الاحتلال يُضيق الخناق على المساعدات المُرسلة لغزة.. تحذير أممي من كارثة جديدة
واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، سياستها الممُنهجة في الإبادة الجماعية تجاه الشعب الفلسطيني، ممثلةً في تضييق الخناف على جميع السبل المؤدية إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وبينما يتساقط الآلاف هناك بين مطرقة النيران وسندان المجاعات، فقد حذرت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من استمرار الأحوال الراهنة، بما يُنذر بكوارث إنسانية جديدة تلوح في الأفق.
الأمم المتحدة تُحذّر: «الرصيف الأمريكي المؤقت لمساعدات غزة مُعرض للفشل»
في ذلك الصدد، حذر «برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة»، بأن مشروع الرصيف المؤقت لتوصيل المساعدات إلى غزة قد يفشل ما لم تبدأ إسرائيل بتوفير الظروف للمنظمات الإنسانية للعمل بأمان، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اليوم الأربعاء.
وقال برنامج الأغذية العالمي: "إن مشروع الرصيف الجديد الذي تبلغ تكلفته 320 مليون دولار أمريكي لتوصيل المساعدات إلى غزة قد يفشل ما لم تبدأ إسرائيل في توفير الظروف التي تحتاجها المنظمات الإنسانية للعمل بأمان، بعد تدشين فوضوي انتهى بنهب جزء كبير من المساعدات ومقتل فلسطيني".
وأضاف أن "عمليات التسليم من الرصيف توقفت يوم الأحد بعد أن عجزت قافلة المساعدات يوم السبت عن الوصول إلى المستودعات داخل غزة على النحو المنشود، ودخلت أول 10 شاحنات عبر الرصيف يوم الجمعة".
وصرحت المتحدثة باسم الوكالة عبير عطيفة أن "الوكالة التابعة للأمم المتحدة تقوم الآن بإعادة تقييم الإجراءات اللوجستية والأمنية وتبحث عن طرق بديلة داخل غزة".
منظمة دولية: استمرار إغلاق إسرائيل المعابر البرية يحول دون إيصال المساعدات لغزة
بدورها، أكدت مُنظمة "أكشن إيد" الدولية، أن استمرار إغلاق السلطات الاسرائيلية للمعابر البرية، خاصة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، فضلا عن استمرار القصف وعدم ضمان سلامة الطواقم الإنسانية؛ يحول دون إيصال المساعدات إلى قطاع غزة وتفاقم الوضع المتدهور فعليا.
وقالت ريهام جعفري، مسئولة التواصل في منظمة "أكشن إيد" -في مداخلة لـ قناة "القاهرة" الإخبارية- إن قطاع غزة يعاني من انهيار كامل للقطاع الصحي جراء عدم إدخال المستلزمات الطبية والوقود الضروري للمستشفيات ولمحطات تحلية المياه وغيرها من العمليات الحيوية والإنسانية الأخرى، مشيرة إلى أن حرمان كثير من المرضى المصابين من السفر الى الخارج للعلاج جراء إغلاق المعابر يعد بمثابة حكم إعدام وحرمانهم من حقهم الإنساني في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
ولفتت إلى أن المؤسسات الدولية تحاول التنسيق مع الجهات الفاعلة والمؤسسات الأممية التي لها علاقات مع السلطات الإسرائيلية وأطراف أخرى وتطلق مناشدات؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولا تلاقي إلا آذان صماء.
وأكدت أن المؤسسات تقف عاجزة عن تقديم أي شيء في ظل هذا الواقع الأليم، مشددة على أن هذا الوضع لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال التوصل لقرار وقف إطلاق النار وإيجاد ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية.
منظمة الصحة العالمية: إسرائيل قطعت طريق المساعدات القادمة من مصر إلى غزة
ومن ناحيته، دعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الثلاثاء، إسرائيل إلى تخفيف كافة القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن الطريق الرئيسي لدخول المساعدات الطبية الحيوية إلى غزة من مصر قد تم قطعه خلال عملية الجيش الإسرائيلي المستمرة في مدينة رفح جنوب غزة.
وأضاف تيدروس: "في الوقت الذي يواجه فيه شعب غزة المجاعة، نحث إسرائيل على رفع حصار المساعدات عن غزة والسماح بمرور المساعدات".
وأشار تيدروس أنه على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية وشركائها تمكنوا من توصيل كميات صغيرة من الوقود إلى المستشفيات في الأيام الأخيرة، إلا أن كمية الوقود التي تم جلبها كانت أقل بكثير من 60 ألف لتر (15850 جالونًا أمريكيًا) التي يحتاجها الطاقم الطبي يوميًا للعمليات الصحية في غزة. .
وتابع: "المطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى هو وقف إطلاق النار وتدفق المساعدات إلى غزة".
وأصرت إسرائيل على أنه "لا يوجد حد أقصى" لكمية المساعدات التي يمكن أن تدخل إلى غزة، لكن نظام التفتيش الذي تطبقه على شاحنات المساعدات يعني عدم السماح إلا بجزء صغير فقط من كمية المواد الغذائية والإمدادات الأخرى التي كانت تدخل غزة يوميًا قبل أن تدخل الحرب إلى القطاع، كما تم إغلاق المعابر البرية أو اقتصار وصول الإمدادات إليها.