التوتر يتصاعد بين «لبنان وإسرائيل» وحزب الله يتوعد الاحتلال برد قوي وحازم
على مدى الأيام القليلة الماضية، تُشير بعض الدلائل إلى زيادة واضحة في احتمال أن يتحول الصراع المُستمر بين «الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في لبنان» إلى حرب شاملة، على الرغم مما قيل سابقًا في الأوساط الدولية حول احتمالية مُنخفضة لمثل هذه الحرب، ففي تل أبيب، كما هو الحال في بيروت، كما هو الحال في العديد من البلدان الكبرى، هناك حديث عن احتمال أن تنتقل الحرب بين «إسرائيل وحماس» في قطاع غزة إلى جبهة أخرى، على نطاق أوسع جبهة الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
استهداف قادة حزب الله في لبنان
وأثار استهداف الاحتلال الإسرائيلي، المُستمر لقادة حزب الله في لبنان، بمن فيهم أكثر من 300 شخص، تساؤلات حول الهدف الإستراتيجي له من ذلك، إلى جانب الاستعدادات التي أعلنها المسؤولون الإسرائيليون، لا سيما في منطقة الحدود الشمالية، حيث أتى هذا التصعيد الميداني بعدما أدت غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قرية جويا الحدودية اللبنانية إلى مقتل 4 عناصر من حزب الله، بينهم القيادي «طالب عبد الله».
وتسببت صواريخ حزب الله التي أطلقها يوم الأربعاء على شمال إسرائيل ردًا على اغتيال القيادي طالب عبد الله، بعدد كبير من الحرائق «عرضت منشآت استراتيجية للخطر»، وفقًا لتقرير عبري.
وسلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقريرها الضوء على أن "الشمال الإسرائيلي يحترق من جديد"، مشيرة إلى أن اغتيال القائد الكبير في حزب الله طالب عبد الله أدى إلى إطلاق أعنف وابل من المقذوفات على الشمال منذ بداية الحرب، وهذه المرة أيضا اندلعت الحرائق في عدة مواقع، فيما كانت الغابة الرئيسية التي شهدت حرائق كبيرة هي غابة "بيريا"، إذ كان رجال الإطفاء يكافحون النيران هناك لعدة ساعات.
وفي الساعة 17:30، أعلنت إدارة الإطفاء أن الطواقم تقترب من "احتواء" جميع الحرائق، لكن الأضرار جسيمة، في حين أظهرت البيانات أنه في غابات "بيريا" و"ميرون" وحدها، احترق اليوم حوالي 3000 دونم، بينما منذ بداية الحرب، تم حرق 16 ألف دونم من الغابات.
وأطلق "حزب الله" منذ صباح يوم الأربعاء أكثر من 200 صاروخ وقذيفة، وأعلن في إحدى الحالات أنه أطلق صواريخ على مصنع "بلاسان" للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الاليات والمركبات لصالح الجيش الإسرائيلي في مستوطنة "سعسع" التي تم إخلاؤها، إذ يستمر المصنع في العمل هناك على مدار الساعة أيضا في الحرب
وقال ميخال زوران، عضو فرقة الطوارئ في مستوطنة "سعسع": "من المؤكد أن الصباح ليس سهلا، كان هناك وابل كثيف للغاية (من الصواريخ)، وسرعان ما سيطرت فرق الطوارئ لدينا على ثلاث بؤر حريق ونحن مستعدون لاستمرار إطلاق النار".
الحرائق تشتعل في دولة الاحتلال
وفي غابة "بيريا"، تركزت جهود جميع الفرق على مواجهة الحريق الذي ينتشر بسبب الرياح داخل الغابة، فيما ساعدت ثماني طائرات من سرب الإطفاء "إلعاد" العديد من الفرق الموجودة على الأرض، وبعد ساعات تمت السيطرة على الحريق.
وفي موقع مركزي آخر، وهو كاديتا في الجليل الأعلى، تضرر مخزنان خارجيان، وشكلت الطائرات "خطوط دفاع" لوجه الحرائق، عبر استخدام مواد مقاومة للهب، وعمل رجال الإطفاء بعد الظهر على إخماد الحريق، وتمت السيطرة عليه. كما تمت السيطرة الكاملة على الحريق الذي اندلع في ميرون.
وأشار قائد منطقة الشمال، تفسير يائير الكايم، إلى أنه "عقب إطلاق نار كثيف في الشمال، اندلعت حرائق امتدت وعرضت المستوطنات والمنشآت الاستراتيجية للخطر، وهرعت فرق متعددة إلى مكان الحادث، بما في ذلك تعزيزات من مراكز في منطقة الشمال، وكذلك من مناطق الساحل والوسط.. في هذه المرحلة نحن نسيطر على كافة الحرائق وتعمل الفرق على الوصول إلى السيطرة الكاملة عليها، وسيبقى رجال الإطفاء في المكان للساعات القليلة المقبلة لإطفاء جميع بؤر الحريق".
حزب الله اللبناني يتوعد الاحتلال
من جانبه، توعد رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله" هاشم صفي الدين بتصعيد العمليات ضد إسرائيل، ردًا على اغتيال القيادي العسكري البارز في الحزب طالب عبدالله بغارة ليلا في جنوب لبنان.
وقال صفي الدين في كلمة خلال تشييع عبدالله في الضاحية الجنوبية لبيروت: "إذا كانت رسالة العدو النيل من عزيمتنا لنتراجع عن موقفنا في إسناد المظلومين والمجاهدين والمقاومين في غزة الأبية، فعليه أن يعلم أن جوابنا القطعي أننا سنزيد من عملياتنا شدة وبأسا وكما ونوعا".
وأضاف: "العدو ما زال على حماقته ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت"، مشيرا إلى أن "التجربة أثبتت أنه كلما استشهد منا قائد ازدادت المقاومة قوة وعزما في الميدان".
وذكر صفي الدين، أنه "إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل.. سيرى هذا العدو من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان".
أمريكا تدعو لخفض التصعيد مع ازدياد التوتر بين إسرائيل ولبنان
في غضون ذك، حثت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأربعاء، على خفض تصعيد التوتر بين إسرائيل ولبنان، على خلفية التطورات الأخيرة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) سابرينا سينغ إن الوزير لويد أوستن أثار المسألة خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الثلاثاء.
وأضافت سينغ في إفادة صحفية: "لا نريد أن نشهد صراعا إقليميا أوسع نطاقا ونريد أن نشهد خفضا لتصعيد التوتر في المنطقة".
في حين يعتبر اليوم هو الأكثر عنفا من ناحية العمليات العسكرية التي نفذها "حزب الله" باتجاه المواقع الإسرائيلية الاستراتيجية والتجسسية كمًا ونوعًا، بحيث تم إطلاق مئات الصواريخ من نوع "الكاتيوشا" والموجهة باتجاه المواقع الإسرائيلية، وذلك ردا على اغتيال إسرائيل للقائد العسكري البارز في الحزب طالب عبد الله، وعدد من المقاتلين، في غارة جوية استهدفت منزلا مأهولا في عمق الجنوب اللبناني.
لبنان.. حزب الله يُعلن تنفيذ 19 عملية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي
أصدر «حزب الله اللبناني»، بيانًا جديدًا كشف من خلاله عن 19 عملية دقيقة نفذها يوم الأربعاء ضد «جيش الاحتلال الإسرائيلي» «دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة»، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية، في أنباء عاجلة، اليوم الخميس.