مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«تنظيم داعش».. السودان يدخل حقبة «إدارة التوحش»

نشر
الأمصار

تتزايد مؤشرات على تمدد تنظيمات إرهابية إلى السودان الذي يعاني ويلات حرب تتسع رقعتها يوما بعد يوم.

ودخل الصراع في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش العام الثاني، فيما تتسع رقعتها وتستقطب قوى مسلحة جديدة إلى أتون الصراع.

ومع تصاعد وتيرة العنف والقتال برزت مشاهد قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث في السودان، على طريقة تنظيم "داعش".

وتداول النشطاء مقطع فيديو، زاعمين أنها لأفراد من الجيش السوداني يذبحون مواطنا ويقطعون أشلاءه ويلوحون بالأحشاء في هياج هستيري.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمد الأسباط في المشاهد الدموية مؤشرات دخول "داعش" والجماعات الإرهابية إلى حرب السودان.

وقال الأسباط، الشكوك تزايدت منذ نحو 3 أشهر عندما نبشت المقابر في أم درمان (ثاني أكبر مدن السودان التي تشكل الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم)، وتبعها حالات قطع رؤوس في شمال كردفان (وسط السودان)، وتفجير ضريح الشيخ قريب الله بمدينة أم درمان، ومؤخرا الفيديو البشع لانتزاع أحشاء إحدى الضحايا.

وأوضح أن هذه مؤشرات خطيرة أشرنا وأشار إليها كثيرون، فاستطالة أمد الحرب في ظل توازن الضعف الحالي يفتح شهية الجماعات الإرهابية إلى الدخول للبلاد، مستفيدة من حالة السيولة الأمنية".

وتابع أنه "بالإضافة إلى أن دعاة الحرب يفتحون مسارات للجماعات المتطرفة لأن خطابهم أيضا يتميز بالغلو والتطرف".

كما أشار الأسباط أيضا إلى أن "الحرب تفتح المسار للجرائم الأخرى مثل تجارة البشر والمخدرات، السودان دخل إلى منطقة مظلمة جدا وهذه الحرب قد تحول السودان إلى ساحة للجماعات المتطرفة وبالتالي يفلت الوضع ويصعب التحكم به".

وبرز تنظيم داعش على الساحة العراقية والسورية حينما أقام دولته المزعومة على أساس أبرز أدبياته كتاب "إدارة التوحش"، حيث عمد إلى خلق صورة غير مسبوقة لمشاهد الإرهاب عبر التمثيل بالجثث وإغراق الناس أحياء أو حرقهم.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الطاهر أبوبكر، إن استمرار الحرب في السودان بحكم موقعه في منطقة الساحل وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي يوفر بيئة مثالية لشبكات الإرهاب التي تمددت بالفعل إلى شمال وغرب أفريقيا إلى جانب تمركزها في القرن الأفريقي.

وأشار أبوبكر، إلى أن السودان سيتحول قريبا إلى ملاذ آمن للإرهاب مع استمرار العنف والقتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأضاف أنه سبق أن توقع تقرير أمريكي توسع فروع "داعش" و"القاعدة" في القارة الأفريقية، وازدياد نشاط "داعش" في غرب السودان.

تشكيل خلايا إرهابية

وكان أبوحذيفة السوداني، قيادي بارز بتنظيم "حراس الدين" في سوريا أحد أهم أفرع القاعدة، قد دعا في وقت سابق عناصر الحركة بالسودان لتشكيل خلايا وتأسيس جبهة قتال داخل البلاد.

وسبق أن استضاف نظام الإخوان في السودان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بين عامي 1991 و1996.

ودعا أبوحذيفة، وفق ما نشرته صحيفة "سودان تربيون" (الخاصة)، أنصاره للإسراع في الإعداد لتأسيس كتائب وتشكيلات عسكرية تنفذ عملياتها بنظام حرب العصابات وتركيز الخلايا الحربية خارج وداخل الخرطوم، حيث لا يقتصر نشاطها على العاصمة حتى تضمن وجود قواعد خلفية للإمداد والدعم.

وحث أبوحذيفة تنظيم القاعدة على الاستفادة من حالة عدم الاستقرار الأمني وهشاشة الأوضاع في السودان للترتيب لتنفيذ هجمات إرهابية.

وطالب أبوحذيفة في كتاب نشرته مؤسسة "بيت المقدس الإعلامية" عام 2022 بشن هجمات إرهابية وتأسيس جماعات تابعة للتنظيم داخل السودان.

ووجه أبوحذيفة رسالته إلى "زرقاوي بلاد النهرين" للبدء فورا في بناء وإعداد فصائل داخل السودان.

ويصنف الرجل وفقا لواشنطن إرهابيا عالي الخطورة، وتسربت عنه عدة خطابات حماسية تحض عناصر القاعدة بالسودان لتحويل المشاعر والعواطف إلى رصاص وطلقات.

سوابق ميدانية

وفي مارس الماضي، اندلع حريق هائل في مسجد وضريح الشيخ حسن قريب الله بمنطقة "ود نوباوي" بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، أسفر عن دمار كبير في الموقع الذي يضم قبر الزعيم الصوفي، في أبرز دليل على نشاط تنظيمات متطرفة تعتبر المتصوفة أبرز خصومهم.

وأثار مقطع الفيديو الذي وثق الحريق جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ ذهب البعض إلى اتهام الجماعات المتطرفة بالوقوف وراء الحادثة مستغلة الفراغ الأمني الذي يعاني منه السودان منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023.

وفي 23 أبريل الماضي، تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، زعموا أنه لأفراد من الجيش السوداني يقودهم ضابط برتبة لواء، يحملون آلات حادة طويلة "سكاكين"، ويتجولون وسط 3 جثث لعناصر ترتدي الزي المدني، تعرضت للذبح، على تخوم مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وسط موجة من التهليل والتكبير.

وفي 17 فبراير الماضي، علَّق الجيش السوداني على فيديو صادم آخر لجنوده وهم يحتفلون بقطع رأسي عنصرين من قوات الدعم السريع.

وقال الجيش في بيان وقتها، إنه يجري تحقيقا حول ما وصفه بـ"المحتوى الصادم".

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.