الهجوم الإسرائيلي على رفح.. تحذيرات دولية من مخاطر إنسانية واشتداد كارثة المجاعة
أعلن «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، بدء عملية إخلاء في رفح، داعيًا السكان شرق المدينة للتوجه إلى مناطق مُحددة، وسط مخاوف شديدة من تسبب اجتياح مُتوقع في وقوع كارثة إنسانية بها، ونفذ غارات جويّة على مناطق شرق مدينة رفح بالقرب من أحياء كانت قد تلقت أوامر إخلاء إلى مدينتي «المواصي وخان يونس»، فيما حذرت «مصر» تل أبيب من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية مُحتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية جسيمة تُهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة.
تحذير شديد اللهجة من منظمة الصحة العالمية إلى إسرائيل
وحذرت «منظمة الصحة العالمية»، من أن إطلاق الاحتلال الإسرائيلي لعملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، سيُؤدي إلى «تفاقم الكارثة الإنسانية»، مُنوهة إلى أن عمليات النزوح الجديدة للسكان ستُؤدي إلى «تفاقم كارثة الجوع».
وقالت المتحدثة باسم المنظمة التابعة للأمم المتحدة مارغريت هاريس: «نظرًا للظروف المعيشية المُتردية بالفعل والأنظمة الصحية المدُمّرة، فإن العملية في رفح ستُؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل كبير وستدفع بجهود الإغاثة الهشة أصلاً إلى نقطة الانهيار»، مُحذرة من أن «موجة جديدة ستُؤدي إلى تفاقم الاكتظاظ السكاني والحد من إمكانية الحصول على الغذاء والماء والخدمات الصحية، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وتفاقم الجوع والمزيد من الخسائر في الأرواح"».
في غضون ذلك، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن أمر الإخلاء الذي أصدرته إسرائيل لمواطني شرق مدينة رفح جنوب غزة "غير إنساني" ويتعارض مع مبادئ القانون الإنساني الدولي.
وقال تورك، في بيان له يوم الإثنين، إنه "أمر غير إنساني.. ويتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
ونقل موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي عن مصادر مطلعة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي على وشك السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين مصر وقطاع غزة خلال الساعات المقبلة.
معبر رفح نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة
ويعد معبر رفح نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقول إسرائيل إن الجزء الشرقي من المدينة موقع استراتيجي لحماس. ويعيش في المدينة أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وتُخطط قوات الدفاع الإسرائيلية للسيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر ومراقبة جميع المساعدات القادمة إلى غزة، حسبما صرح مصدر مطلع لموقع أكسيوس.
وقال المصدر إن إسرائيل تعتقد أن السيطرة على معبر رفح ستقضي على قدرة حماس الرئيسية على إظهار أنها لا تزال تحكم غزة.
وأضاف المصدر أن إسرائيل تريد في الأيام والأسابيع المقبلة أن يشارك الفلسطينيون من غزة غير المرتبطين بحماس في مراقبة وتوزيع المساعدات التي تدخل القطاع من مصر.
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن الدبابات الإسرائيلية وقوات برية أخرى دخلت الضواحي الشرقية لمدينة رفح مساء الإثنين في إطار المرحلة الأولى من العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب مدينة غزة.
عملية إسرائيلية كبيرة في رفح
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، من عملية إسرائيلية كبيرة في رفح، قائلًا إن اجتياح إسرائيل لمدينة رفح سيكون أمرًا لا يُحتمل.
كما أعرب مسؤول أمريكي عن قلق الولايات المتحدة إزاء أحدث الضربات الإسرائيلية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة لكنه أشار إلى أن واشنطن تعتقد أنها لاتُمثل عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح، مُضيفًا أن المسؤولين الأمريكيين يُركزون على منع حدوث عملية عسكرية كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان في رفح، مُشيرًا إلى أن الإسرائيليين لا ينفذون ذلك على ما يبدو.
وتعد مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة في الـ27 من أكتوبر الماضي، يُطلب من المواطنين التوجه من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب، بادعاء أنها "مناطق آمنة".
وتتسع رفح على ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترا مربعا، لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، اضطر أغلبيتهم إلى النزوح إليها سعيا إلى الأمان.
ويُواجه النازحون ظروفا مزرية داخل آلاف الخيام المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، حتى إن الأرصفة ازدحمت بتلك الخيام، وتحولت الطرق الرئيسية إلى أسواق مكتظة.
معبر رفح البري
ويعتبر معبر رفح البري شريان حياة لمواطني قطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين، وأي هجوم عسكري على رفح يعني الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية.
هذا وأكدت منظمة المساعدة الإنسانية الدولية "أوكسفام"، أنه لم يعد هناك أي مصداقية لادعاءات إسرائيل بإجلاء آمن للمدنيين من مدينة رفح.
وقوبل قرار إخلاء المدينة برفض واسع، كما جددت بلجيكا وفرنسا والاتحاد الأوروبي رفض أي هجوم إسرائيلي محتمل.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن عملية عسكرية شرق رفح تحت غطاء ناري كثيف
بدأ «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، عملية عسكرية في شرق رفح جنوب قطاع غزة، تحت غطاء ناري كثيف، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، في أنباء عاجلة، اليوم الثلاثاء.
وذكرت وسائل الإعلام العربية، أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارات جوية قوية شرق رفح.
وقال «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، إنه يشن هجومًا على أهداف تابعة لحركة حماس في الجزء الشرقي من مدينة رفح.
الهجوم على مدينة رفح الفلسطينية
وأفادت تقارير إعلامية، بأن الدبابات الإسرائيلية توغلت شرق مدينة رفح الفلسطينية تحت غطاء مكثف من الطيران في منطقتي المطار والجرادات.
وأكد الجيش الإسرائيلي مساء الإثنين أنه سيواصل عملياته في قطاع غزة بالتوازي مع دراسة رد حماس على مقترح الهدنة وتبادل الأسرى الذي وافقت عليه الحركة.
زيادة الضغوط على حركة حماس
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومة الحرب وافقت بالإجماع على مواصلة عملية في مدينة رفح من أجل زيادة الضغوط على حركة حماس لإطلاق سراح المحتجزين وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب.
وذكر مكتب نتنياهو في بيان أنه في الوقت نفسه أن تل أبيب سترسل وفدا للاجتماع مع المفاوضين لمحاولة التوصل إلى اتفاق مقبول.
وأعلنت حركة حماس يوم الاثنين موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار.
وقالت حركة حماس في بيان إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
إسرائيل تزعم: «كُنا قريبين من القضاء على يحيى السنوار وسنُهاجم رفح»
زعم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي «تساحي هنغبي»، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قريبة جدًا من القضاء على زعيم حماس في غزة «يحيى السنوار» خلال العمليات الأخيرة، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، الأحد.