مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

السودان.. قوات الدعم السريع تتهم الجيش بمنع المدنيين من مغادرة الفاشر

نشر
الأمصار

اتهمت قوات الدعم السريع في السودان، الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه، بانتهاك حقوق المواطنين ومنعهم من مغادرة مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، واتخاذهم دروع بشرية.

ومنذ بدايات مايو الحالي، تصاعدت المعارك العنيفة بين الجيش مسنوداً بالقوة المشتركة للحركات المسلحة وبين الدعم السريع في السودان، واستخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وشهدت الفاشر عدة اشتباكات منذ اندلاع الحرب بين الطرفين في 15 أبريل 2023م، وهي آخر معاقل الجيش في دارفور بعد سيطرة "الدعم" على نيالا، الضعين، زالنجي والجنينة.
وقال الناطق باسم قوات الدعم السريع في السودان الفاتح قرشي، في بيان السبت، إنه بعد استجابة قواتهم للمبادرات والدعوات بفتح ممرات آمنة لخروج المواطنين الراغبين في المغادرة طوعاً إلى مناطق آمنة، رصدوا انتهاكات لحقوق المواطنين "من قبل مليشيا البرهان وحركات الارتزاق" واتخاذهم المدنيين دروعاً بشرية ومنعهم من مغادرة مدينة الفاشر- حسب قوله.

وأكد الناطق باسم قوات الدعم السريع في السودان الفاتح قرشي، موقفهم الثابت تجاه قضايا المدنيين وحرصهم على سلامتهم، وقال "إن الاحتماء وراء المواطنين العزل، وإجبارهم على البقاء داخل الأحياء السكنية التي يتوارى فيها المُرتزقة وكتائب الفلول، يشكل جرائم ضد الانسانية وانتهاك لقوانين الحقوق المدنية".

واعتبر الناطق باسم قوات الدعم السريع في السودان الفاتح قرشي، أن هذا السلوك يكشف "ضعف وهوان المرتزقة وعصابة السُلطةـ ومحاولاتهم اليائسة للوقيعة بين قواتهم والمواطنين"، بمثلما اقترفوا من انتهاكات سابقة في عدد من المناطق، وحاولوا إلصاق التهم بها- حسب البيان.

وجدد الناطق باسم قوات الدعم السريع في السودان الفاتح قرشي، القول إنه لا عداء لقواتهم مع أي مواطن، ودعا إلى "تفويت الفرصة على مخطط الإرهابيين"، والابتعاد عن مناطق الاشتباكات والمناطق المرشحة للاستهداف بواسطة الطيران.

وبالرغم من إعلان قوات الدعم السريع في السودان المتكرر التزامها بحقوق المدنيين وحمايتهم وتحميل مسؤولية الانتهاكات للطرف الآخر، إلا أن التقارير الدولية والإقليمية وشهادات الشهود من مواقع الاشتباكات وثقت لانتهاكات وحشية جسيمة ارتكبتها هذه القوات بحق المواطنين في المناطق التي اجتاحتها بدءاً من العاصمة الخرطوم ومروراً بدارفور والجزيرة وغيرها من الولايات التي وصلت إليها.

مصرع 8 أشخاص بهجوم استهدف قرية ود المنير بولاية الجزيرة في السودان

صرحت لجان مقاومة ود مدني في ولاية الجزيرة، بمصرع 8 أشخاص وإصابة آخرين، جراء هجوم للدعم السريع على قرية “ود المنير” ريفي الحوش جنوبي ولاية الجزيرة .

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بسبب تصاعد العنف في مدينة الفاشر

أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن رعبه من تصاعد العنف في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تتسببت الأعمال العدائية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – المدعومة من الجماعات المسلحة المتحالفة معها – في خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وتفيد التقارير بمقتل ما لا يقل عن 58 مدنياً وإصابة 213 آخرين في الفاشر منذ تصاعد القتال بشكل كبير في البلدة الواقعة شمال دارفور الأسبوع الماضي.
وعبر المفوض السامي عن القلق إزاء التصعيد في الفاشر واستمرار تأثير القتال الأوسع نطاقاً في جميع أنحاء السودان وحث طرفي الحرب، القوات المسلحة والدعم السريع، على التحرك الفوري – وبشكل علني– لتهدئة الوضع.

وقف الأعمال العدائية 

ودعا فولكر تورك إلى تنحية المواقف المتصلبة جانباً واتخاذ خطواتٍ محددة وملموسة لوقف الأعمال العدائية وضمان الحماية الفعالة للمدنيين وفق مقتضيات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فضلاً عن التزامات طرفي الحرب بموجب إعلان جدة، المتفق عليه في أيار/مايو 2023.

القتال في الفاشر

وحذّر المفوض السامي كل من قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع من أن القتال في الفاشر، حيث يوجد أكثر من 1.8 مليون من السكان والنازحين داخلياً المحاصرين والمعرضين لخطر المجاعة الوشيك، سيكون له أثر كارثي على المدنيين، وسيؤدي إلى تعميق الصراع بين الطوائف مع ما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية وخيمة. وشدد على ضرورة وضع حد لأي انتهاكات مستمرة، وكذلك ضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي ترتكبها قواتهما وحلفاؤهما.

كما حثّهما على مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى حل تفاوضي، بما في ذلك استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار على الفور، وتيسير الوصول الشامل للمساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات كل منهما.