيران بالضلوع في الحادث.
وفي تطور آخر، أعلنت وكالتا "يو كاي أم تي أو" و"أمبري" البريطانيتان للأمن البحري استيلاء "سلطات إقليمية" على سفينة قرب الفجيرة الإماراتية.
حيث حذر الجيش البريطاني اليوم السبت من احتمال اعتلاء جهة مجهولة سفينة بالقرب من مضيق هرمز.
لم يقدم التحذير الصادر عن عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أي تفاصيل بشأن الصعود على متن السفينة في خليج عمان قبالة مدينة الفجيرة الإماراتية الساحلية.
يأتي الحادث وسط تصاعد التوترات بين إيران والغرب، لاسيما بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا.
لم تعترف إيران على الفور باحتجاز أي سفينة، ولم تنشر وسائل الإعلام الرسمية أي تقرير حول الحادث.
مع ذلك، نفذت إيران منذ عام 2019 سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن وشنت هجمات على سفن، وسط التوترات المستمرة مع الغرب بشأن برنامجها النووي الذي يتقدم بسرعة.
تأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، وتعكس الخلافات الجارية بين إيران والدول الإقليمية والدول الغربية.
خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي المشتبه به على القنصلية الإيرانية في سورية.
وقال قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، إن الوجود الإسرائيلي في الإمارات يمثل تهديداً لطهران وإنها قد تغلق مضيق هرمز في حالة الضرورة. ومنذ عام 2019
وشهدت المياه قبالة الفجيرة سلسلة من الانفجارات وعمليات الاختطاف. واتهمت البحرية الأميركية إيران بشن هجمات بالألغام اللاصقة على السفن، ما ألحق أضراراً بالناقلات.
ويقع خليج عُمان بالقرب من مضيق هرمز، وهو المصب الضيق للخليج العربي الذي يمر عبره خُمس النفط العالمي. وتعد الفجيرة، الواقعة على الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ميناء رئيسياً في المنطقة حيث تنقل السفن شحنات النفط الجديدة أو الإمدادات أو تبادل الطواقم.
ويأتي الحادث وسط تصاعد التوترات بين إيران والغرب، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي المشتبه به على القنصلية الإيرانية في سورية.
يترقب العالم بقلق تطورات هذه الأزمة وتداعياتها المحتملة على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي، مع التأكيد على ضرورة الحوار وتجنب التصعيد لتفادي تفاقم الأزمة.
