العزاوي: زيارة أردوغان إلى العراق تناولت ملف إنهاء أزمة حزب العمال الكردستاني
قال الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق جاءت بملف واحد فقط، نظرًا لكون جميع الملفات الأخرى تم الاتفاق عليها مسبقًا، بما في ذلك موضوع طريق التنمية، بجانب ملف المياه، فمن المعروف أن تركيا طلبت من العراق أن تشارك في عملية تقنين المياه، فهناك شركات تركية تقوم بعملية إدارة الموارد المائية بالشراكة مع العراق، وكان هناك طرح يطالب تركيا بزيادة ضخ المياه.
وأضاف العزاوي، خلال لقائه عبر فضائية "العربية الحدث": ملف واحد فقط تم تناوله خلال زيارة الرئيس التركي إلى العراق، ألا وهو ملف الأمن، الذي كان الملف الأول والأخير في لقاء الرئيسين التركي والعراقي، لا سيما ملف حزب العمال الكردستاني التركي، وأثناء زيارة أردوغان إلى بغداد، كان بحوزته ملفات تشير إلى اعتبار تركيا، ذلك الحزب، كجماعةٍ إرهابية، كما أن العراق على نفس المساواة، يعتبر أن هذه الجهة بدأت تشكل خطرا كبيرا على الجنوب التركي، والجيش التركي، بالتالي هذا الحزب يلقى دعمًا من جهات عراقية وكردية على قدم المساواة، تُدعم تواجده في العراق، ما يشكل خطرًا على العلاقات العراقية التركية.
وأردف "العزاوي" قائلًا: رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني نجح خلال العامين الماضيين في إبداء رغبة لحلحلة الأزمة وتحسين العلاقات مع تركيا، ومسألة حزب العمال شائكة فيها أطراف دولية كثيرة بما فيها الولايات المتحدة وإيران مشتركتان في هذا الملف، والزيارة جاءت بعنوان كيف تستثمر هذه الفرصة التي قدمتها حكومة السوداني لتركيا لإنهاء هذا الملف.
ليعقب: جزء من الأزمة التركية والعقبة في العلاقات العراقية التركية ومسألة إعادة هذه العلاقات، متعلقة بوجود هذه العناصر ووجود حواضن دولية لها، وبالتأكيد مسألة السليمانية والدعم غير المحدود الذي تحصل عليه هذه الجماعات المسلحة، تشكل عقبة في طريق العلاقات الثنائية بين البلدين.
ليضيف قائلًا: إذا كنا سنذهب إلى عملية عسكرية قوية مع تركيا، فستكون بدعم عراقي، لأن حكومة السوداني مُصرة على إنهاء هذا الملف، فالدستور العراقي يمنع وجود أي قوى مسلحة تهدد جيران العراق، سواء تركيا أو سوريا أو الأردن أو المملكة العربية السعودية أو الكويت، بالتالي صانع القرار في تركيا عليه أن يفهم أن هناك مُحددات داخلية في العراق، وأن الحاضن الدولي لهذه الجماعات هو ما يعيق الحكومة العراقية برئاسة السوداني عن اتخاذ إجراءات لكن الزيارة جاءت لهذه التفاهمات ومن ثم الوصول إلى تطبيع كامل للعلاقات.
وعقب "العزاوي": تركيا تعي جيدًا بأن حجم التبادي التجاري لا يمكن خسارته، وهى تعلم أن طريق التنمية يكمن فيها مصلحتها خصوصًا مع الإمدادات التي سيحتاج إليها العالم خلال السنوات العشرة المقبلة وصولا إلى طريق تنمية مستدام طويل الأمد يُسهل وصول البضائع مع المشاكل الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة والبحر الأحمر بسبب الجماعات المسلحة المتواجدة في هذه المناطق.
ليستطرد صانع القرار في العراق اليوم مختلف كثيرًا عن 2013 و2014 بالتالي هذه نقطة مهمة يجب الانتباه إليها، العراق يرى في تركيا وإيران دولتين جارتين مهمتين للعراق ولا يمكن بأي حال تفضيل جهة على الأخرى، والعقبة الحقيقة أن تركيا تشعر بالقلق من التواجد الإيراني في سوريا ولبنان وتمددها في العراق ودول أخرى، ولكن في النهاية صانع القرار العراقي هو من يحدد حجم ونوعية وشكل العلاقة، والعراق بحكومته الحالية يسعى لخلق إتزان في العلاقات، وتم طرح الكثير من الرؤى من جانب جميع الأطراف حول الانفكاك الاقتصادي، بما في ذلك الصناعات التكميلية وتوطين صناعات تركية مهمة في العراق، ورفع معدلات الاستفادة من الخبرات التركية في مجال الطاقة والغاز والكهرباء، وكان هناك حديث مع باقي الموجودين بين الطرفين حول إعادة تشغيل خط أنبوب العراق كركوك المتوقف لأسباب قضائية، تركيا مؤثرة على قوة سياسية سنية وكردية وشيعية قريبة من عقلية الإدارة في تركيا لكن يبقى المشهد العراقي يحاول إحداث توازن في العلاقة تحقيقًا لمصالح العراق.
واختتم "العزاوي" قائلًا: مسألة إيران والمخاطر المحيطة بالمنطقة ودفعها لصراع إسرائيلي إيراني كان محور حديث جانبي خلال لقاء الرئيسين العراقي والتركي، فالعراق سيسعى لإنهاء مثل هذه الأزمة التي تُقلق صانع القرار في تركيا كما أنها تقلق صانع القرار في إيران هى الأخرى، والتي تعتبر العراق جُزر من محورها الذي تسعى أن يكون مطروحًا على الساحة في حالة حصول صراع إسرائيلي إيراني.