رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تحذير من انهيار العلاقات.. القصة الكاملة حول شحنة الأسلحة «المُعلّقة» بين أمريكا وإسرائيل

نشر
بايدن و نتنياهو
بايدن و نتنياهو

تصاعدت حدة التوتر في العلاقات بين «واشنطن وتل أبيب»، على خلفية قرار الولايات المتحدة وقف شحنات الأسلحة إلى «إسرائيل» بسبب مخاوف من اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن «انزعاجهم الشديد» من القيود غير المسبوقة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على المساعدات العسكرية لإسرائيل وسط تحذيرات أمريكية من أن العلاقات وصلت إلى «نقطة الانهيار».

واشنطن تحتج على التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية

أفاد مسؤول أمريكي كبير، أمس الأربعاء، بأن إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، علّقت إرسال شحنة أسلحة إلى «تل أبيب» الأسبوع الماضي، احتجاجًا على التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، قائلاً إنه «بينما بدا أن الزعماء الإسرائيليين على وشك اتخاذ قرار بشأن اجتياح رفح، بدأنا بعناية في مراجعة عمليات الإرسال المقترحة لأسلحة مُعينة إلى إسرائيل قد تُستخدم في رفح بداية من أبريل».

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تراجع "المساعدة الأمنية على المدى القريب... في ضوء الأحداث الجارية في رفح".

وأضاف أوستن: "كنا واضحين جدا... منذ البداية أنه يجب على إسرائيل ألا تشن هجوما كبيرا على رفح دون الأخذ في الاعتبار المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وحمايتهم".

وأبلغ أوستن اللجنة الفرعية للدفاع التابعة للجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، أن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا نهائيا بشأن ما يجب فعله بشحنة الأسلحة هذه، لكنها أكدت لإسرائيل توقعاتها لعملية محتملة في رفح.

مدينة رفح جنوب قطاع غزة

ومدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تقول إسرائيل إنها "آخر معقل عسكري" لحركة "حماس"، لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني، الكثير منهم نزحوا في السابق من أجزاء أخرى من قطاع غزة، بعد أوامر إسرائيل بالإخلاء منها.

على نحو مُماثل، قال مسؤول أمريكي اشترط عدم الكشف عن هويته، لوكالة "رويترز"، إن القرار الأمريكي اتخذ بسبب الخوف من "الاستخدام النهائي للقنابل التي تزن 2000 رطل، والأثر الذي قد تسببه في مناطق حضرية كثيفة السكان، كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة"، مضيفا أن الولايات المتحدة راجعت بدقة تسليم الأسلحة التي ربما تستخدم في رفح.

تعليق شحنة أسلحة إلى إسرائيل

وفي إسرائيل، أعرب مسؤولون بارزون عن "إحباط شديد" من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب قرارها بتعليق شحنة أسلحة إلى إسرائيل، محذّرين من أن هذه الخطوة يمكن أن تهدد مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، حسب ما ذكر مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس".

ونقل الموقع الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها إدارة بايدن، والتي كان موقع "أكسيوس" أول من أشار إليها، الأحد، كانت "وسيلة للولايات المتحدة لتبدي قلقها" بشأن خطط إسرائيل لاجتياح بري محتمل لمدينة رفح.

وصرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في شهادته أمام مجلس الشيوخ: "سنواصل فعل ما يلزم، لضمان أن إسرائيل لديها الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها. ولكن مع ذلك، نقوم حاليا بمراجعة بعض شحنات المساعدة الأمنية على المدى القريب في سياق الأحداث الجارية في رفح".

وأشار "أكسيوس" إلى أن تعليق شحنات الأسلحة زاد من حدة التوترات بين إدارة بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي كانت تتزايد باطراد خلال الأشهر الأخيرة، وسط تداعيات محلية وعالمية للحرب على غزة.

وتُعارض إدارة بايدن أي عملية برية "واسعة النطاق" تقوم بها إسرائيل في رفح، لا تتضمن خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين.

السياسة الأمريكية تجاه الحرب على غزة

وقال مسؤولون أمريكيون لموقع "أكسيوس"، إن البيت الأبيض يرى أن عملية رفح "محدودة" حتى الآن، ولا يعتقد أن إسرائيل تجاوزت "الخط الأحمر" للرئيس بايدن الذي ينذر بتحول في السياسة الأمريكية تجاه الحرب على غزة.

لكن المسؤولين حذّروا من أنه إذا توسعت العملية أو خرجت عن نطاق السيطرة، ودخلت القوات الإسرائيلية مدينة رفح نفسها فسيكون ذلك بمثابة "نقطة انهيار" للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

وذكر "أكسيوس"، أن مسؤولين إسرائيليين طلبوا تفسيرا لقرار الولايات المتحدة بإيقاف شحنة أسلحة تتضمن 1800 قنبلة زنة ألفي رطل، و1700 قنبلة زنة 500 رطل.

وأضافت المصادر أن الإسرائيليين أبلغوا الولايات المتحدة، أنهم يساورهم "قلق بالغ" من أنه مع استمرار المفاوضات في القاهرة، فإن توقيت هذه الخطوة سيهدد الجهود المبذولة لتأمين اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين، ووقف مؤقت لإطلاق النار.

ويشعر الإسرائيليون بالقلق من أن "حماس" لن تغير مواقفها، عندما ترى مستوى الضغط الأمريكي على تل أبيب.

 الولايات المتحدة ستُواصل الوقوف مع إسرائيل

وأبلغ مسؤولون إسرائيليون إدارة بايدن أنها بحاجة إلى الضغط على "حماس"، وليس على إسرائيل، وكرروا توقعاتهم بأن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف مع تل أبيب، وهي تقاتل لهزيمة "حماس".

وفي الأيام الماضية، بعد أن أكدت الحكومة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة أوقفت الشحنة مؤقتا في سياق رفح، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن إحباطهم العميق لنظرائهم الأمريكيين، حسبما ذكرت مصادر مطلعة.

وقالت المصادر، إن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن أنها مستاءة، ليس فقط من قرار تعليق الشحنة، ولكن أيضا من تسريب هذا القرار إلى وسائل إعلام.

أمريكا تُعارض الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية وتُطالب «حماس» بقبول مُقترح الهُدنة

لا تزال «الولايات المتحدة»، غير مُقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن الهجوم على رفح الفلسطينية، ويستمر الصراع بين الجانبين لأن إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» غير مُقتنعة بقدرة إسرائيل على إخلاء أكثر من مليون فلسطيني في أقصى جنوب قطاع غزة بأمان وتلبية احتياجاتهم الإنسانية، بينما تقول «تل أبيب»، إنها لا تستطيع هزيمة «حماس» دون شن هجوم كبير في رفح لتفكيك الكتائب الأربع المتبقية للحركة هناك.