مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عرض استثماري من حكومة شرق ليبيا يلتف على حظر النفط الروسي

نشر
ليبيا
ليبيا

عرضت حكومة أسامة حماد المكلفة من مجلس النواب في ليبيا، التي يشارك وفد منها برئاسة بلقاسم حفتر، ابن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي في منتدى "روسيا – العالم الإسلامي" بكازان، على شركة "تات نفط" الروسية إنشاء مصفاة للنفط في ليبيا، في خطوة رآها محللون أنها قد تساعد موسكو في تجاوز العقوبات والحظر المفروض على نفطها الخام.

وجاء هذا العرض على هامش المنتدى المنعقد من 14 وحتى 19 من مايو الحالي، والذي يشارك فيه وفد من الشرق الليبي، يضم أيضاً أربعة وزراء من حكومة شرق ليبيا، وهم: عبدالهادي حويج وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وعلي السعيدي القايدي وزير الاستثمار، وعوض بدري وزير الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى فرج خليل سالم وزير التعليم التقني.

وأعلن وزير الاستثمار في ليبيا، في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، السبت، أن بلاده مستعدة للدخول في اتفاق مع الشركة الروسية، في حين أعربت الشركة التي تنشط في ليبيا عن اهتمامها بالمشروع.

وقال علي السعيدي القايدي وزير الاستثمار في ليبيا، إن روسيا تمتلك الكثير من النفط الخام، لكن إمداداتها الآن صعبة بسبب العقوبات والحظر، مضيفا "هذا الأمر من الممكن أن تساهم في حله مصفاة يتم إنشاءها في ليبيا ويتم نقل النفط الخام إليها ومن ثم بيع المشتقات النفطية".

وتابع علي السعيدي القايدي وزير الاستثمار في ليبيا" "أجرينا مفاوضات حول هذه القضية، وقد وجدوا الفكرة مثيرة للاهتمام"، مضيفًا أن الشركة الروسية يمكنها أيضاً استخدام النفط الموجود في ليبيا بالفعل لكريره ومعالجته، متابعًا "لدينا احتياطيات لا تصدق"، معرباً عن آمله أن يتم الاتفاق.

وكشف علي السعيدي القايدي وزير الاستثمار في ليبيا، أن عن دعوة الطرف الروسي للقدوم إلى ليبيا، وبناء مصفاة في بنغازي وطبرق، مذكرا بوجود "مصاف في السدرة وراس لانوف وزويتينة ودرنة، فلدى البلد ساحل ضخم، يمتد لألف كيلومتر"، مؤكدا أن الحكومة مستعدة للدخول في اتفاق مع الشركة الروسية، في حين أعربت "تات نفط"، التي تنشط في ليبيا، عن اهتمامها بالمشروع.

وبحسب محللين فإن الخطوة الليبية من شأنها أن تساعد موسكو في تجاوز العقوبات والحظر المفروض على نفطها الخام، كما أن المنتدى المنعقد في مدينة قازان بتتارستان، يشكّل فرصة بالنسبة للحكومة المكلفة من مجلس النواب لاستقطاب استثمارات إلى شرق ليبيا.

وتأكيدا لهذا التوجه، فقد قال علي السعيدي القايدي وزير الاستثمار في ليبيا، في تصريح لقناة "روسيا اليوم"، إنه وجه دعوة إلى الشركات الروسية للاستثمار في ليبيا، مؤكدا أن الأبواب مفتوحة أمام هذه الشركات للمشاركة في مشاريع بمختلف القطاعات.

مبيعات النفط الليبية

وتشير المعطيات، حسب موقع "إكسبريس دايلي" البريطاني إلى حصول روسيا على خمسة مليارات جنيه إسترليني (ما يفوق 6.2 مليار دولار أميركي) من مبيعات النفط الليبية منذ العام 2022.

ووفق بيانات تتبع الناقلات التي جمعتها وكالة "بلومبرغ"، أدرجت الولايات المتحدة، منذ أكتوبر 2023، 40 ناقلة نفط روسية على قائمة العقوبات، وبينما تستمر أربع من السفن المستهدفة أخيرا في إجراء عمليات التسليم، توقفت السفن الخاضعة للعقوبات منذ أن حددتها وزارة الخزانة الأميركية.

كما منع الاتحاد الأوروبي جميع واردات النفط تقريبا من روسيا، التي كانت حتى وقت قريب المورد الرئيسي للكتلة، مما دفع موسكو إلى التوجه نحو سوقي النفط في الصين والهند.

وكان بلقاسم حفتر قد تسلم في 19 فبراير الماضي منصب المدير العام لصندوق إعادة إعمار ليبيا المستحدث، حيث يقود الهيكل الاقتصادي الرئيسي في شرق ليبيا، ومن خلاله يتم دعم وتحديد المشاريع التنموية التي تخدم تطوير البنية التحتية عبر استقطاب الشركات الأجنبية التي تقدم العروض المناسبة بما يخدم المصلحة العامة.

ويعتبر بلقاسم أول من تسلم المنصب المستحدث من قبل مجلس النواب، ليضم تحت إشرافه لجنة إعادة إعمار بنغازي وصندوق إعادة إعمار درنة، إضافة الى توليه الإشراف على مشاريع الإعمار في كافة أنحاء ليبيا.

وفي فبراير 2023، التقى رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف مع سفير ليبيا، وناقش اللقاء قضايا التعاون طويل الأمد في إطار العلاقات الروسية الليبية، كما تم التأكيد على الدور الكبير الذي يلعبه منتدى كازان الاقتصادي الدولي في هذا السياق.