مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مع التصعيد العسكري.. سيناريوهات وقوع الحرب بين حزب الله وإسرائيل

نشر
الأمصار

تتسع سيناريوهات وقوع الحرب بين حزب الله وإسرائيل، بجنوب لبنان بشكل أوسع من الوضع الحالي، مع زيادة التصعيد العسكري بين الجانبين سواء اللبناني أو الإسرائيلي وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين.

على وقع التصعيد المتفاقم بين حزب الله وإسرائيل الذي قد يتطور إلى حرب شاملة مفتوحة على الحدود الشمالية لإسرائيل، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي بضرورة تجنب المزيد من التصعيد مع حزب الله.

تبادل حزب الله وإسرائيل  إطلاق النار عبر الحدود مجدداً الخميس بعد تصاعد التهديدات بين الطرفين، ما يثير مخاوف من نشوب حرب واسعة.

 

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي على الحدود الاسرائيلية- اللبنانية. وتكثف القصف في الأسابيع الأخيرة.

 

وأعلن حزب الله الخميس قصف موقع عسكري في شمال اسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، "رداً" على مقتل أحد مقاتليه بغارة اسرائيلية في بلدة ديركيفا في جنوب لبنان.

 

وأعلن الجيش الاسرائيلي في بيان أن إحدى طائراته "نفّذت ضربة دقيقة في منطقة ديركيفا في جنوب لبنان" أدّت إلى مقتل عنصر في حزب الله "كان مسؤولاً عن تخطيط هجمات وتنفيذها ضدّ اسرائيل وقيادة قوات برية لحزب الله" في جويّا في جنوب لبنان. 

 

وليل الخميس على الجمعة (20 على 21 حزيران/يونيو 2024)، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض "هدفاً جوياً" أطلق من لبنان، وأفادت وسائل إعلام محلية عن ضربات إسرائيلية في جنوب لبنان.

‏في حال شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على حزب الله في لبنان، كما تشير بعض التحليلات الاستراتيجية، فإن النتائج والتداعيات ستكون عميقة وبعيدة المدى، ليس فقط على لبنان وحزب الله، بل على المنطقة بأكملها. فيما يلي تحليل مفصل للنتائج المحتملة لمثل هذه الحرب الشاملة:

 

‏1. التأثير على القدرات العسكرية لحزب الله:

 

‏- تدمير البنية التحتية الصاروخية: من المرجح أن تستهدف إسرائيل بشكل رئيسي مخازن الصواريخ ومنصات إطلاقها، مما قد يؤدي إلى تدمير نسبة كبيرة من الترسانة الصاروخية للحزب، والتي تقدر بأكثر من 150,000 صاروخ.

‏- استهداف مراكز القيادة والسيطرة: قد تتعرض مراكز القيادة والاتصالات التابعة للحزب لضربات دقيقة، مما يعيق قدرته على التنسيق والتوجيه.

‏- تدمير شبكات الأنفاق: من المتوقع أن تركز العمليات البرية الإسرائيلية على كشف وتدمير شبكة الأنفاق التي يستخدمها حزب الله، مما يحد من قدرته على المناورة والتخفي.

 

‏2. الخسائر البشرية والمادية:

 

‏- خسائر في صفوف المقاتلين: قد يتعرض حزب الله لخسائر كبيرة في صفوف مقاتليه، خاصة في الكوادر القيادية والوحدات النخبوية.

‏- خسائر مدنية: نظراً لتداخل مواقع حزب الله مع المناطق المدنية، من المتوقع سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، خاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب اللبناني.

‏- دمار البنية التحتية: قد تتعرض مناطق واسعة من لبنان، وخاصة في الجنوب والبقاع، لدمار هائل في البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور ومحطات الكهرباء.

 

‏3. التأثير السياسي على لبنان:

 

‏- زعزعة التوازن السياسي: إضعاف حزب الله عسكرياً قد يؤدي إلى تغيير جذري في موازين القوى السياسية في لبنان، مما قد يفتح الباب أمام صراعات داخلية جديدة.

‏- أزمة شرعية: قد تواجه الحكومة اللبنانية أزمة شرعية بسبب عجزها عن حماية السيادة الوطنية وعدم قدرتها على منع الحرب.

‏- ضغوط دولية: من المرجح أن يواجه لبنان ضغوطاً دولية متزايدة لنزع سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، مثل القرار 1701.

 

‏4. التداعيات الاقتصادية:

 

‏- انهيار اقتصادي تام: قد تؤدي الحرب إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية اللبنانية الحالية، مع احتمال انهيار كامل للنظام المصرفي والمالي.

‏- تكاليف إعادة الإعمار: ستكون تكاليف إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة باهظة جدا قد تتعدى الخمسين مليار دولار، مما يضع عبئاً إضافياً على الاقتصاد اللبناني المنهك أصلاً.

‏- انعدام الاستثمارات: من المتوقع أن تؤدي الحرب إلى هروب ما تبقى من رؤوس الأموال وتراجع حاد في الاستثمارات الأجنبية لفترة طويلة.

 

‏5. التأثير الإقليمي والدولي:

 

‏- تصعيد إقليمي: قد تؤدي الحرب إلى تدخل إيراني مباشر أو غير مباشر، مما قد يشعل صراعاً إقليمياً أوسع.

‏- توتر في العلاقات الدولية: قد تؤدي الحرب إلى توتر في العلاقات بين الدول الداعمة لإسرائيل والدول المتعاطفة مع حزب الله.

‏- أزمة لاجئين وهجرة ما تبقى من ادمغة لبنانية: قد تؤدي الحرب إلى موجة نزوح كبيرة داخل لبنان وربما إلى الدول المجاورة وهجرة حوالي ٢٠٠،٠٠٠ من الادمغة المنتجة إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، مما يخلق أزمة إنسانية ثقافية واقتصادية جديدة في لبنان والمنطقة.

 

‏6. التأثير على حزب الله كمنظمة:

 

‏- إعادة التموضع: قد يضطر حزب الله إلى إعادة تقييم استراتيجيته وتموضعه السياسي والعسكري بعد الحرب.

‏- فقدان الدعم الشعبي: قد يواجه الحزب تراجعاً في شعبيته، حتى بين حاضنته الشيعية، بسبب الدمار والمعاناة الناتجة عن الحرب.

‏- تحديات التجنيد والتمويل: قد يواجه الحزب صعوبات في تجنيد مقاتلين جدد وتأمين التمويل اللازم لإعادة بناء قدراته العسكرية.

 

‏في الختام، فإن الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله، إن وقعت، ستكون لها تداعيات كارثية على لبنان والمنطقة. ورغم احتمال إضعاف القدرات العسكرية لحزب الله بشكل كبير، إلا أن الثمن البشري والمادي والسياسي سيكون باهظاً إلى ابعد حدود. كما أن نتائج مثل هذه الحرب قد تكون غير متوقعة وقد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها لسنوات قادمة.​​​​​​​​​​​​​​​​

وأوضح نوفيق شومان،  الصحفي والباحث سياسي لبناني، أن دعوة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لمنع التصعيد على الجبهة اللبنانية لا يعبر عن جهد أميركي لمنع التصعيد أو وقفه ، فمنع  التصعيد أو منع الانزلاق  نحو الحرب الشاملة ، مدخلهما وقف الحرب على قطاع غزة .

وأكد شومان في تصريح خاص لـ"الأمصار"، أنه من غير المستبعد ان تنحو الجبهة اللبنانية نحو مزيد من التصعيد ، ولكن الحرب الشاملة مازالت مستبعدة.

وأضاف شومان، أن الشريط المصور الذي عرضه الإعلام الحربي لحزب الله وظهرت فيه عملية مسح شاملة لشمالي فلسطين المحتلة ، ينطوي على مجموعة من الرسائل العسكرية والاستراتيجية .