تظاهرات جامعات أمريكا.. حقوق الإنسان تنتفض والعالم يدعم غزة
بدأت مظاهرات خلال الأيام الأخيرة في عدد من الجامعات الأمريكية ومنها كولومبيا، من أجل دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستخدم الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة من الخطوات القاسية المتخذة لتفريق وتفكيك الاحتجاجات عبر الجامعات، وهناك مساندة ودعم من عدد من الطلاب في العالم ورؤية مختلفة من حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
بدأت الشرطة في مدينة «أوستن» بولاية تكساس الأمريكية، في اعتقال مُتظاهرين تجمعوا للاحتجاج دعمًا لـ «فلسطين» في إحدى الجامعات المحلية، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، الثلاثاء.
المُظاهرات المُؤيدة لفلسطين
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" يوم الأحد الماضي، إن الشرطة الأمريكية اعتقلت خلال الأيام العشرة الماضية نحو 900 شخص في المظاهرات المؤيدة لفلسطين، التي جرت على أراضي عدد من الجامعات الأمريكية الكبرى.
وسبق أن ألقت الشرطة القبض على أكثر من 100 شخص في الأسبوع الماضي وأزالت الخيام من الحديقة الرئيسية لحرم جامعة كولومبيا في مانهاتن، لكن المتظاهرين عادوا بسرعة وأقاموا الخيام مجددا.
وأبدى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، انزعاجه من سلسلة الخطوات القاسية لتفريق وتفكيك الاحتجاجات عبر الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أن حرية التعبير والحق في التجمع السلمي أمران أساسيان للمجتمع، لا سيما عندما يكون هناك خلاف حاد حول القضايا الرئيسية، كما هو الحال فيما يتعلق بالنزاع في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.
وأضاف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، أن الآلاف من طلاب الجامعات الأمريكية تظاهروا ضد الحرب في غزة في الأسابيع الأخيرة، كما جرت مظاهرات واسعة النطاق في الجامعات في بلدان أخرى في الأيام الأخيرة، لافتا إلى أنه تم تنظيم العديد من الاحتجاجات دون وقوع حوادث ومع ذلك قامت قوات الأمن بتفريق أو تفكيك الاحتجاجات في عدد من المواقع وتم اعتقال مئات الطلاب.
وأشار المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، إلى أنه تم إطلاق سراح العديد منهم في وقت لاحق، بينما لا يزال آخرون يواجهون اتهامات أو عقوبات أكاديمية، مؤكدا أنه يجب فحص الإجراءات التي اتخذتها سلطات الجامعة والمسؤولون عن إنفاذ القانون لتقييد هذا التعبير بعناية وذلك للتأكد من أن هذه التدابير لا تتجاوز ما هو ضروري بشكل واضح لحماية حقوق الآخرين وحرياتهم أو لهدف مشروع آخر مثل الحفاظ على المال العام أو الصحة أو النظام.
رئيسة جامعة كولومبيا توجه "رسالة" إلى الطلاب المعتصمين
وجهت رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شفيق، الأربعاء، رسالة إلى الطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي على خلفية الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تشهدها الجامعة.
وتابعت شفيق، في رسالتها، إن على الطلاب التوصل عند منتصف الليل إلى اتفاق مع إدارة الجامعة بشأن إنهاء الاعتصام في الحرم الجامعي.
وأضافت: "منذ ما يقرب من 4 أيام، تحول حرم الجامعة إلى معسكر لمئات من الطلاب الناشطين، وأنا أؤيد تماما أهمية حرية التعبير، وأحترم الحق في التظاهر، وأدرك أن العديد من المتظاهرين تجمعوا سلميا، ومع ذلك، فإن المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أعضاء مجتمعنا، ومن الضروري أن نمضي قدما في خطة لتفكيكه".
عضو منظمة تنسق بين طلاب داعمين لغزة توجه رسالة للفلسطينيين:"نتمنى أن نكون معكم"
عضو منظمة "S.J.P" المسئولة عن التنسيق بين طلاب الجماعات الداعمين لغزة، "كاري زاريمبا" تؤكد أنه مع نهاية هذا الفصل الدراسي سيكون هناك اختبارات في الجامعات الأمريكية إلا أن حركة الطلاب مستمرة ومستدامة وموجودة، مشيرة إلى أنه لا تعتقد الحركات الطلابية الداعمة لفلسطين ستتلاشى، مشددة على أن هناك تضامن كبير وتوحد لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والقضية الفلسطينية، مؤكدة أنه بالأمس بنسبة 51% من الطلاب وافقوا على استمرار الاحتجاجات في الجامعات لدعم القضية الفلسطينية، وأنه حتى بعد تخرج مجموعة من الطلاب سيحل محلهم مجموعة جديدة من الطلاب.
وأوضحت أن الطلاب يرون ما يحدث في الدولة والجامعات وما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية ويتم عرضه على شاشات التلفزيون، مشددة على أن هذا الإجماع لدعم القضية الفلسطينية سيستمر، منوهة بأن لا تثق في رؤساء الجامعات وهم متحدثين لآلة تتحدث بلغة مختلفة ولها موضوع ذات أبعاد تجارية ومادية.
وتابع: "بالإنابة عن الطلاب المعتصمين من أجل أهل غزة.. نتمنى أن تكون حركتنا موجوة معكم ونقدم رسالة ضد الاحتلال وهذه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني".