منتدى التعاون الصيني العربي.. دعم العلاقات وتعزيز السلام في الشرق الأوسط
في حدث دولي بارز، سيشهد العاصمة الصينية بكين انعقاد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في 30 مايو 2024، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جينبينغ، إلى جانب قادة من الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وتونس. يهدف المنتدى إلى مناقشة قضايا إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعم حل الدولتين، في إطار الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
تعد مشاركة القادة العرب في هذا المنتدى بمثابة رسالة قوية لتأكيد الالتزام بتعزيز العلاقات مع الصين.
على الجانب الآخر، تسعى الصين للانخراط بشكل أكبر في القضايا السياسية الخاصة بالمنطقة، بما يعكس الاهتمام المتزايد بتنمية الروابط الاقتصادية والسياسية مع الدول العربية.
تعزيز العلاقات الصينية العربية
يعكس الحضور العربي الرفيع في النسخة العاشرة من المنتدى الصيني العربي مستوى الشراكة المتنامي بين الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة. حالياً، تحتفظ نحو 12 دولة عربية بعلاقات شراكة استراتيجية شاملة مع الصين، كما أن الاستثمارات الصينية في الدول العربية تقارب 250 مليار دولار، وحجم التجارة بين الصين والدول العربية يقارب نصف تريليون دولار سنوياً.
تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي
كان قراراً إستراتيجياً اتخذته الصين وجامعة الدول العربية بهدف تطوير العلاقات على المدى الطويل. يعود تاريخ التأسيس إلى زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو إلى مقر جامعة الدول العربية في 30 يناير 2004، حيث التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك، السيد عمرو موسى، والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء الـ22.
بعد هذا اللقاء، أعلن وزير الخارجية الصيني لي تشاوشينغ والسيد عمرو موسى تأسيس المنتدى بإصدار "بيان مشترك بشأن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي".
أهداف المنتدى
يهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الصين والدول العربية، ودفع السلام والتقدم في المنطقة.
ومن خلال الاجتماعات واللقاءات المتواصلة، يسعى المنتدى إلى تقديم دعم فعّال للمبادرات الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار، لا سيما في القضية الفلسطينية الإسرائيلية، ودعم حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام الدائم.
أهمية المؤتمر الوزاري العاشر
يأتي انعقاد المؤتمر الوزاري العاشر في وقت تتزايد فيه التحديات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط.
ويعد المنتدى منصة هامة لتعزيز التعاون المشترك وتبادل الرؤى حول كيفية مواجهة هذه التحديات. كما يوفر فرصة للدول العربية والصين لتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك.
ويمثل منتدى التعاون الصيني العربي منصة استراتيجية لتعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية، ودعم جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يسهم المؤتمر الوزاري العاشر في بكين في تعزيز التعاون والشراكة بين الجانبين، بما ينعكس إيجاباً على الاستقرار والتنمية في المنطقة.
الذكرى العشرين لمنتدى التعاون العربي-الصيني: منصة لتعزيز العلاقات الثنائية
وتحل هذا العام الذكرى السنوية العشرين لإطلاق منتدى التعاون العربي-الصيني، والذي تأسس بتوقيع وثيقة المنتدى بين الجانبين في عام 2004.
ويهدف المنتدى منذ إنشائه إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية والصين في مجالات متنوعة تشمل الاقتصاد، التجارة، الثقافة، السياحة، التعليم وغيرها.
تطور العلاقات عبر المنتدى
منذ انطلاق المنتدى، شهدت العلاقات بين الدول العربية والصين تطورات مهمة في العديد من المستويات والمجالات. انتقلت هذه العلاقات إلى مراحل أكثر تقدماً، ما يعكس بوضوح أهمية ودور منتدى التعاون العربي-الصيني في تعزيز هذه الروابط. وخلال العشرين عاماً الماضية، شهدت المنطقة العديد من الأزمات الكبرى، بعضها ذو طابع إقليمي وبعضها ذو صبغة عالمية في مجالات السياسة والاقتصاد والصحة. في هذا السياق، وفر المنتدى آليات مهمة لاستكشاف مجالات تعاون جديدة لمواجهة التحديات المتزايدة.
منصة لتعميق التعاون الاستراتيجي
منتدى التعاون العربي-الصيني ليس مجرد إطار تعاون اقتصادي وتجاري، بل هو منصة لتعميق التفاهم المتبادل والتعاون الاستراتيجي بين الجانبين.
و على مدار العقدين الماضيين، أسهم المنتدى في تعميق التعاون في العديد من المجالات من خلال تدشين آليات متنوعة لتحقيق هذا الهدف. وقد أصبحت تجربة التعاون العربي-الصيني في إطار المنتدى واحدة من أبرز وأنجح تجارب التعاون عبر الإقليمي.
أهمية الاجتماعات الدورية
تُعقد الاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية وكبار المسؤولين في إطار المنتدى، بمشاركة مكتب الأمانة العامة الصينية لمنتدى التعاون الصيني العربي وإدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية.
و تساهم هذه الاجتماعات في تعزيز الحوار والتنسيق بين الجانبين، مما يدعم الأهداف المشتركة ويوسع نطاق التعاون ليشمل مجالات جديدة.
إسهامات المنتدى
على مر العشرين عاماً الماضية، أسهم المنتدى في تعزيز التعاون الثنائي عبر العديد من المشروعات والمبادرات المشتركة التي طورت من العلاقات الاقتصادية والثقافية والتعليمية بين الدول العربية والصين.
وساعد المنتدى على تعزيز الاستثمارات الصينية في الدول العربية، وتوسيع حجم التبادل التجاري، وتعميق التعاون الثقافي والتعليمي بين الجانبين.
مع احتفال المنتدى بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسه، يتطلع الجانبان إلى مستقبل واعد من التعاون المثمر. يسعى المنتدى إلى الاستمرار في تطوير العلاقات الثنائية وتعميقها، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك للدول العربية والصين.
منتدى التعاون العربي-الصيني يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي والإقليمي، ويؤكد على أهمية الحوار والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة في مواجهة التحديات العالمية.
وكانت بدأت الاجتماعات التحضيرية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الصينية بكين، حيث عقد اجتماع تنسيقي عربي-عربي.
واجتماع تنسيقي آخر عربي-صيني، وذلك بهدف مناقشة مشاريع الوثائق المزمع صدورها عن المنتدى وهي: إعلان بيجين، والبرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني بين عامي 2024/ 2026، والبيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية.
منتدى التعاون الصيني العربي
يعد تأسيس منتدى التعاون الصيني- العربي قرارا إستراتيجيا اتخذته الصين وجامعة الدول العربية بهدف تطوير العلاقات الصينية- العربية على المدى الطويل.
الدول الأعضاء
الصين و22 الدول الأعضاء للجامعة العربية: الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، تونس، الجزائر، جيبوتي، السعودية، السودان، الصومال، العراق، عمان، فلسطين، قطر، جزر القمر، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن.