السودان.. مقتل 11 مدنياً إثر احتدام المعارك في الفاشر
قتل ما لا يقل عن 11 مدنياً وأصيب العشرات في السودان، السبت، إثر احتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مدينة الفاشر، شمالي دارفور في السودان.
وقالت مصادر طبية في السودان، إن مستشفى الفاشر الجنوبي امتلأ بالجرحى من المدنيين جراء قصف مدفعي، مؤكدة وفاة ما لا يقل عن 11 شخصاً، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا.
ومن جهتهم، قال شهود عيان، إن المعارك احتدمت وسط المدينة إلى جانب الأحياء الشمالية والجنوبية الشرقية، لافتين إلى غارات جوية نفذها الجيش السوداني على مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في السودان.
وقالت قوات الدعم السريع في السودان، في بيان، إنها «صدت هجوماً من الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه بالفاشر، كما استولت على عتاد عسكري ضخم».
كما نشرت قوات الدعم السريع في السودان، مقطع فيديو أكدت فيه سيطرتها على بوابة «حلوف» شمالي الفاشر، وكان الهدوء عاد إلى المدينة في اليومين الماضيين بعد أن تراجعت وتيرة المعارك البرية، حيث بات الجيش والدعم السريع يعتمدان على تبادل الضربات المدفعية.
وذكر أحد السكان بأن شبكات الاتصالات والإنترنت غير متوافرة في معظم أنحاء الفاشر مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن القتال في الفاشر قد أدى إلى فرض «ضغوط لا تطاق» على مئات الآلاف من السكان وعلى الموارد الضئيلة في المدينة.
وأضافت، في بيان عبر منصة «إكس» في وقت سابق أمس السبت، «يجب الحفاظ على حياة المدنيين، ويجب أن تتمكن المنظمات الإنسانية من توفير الإمدادات الحيوية لهم».
وشدد البيان على أن المستشفيات والأسواق وإمدادات المياه وغيرها من الخدمات المدنية الأساسية «ليست هدفاً».
الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان
شدد رؤساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، على ضرورة عدم إهدار الوقت خصوصًا مع المجاعة التي تطارد الملايين في السودان وسط قتال عنيف ومنع وصول المساعدات.
وأضافت المنظمة، أن الوقت ينفد بالنسبة لملايين الأشخاص فى السودان الذين يواجهون خطر المجاعة الوشيك، والنازحين من أراضيهم، والذين يعيشون تحت القصف، وانقطعوا عن المساعدة الإنسانية.
ومع دخول الصراع الآن عامه الثانى، يعانى 18 مليون شخص من الجوع الشديد، بما فى ذلك 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وتقترب المجاعة بسرعة من ملايين الأشخاص فى دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.
ويستضيف السودان أكبر عدد من النازحين داخلياً فى العالم حيث يبلغ عددهم حوالى 10 ملايين. وفر مليونا شخص آخر إلى البلدان المجاورة.
وتتزايد الهجمات المروعة ضد المدنيين – بما فى ذلك العنف الجنسى – وكذلك المستشفيات والمدارس.
وفى الفاشر، يستعد أكثر من 800 ألف مدنى لهجوم وشيك واسع النطاق، من شأنه أن يطلق العنان لعواقب إنسانية كارثية فى المدينة وفى جميع أنحاء دارفور.
وعلى الرغم من الاحتياجات الهائلة، لا يزال عمال الإغاثة يواجهون عوائق منهجية وحرمانًا متعمدًا من الوصول من قبل أطراف النزاع. وتوقفت التحركات عبر خطوط النزاع إلى أجزاء من الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان منذ منتصف ديسمبر.
وأوضحت المنظمة، أن إغلاق معبر أدرى الحدودى فى شهر فبراير وهو طريقنا الرئيسى إلى غرب السودان من تشاد ـ يعنى أن المساعدات المحدودة تتدفق إلى دارفور. ويتعرض عمال الإغاثة للقتل والإصابة والمضايقة، ويتم نهب الإمدادات الإنسانية.
لقد بدأ الجوع الشديد يتكشف، وأصبحت آفاق إنتاج الغذاء فى عام 2024 قاتمة. لدينا فرصة تتقلص بسرعة لإيصال البذور إلى المزارعين قبل انتهاء موسم الزراعة الرئيسى وبدء موسم الأمطار. وإذا تحركنا فى الوقت المناسب، فسوف يتمكن الناس ــ وخاصة أولئك الذين يعيشون فى المناطق التى يتعذر الوصول إليها ــ من إنتاج الغذاء محليا وتجنب نقص الغذاء فى الأشهر الستة المقبلة. وبدون اتخاذ إجراءات فورية، سيعانى الناس من الجوع وسيضطرون إلى التنقل بحثًا عن الغذاء والمأوى والحماية.