معبر رفح.. لماذا مساعي السيطرة؟
سيطرت القوات الإسرائيلية صباح الثلاثاء الماضي على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ولكن ما هي الأسباب التي دفعت إسرائيل للسيطرة على رفح ومعبرها الاستراتيجي؟
لماذا مساعي السيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني؟
- معبر رفح بوابة قطاع غزة إلى العالم الخارجي، وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
- السيطرة على معبر رفح تشكل مقدمة للسيطرة التدريجية على المدينة بشكل كامل ومحور فيلادلفيا مع مصر، وهو الأمر الذي تقول القاهرة إنه يتعارض مع اتفاقية كامب ديفيد.
- تخطط إسرائيل للسيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر ومراقبة جميع المساعدات القادمة إلى غزة، كما أنها كانت قد توعدت مرارا وتكرارا.
- خصوصا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها ستنفذ عملية اجتياح رفح، رغم المعارضة العالمية لمثل هذا العمل، بما في ذلك معارضة واشنطن له.
- نقلت مصادر عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل تعتقد أن السيطرة على المنفذ الاستراتيجي، سيقضي على مزاعم حركة حماس أنها لا تزال تحكم غزة، إضافة إلى هدفها بالقضاء على القدرات العسكرية للحركة.
إلى جانب هذا تطمح إسرائيل أيضا خلال الأيام والأسابيع المقبلة، أن يشارك الفلسطينيون من غزة، من غير المرتبطين بحماس، في مراقبة وتوزيع المساعدات التي تدخل قطاع غزة من مصر، حسب المصادر ذاتها.
بالإضافة إلى ذلك، تروج إسرائيل بأن الجزء الشرقي من المدينة هو موقع استراتيجي لحركة حماس.
تغير المشهد مع دخول القوات الإسرائيلية معبر رفح الفسطيني والسيطرة عليه وإغلاقه واستبداله بمعبر كرم أبو سالم، يتزامن ذلك مع وجود وفد أميركي في الضفة الغربية لبحث إمكانية إدارة السلطة الفلسطينية لمعابر غزة.
كما يتواجد وفدٌ إسرائيلي وآخر من حماس في مصر لمناقشة اتفاق التهدئة، إضافةً لمدير الـCIA الذي يزورُ القاهرة أيضًا، فهذه الزيارات والتطورات المتسارعة في كل اتّجاه تأتي وسط مشهد ضبابي وعدم يقين لما سيحدث لاحقا في معبر رفح الفسطيني.
ورغم تأكيدِ البيت الأبيض من أنّه تلقّى تأكيداتٍ إسرائيلية تفيدُ بأنّ العمليةَ في رفح محدودة تبقى أسئلةٌ عديدة بحاجةٍ لإجابة، أبرزها إذا ما كانت صفقة تبادل الرهائن والأسرى قائمة؟ وما الردُ الإسرائيلي على موافقةِ حماس على الاتفاق؟
قالت الخارجية الأمريكية، الأربعاء، إن معبر رفح الفلسطيني بات من مسؤولية إسرائيل، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل "ضرورة فتحه قريبا".
وذكرت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لا يزال لديها مخاوف بشأن عملية محتملة في رفح وأوضحت ذلك تماما للحكومة الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن الرئيس السيسي أكد موقف مصر الثابت بوقف التهجير القسري للأشقاء الفلسطينيين، ويدعم حقوق الأشقاء الفلسطينيين ويؤكد ضرورة الوصول لحل شامل لدولة مستقلة.
وأضاف أن مصر تبذل قصارى جهدها على محاولة الوصول لوقف إطلاق النار، وأن يكون هناك هدنة، والتفويض لإنهاء هذا الصراع و الأزمة التي يواجهها الأِشقاء بغزة.
وتابع: أن معبر رفح مفتوح خلال الـ24 ساعة، و80% من المساعدات الإنسانية هي دعم من الحكومة المصرية ومؤسسات المجتمع الدولي.
من يُدير معبر رفح؟ عملية طوفان الأقصى تُعيد السؤال للساحة
إدارة المعبر
في ظل التعنت الإسرائيلي والهجمات الفلسطينية، فإن إدارة معبر رفح تعاني من صعوبات كبيرة.
فإسرائيل ترفض فتح المعبر بشكل كامل، مما يتسبب في معاناة كبيرة للسكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
كما أن حركة حماس تستمر في إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، مما يعرض المعبر للخطر.
التعنت الإسرائيلي
ترفض إسرائيل فتح معبر رفح بشكل كامل، بحجة أن حركة حماس تستخدم المعبر لتهريب الأسلحة والمواد الأخرى التي يمكن استخدامها في هجمات ضد إسرائيل.
كما أن إسرائيل تفرض قيودًا مشددة على حركة الأشخاص والبضائع عبر المعبر.
واشتعل "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، بعدما شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، صباح السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجومًا قويًا غير مسبوق على إسرائيل جوًا وبحرًا وبرًا، أسفر عن مقتل 900 قتيل و2500 جريح إسرائيلي.
وبدأ هجوم "حماس" القوي، نحو الساعة السادسة والنصف صباح السبت (التوقيت المحلي)، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على جنوب إسرائيل تسبب في دوي صفارات الإنذار، وأشارت حماس إلى أنها أطلقت نحو خمسة آلاف صاروخ، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن العدد لا يتجاوز 2500 صاروخ، ولم يكن الهدف الرئيس من الهجوم الصاروخي للحركة، كما بدا لاحقًا، إلا التغطية على هجوم أوسع وأكثر تعقيدًا، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس، وحركات أخرى متحالفة معها، في اجتياز الحواجز الأمنية إلى داخل الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، في فشل أمني واستخباراتي واسع لم تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.