تحت قصف الدعم السريع.. ماذا يحدث في مدينة الفاشر السودانية
تتدهور الأوضاع في مدينة الفاشر السودانية عاصمة ولاية شمال دارفور بعد حصار الدعم السريع لها، وهجماته المتكررة على المدينة.
قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن قوات الدعم السريع أجبرت شباب مدينة الفاشر السودانية بولاية شمال دارفور، على حمل السلاح من أجل حماية أعراضهم وأموالهم، مضيفاً في تدوينة على منصة “X”: “شباب يافعين في مقتبل العمر تبدلت أمنياتهم من الانتقال إلى مرحلة دراسية جديدة إلى حمل السلاح”.
كشف تحليل جغرافي مكاني جديد، نشرته منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أضرار الحرائق في مدينة الفاشر بشمال دارفور منذ شهر أبريل الماضي، وسط قتال عنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها.
وقالت المنظمة على حسابها الرسمي بموقع “اكس” أن “مليشيات الدعم السريع متعددة الجنسيات قصفت مدينة الفاشر السودانية أمس الأربعاء صباحا وبعد دحرها هاجمت معسكر أبوشوك للنازحين شمال المدينة، وأعادت القصف مرة أخرى بأكثر من ١٥ صاروخا مسحت منازل كاملة في عمل جبان مرتكبة جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وأشارت إلى أن الصواريخ سقطت في عدة منازل ولم يتم بعد الحصر الكامل للضحايا من الموتى والجرحى من النساء والأطفال والعزل.
وأضافت: “مؤلم مسح مليشيات الدعم السريع لمنازل النازحين بامتداد معسكر أبو شوك في مدينة الفاشر السودانية ناحية الغرب بمن فيها عن طريق القصف المدفعي”.
وأوضحت المنظمة إنه منذ نهاية مارس الماضي، تم حرق ما يقرب عن عشرين قرية جزئيًا أو كليًا شمال غرب الفاشر في إقليم دارفور.
وأضافت أن مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت محددة الموقع جغرافيًا، أظهرت جنود قوات الدعم السريع بالقرب من مناطق سكنية مشتعلة، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية من 14 مايو الجاري آثار أضرار الحرائق في عدة مواقع على الجانب الشرقي من مدينة الفاشر، مشيرة إلى أن الحرائق زادت بداية من 10 إلى 12 مايو.
وتستضيف ولاية شمال دارفور حوالي نصف مليون نازح، أكثر من ثلثهم في وحول مدينة الفاشر السودانية. تم تهجير عشرات الآلاف منهم منذ اندلاع القتال في 15 أبريل من العام الماضي.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن مئات الآلاف من المدنيين في السودان عامة ودارفور خاصة معرضون لخطر الهجمات غير القانونية، وأن الخسائر بين المدنيين تتزايد في كل يوم.
وأوضحت المنظمة أن علامات الحرق تكون واضحة بشكل خاص في المناطق ذات المساكن التقليدية بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من المناطق السكنية.
قالت منظمة أطباء بلا حدود، أنها اضطرت لإجلاء عناصر من فريقها الإداري من الفاشر إلى مواقع أخرى داخل ولاية شمال دارفور بعد احتدام القتال بالمدينة.
وأضافت “سيعود فريقنا إلى مدينة الفاشر عندما يصبح الوضع أكثر استقراراً”..
وتعد مدينة الفاشر السودانية مدينة تقع في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2296 قدم) فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر (498 ميل) غرب العاصمة الخرطوم، و 195 كيلومتر (130 ميل) عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي، وقد كانت محطة انطلاق للقوافل في العصور القديمة تحولت بمرور الزمن إلى سوق للمحاصيل الزراعية ويعتمد اقتصادها على المنتجات الزراعية المتوفرة في المنطقة بشكل أساسي، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور. كما أنها من المناطق التي زارتها الرحالة الأمريكية الجوية أميليا إيرهارت في محاولتها لعبور العالم.