الطائرات المسيرة أجنبية الصنع.. كلمة سر الحرب السودانية
تعتبر الطائرات المسيرة أجنبية الصنع صارت اللاعب الأبرز في الحرب بل واللاعب المرجح في المعارك والسيطرة على الأرض لطرفي الحرب السودانية التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ غيرت مسار الحرب على الأرض منذ ظهورها أواخر العام الماضي.
تم توثيق امتلاك الجيش السوداني نوعين على الأقل من الطائرات المسيرة أجنبية الصنع ومنها المسيرات الإيرانية، فضلا عن مسيرات انتحارية، استخدمها خلال الحرب.
في المقابل، حصلت قوات الدعم السريع على الطائرات المسيرة أجنبية الصنع وهي عبارة عن مسيرات تجارية معدلة لتتمكن من إلقاء القذائف. واتهم خبراء دولة الإمارات بإمداد الدعم السريع بهده المسيرات عبر جسر جوي مخصص لنقل السلاح.
كانت مسيرات زاجل 3 من الطائرات المسيرة أجنبية الصنع التي تستخدم في السودان منذ سنوات، لكن أول استخدام لها في إطار الحرب كان في يناير/ كانون الثاني الماضي، أي بعد نحو 8 أشهر على بدايتها.
يعد استخدام المسيرة في الآونة الأخيرة من الطائرات المسيرة أجنبية الصنع "مؤشرا على دعم إيراني نشط للجيش السوداني، من خلال توفير الصيانة لتلك المسيرات" ويقول: "إذا كانت تلك المسيرات مزودة بقذائف موجهة، فهذا يعني أن مصدرها إيران لأن تلك القذائف لا تُنتج في السودان".
مسيرات انتحارية
المسيرات الإيرانية لا تحلق وحدها في سماء السودان. فقبل أسابيع من استخدامها، كان الجيش السوداني يطلق مسيرات انتحارية، تعمل بتقنية FPV أو ما يعرف بطائرات "رؤية الشخص الأول".
يتم التحكم فيها عبر نظارات خاصة تشبه نظارات الواقع الافتراضي، وجهاز تحكم صغير محمول في اليد.
يبلغ وزنها نحو كيلوغرام واحد، ولديها القدرة على الطيران لمسافات قصيرة وارتفاعات منخفضة، وهي قادرة على تتبع الهدف، والارتطام به مباشرة.
يظهر مقطع مصور تحققنا من صحته إحدى هذه الطائرات تحلق فوق نهر النيل، وتستهدف سيارة لقوات الدعم السريع.
مسيرات انتحارية بيد "الدعم السريع"
في الأسابيع الأخيرة، ظهرت أدلة على استخدام الدعم السريع مسيرة انتحارية مصنوعة من مكونات تجارية، أي أنها ليست مسيرات عسكرية.
استخدمت المسيرة ضد أهداف تابعة للجيش شرقي وشمالي السودان، كما تظهر صور على مواقع التواصل الاجتماعي.
تعد هذه المسيرات "بعيدة المدى، رُصد استخدامها ضد أهداف تابعة للجيش السوداني خلف الخطوط الأمامية بمسافة بعيدة عن مناطق القتال الأساسية".
يعد التزود بمسيرات مصنوعة من مكونات تجارية مؤشرا على محاولة إخفاء الطرف الذي يدعم قوات الدعم السريع بالسلاح، كما يعد محاولة للتهرب من المساءلة.
"مسيرات إماراتية"
بالإضافة إلى المسيرات الانتحارية، امتلكت قوات الدعم السريع في وقت مبكر من الحرب مسيرة من طراز كواد كابتر مصنوعة أيضا من مكونات تجارية، وبإمكانها إلقاء قذائف هاون من عيار 120 ملم.
أسقط الجيش العديد من هذه المسيرات وعثر على صناديق تحتوي قذائف مخصصة لها، وفقا لصور ومقاطع مصورة نشرت على مواقع التواصل.