جيش الاحتلال يُحضر لعملية كبيرة في رفح.. ونتنياهو يُجدد عزم إسرائيل على الانتصار
حشدت «إسرائيل»، ما يكفي من القوات على أطراف «رفح» في غزة للمُضي قُدمًا في عملية اجتياح المدينة، حسبما نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين، مُشيرين إلى أنهما «ليسا مُتأكدين بعد ما إذا كانت تل أبيب اتخذت قرارًا نهائيًا بشن عملية واسعة في رفح خلال الأيام المُقبلة».
إسرائيل لم تتخذ الاستعدادات الكافية
وقال أحد المسؤولين، إن «إسرائيل لم تتخذ الاستعدادات الكافية، بما في ذلك بناء البنية التحتية المتعلقة بالغذاء والنظافة والمأوى قبل احتمال إجلاء أكثر من مليون من سكان غزة الذين يُقيمون حاليًا في رفح».
ويُحاول عمال الإغاثة توزيع إمدادات مُتناقصة من المواد الغذائية وغيرها من السلع على مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أجبروا على الفرار مع استمرار إغلاق معبرين رئيسيين بالقرب من جنوب مدينة غزة، في إطار ما تقول إسرائيل إنها عملية محدودة على رفح.
الحرب المُستمرة مُنذ 7 أشهر بين إسرائيل وحماس
وقالت وكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة: إن «360 ألف فلسطيني فروا من رفح خلال الأسبوع الماضي، من بين 1.3 مليون كانوا لجأوا إليها قبل بدء العملية، ومعظمهم فروا بالفعل من القتال في أماكن أخرى على مدار الحرب المستمرة منذ 7 أشهر بين إسرائيل وحماس».
وخلال الأسبوع الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي عمليات القصف والعمليات الأخرى في رفح، بينما أمر السكان بإخلاء أجزاء من المدينة.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قد قال يوم الإثنين، لصحفيين بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تُريد لحماس الهزيمة، مُضيفًا أن الفلسطينيين العالقين وسط الحرب يواجهون الجحيم وأن أي عملية عسكرية كبيرة تُنفذها إسرائيل في رفح ستكون خطأ.
نتنياهو يُجدد عزم إسرائيل على الانتصار في الحرب بقطاع غزة
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، مُجددًا عزم إسرائيل على الانتصار في الحرب بقطاع غزة، واصفًا إياها على أنها «حرب وجودية».
وقال نتنياهو، خلال كلمة ألقاها الإثنين، في ذكرى الجنود القتلى في الجيش الإسرائيلي، إن "هذه الحرب تدور حول التالي، إما نحن إسرائيل أو هم وحوش حماس، إما وجودنا والحرية والأمن والازدهار، أو إبادة ومجزرة واغتصاب واستعباد".
وأضاف: "نحن مصرون على الانتصار في هذه الصراع، كبدنا وسنكبد العدو ثمنا باهظا على أعماله الفظيعة".
وتابع رئيس وزراء إسرائيل: "سوف نحقق أهداف النصر وفي مركزها إعادة كل مختطفينا، انتصار سيضمن وجودنا ومستقبلنا، لكن الثمن الذي ندفعه والذي دفعته الأجيال السابقة، هذا الثمن باهظ جدا".
وتتواصل لليوم الـ220 العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل شح كبير في الغذاء والماء والدواء والوقود، وتقلص عدد المستشفيات والمراكز الطبية العاملة، التي تقدم الخدمات للسكان.
وقالت مصادر طبية في غزة إن عدد القتلى في القطاع من جراء الهجوم الإسرائيلي الكبير تجاوز 35 ألفا.
أمريكا تُقدم عرضًا مُغريًا لإسرائيل وسط تحذيرات أوروبية من عاقبة اجتياح رفح
قدمت «أمريكا»، على نظيرتها «إسرائيل» عرضا مُغريًا، من خلال تزويدها بمعلومات استخباراتية حساسة لمساعدتها في العثور على قادة «حماس» واكتشاف الأنفاق مُقابل التخلي عن اجتياح «رفح» الفلسطينية، كما عرض المسؤولون الأمريكيون أيضًا المساعدة في توفير الآلاف من الملاجئ حتى تتمكن «تل أبيب» من بناء مُدن الخيام والمساعدة في بناء أنظمة توصيل الغذاء والماء والدواء.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإن «هذه المساعدات تهدف إلى تمكين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من رفح من الحصول على مكان صالح للعيش، حسبما قال المسؤولون الأمريكيون».
توفير البنية التحتية الأساسية
ويُشدد مساعدو بايدن لنظرائهم الإسرائيليين على أنه لا يُمكن نقل الفلسطينيين ببساطة إلى أجزاء قاحلة أو تتعرض للقصف في غزة، ولكن يجب على إسرائيل توفير البنية التحتية الأساسية حتى يتمكن أولئك الذين يتم إجلاؤهم من الحصول على المساعدة.
وجاءت العروض الأمريكية خلال المفاوضات التي جرت على مدى الأسابيع الماضية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول حجم ونطاق العملية في رفح.
العملية العسكرية في رفح
وقرر مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، الإثنين، بالإجماع مواصلة العملية العسكرية في رفح، وذلك بعد إعلان حماس قبولها للمقترح المصري القطري للهدنة.
وقال المجلس في بيان إن: " قرر مجلس الوزراء الحربي بالإجماع أن تُواصل إسرائيل عمليتها في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس من أجل تعزيز إطلاق سراح الرهائن لدينا وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب".
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في مدينة رفح، الثلاثاء، بعد أن أعلنت تل أبيب أن عرض الهدنة الذي قدمته حركة حماس لا يلبي مطالبها.
وأكدت القوات الإسرائيلية أنها مُستمرة بالهجوم الذي هددت به المدينة منذ فترة طويلة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة: "لدينا مخاوف جدية بشأن الطريقة التي اتبعت بها إسرائيل هذه الحملة، ويُمكن أن يصل كل ذلك إلى ذروته في رفح".
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل لم تشن غزوًا بريًا واسع النطاق في رفح في هذه المرحلة، على الرغم من سلسلة الغارات التي شنتها في الأيام الأخيرة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد هدد إسرائيل خلال مقابلة مع "سي إن إن"، قال فيها: "لن نقدم أسلحة وقذائف مدفعية لإسرائيل. لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المراكز السكانية في رفح".
نتنياهو يتحدى بايدن
وعلى حسابه الشخصي بمنصة "إكس"، أعاد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو نشر فيديو له من خطاب سابق، يتحدى فيه الرئيس جو بايدن على ما يبدو، رغم أنه لم يذكره صراحة.
ويأتي خطاب نتنياهو ردًا على قرار تعليق الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، التي تتضمن قنابل ثقيلة تستخدمها في حملتها العسكرية على قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني حتى الآن.
في غضون ذلك، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال السبت أن أوامر إسرائيل بإجلاء المدنيين الفلسطينيين الذين نزحوا إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة "غير مقبولة".
وقال ميشال، رئيس المجلس الأوروبي الذي يمثل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إن "أوامر إجلاء المدنيين المحاصرين في رفح إلى مناطق غير آمنة غير مقبولة".
وأضاف على منصة إكس "ندعو الحكومة الاسرائيلية الى احترام القانون الإنساني الدولي ونطالبها بعدم تنفيذ عملية برية في رفح".
جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم العثور على أنفاق تستخدمها «حماس» شرق رفح
زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي «دانييل هاغاري»، أنه تم العثور على أنفاق تستخدمها حركة «حماس» في شرق رفح على الحدود مع مصر، مُؤكدًا أن العشرات من عناصر الحركة قُتلوا في معارك هناك، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، في أنباء عاجلة، الجمعة.