مع استمرار الحرب.. شبح المجاعة يهدد 14 منطقة في السودان
حذر تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، من خطر حدوث مجاعة في السودان بـ14 منطقة بولايات دارفور وكردفان والجزيرة والعاصمة الخرطوم، اليوم الخميس.
ويعني هذا التقييم أن ثمة فرصة حقيقة بحدوث مجاعة في ظل أسوأ تصورات لتطور الأوضاع في تلك المناطق إذا تصاعدت الحرب أكثر بين طرفي الصراع هناك.
وكشف التقرير أن نحو 755 ألفًا في السودان يواجهون وضعا كارثيًا هو أحد أسوأ مستويات الجوع الشديد، ويعاني 8.5 مليون نسمة أو نحو 18% من سكان السودان نقصًا في الغذاء قد يسفر عن سوء تغذية حاد ووفاة أو يتطلب إستراتيجيات تعامل طارئة وفقًا لهذا التحديث.
ونشبت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عام، وتحديدًا منتصف أبريل عام 2023 في العاصمة ثم انتشرت سريعًا إلى مناطق أخرى في السودان.
وأشعلت الحرب فتيل موجات من أعمال العنف بدوافع عرقية في منطقة دارفور غرب السودان، وتسببت كذلك في أكبر أزمة نزوح في العالم، وقسمت السيطرة على مناطق في السودان بين طرفي الصراع.
ومبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هى تعاون بين عدة جهات تشمل وكالات في الأمم المتحدة وحكومات وجماعات إغاثة وتصدر عنها تقييمات معترف بها دوليًا بشأن أزمات الغذاء.
والمرحلة الخامسة هى التحذير الأشد من المبادرة وتنقسم لمستويين هما الوضع الكارثي والمجاعة. وتوقع التقرير أن يواجه أكثر من نصف سكان السودان أي 25.6 مليون شخص مستوى "الأزمة" أو ظروفًا أسوأ خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2024.
وأكدت المبادرة أن تقييمها الصادر اليوم يشير إلى أن المجاعة، قد تحدث باحتمال كبير إذا تدهورت الأوضاع في 14 منطقة إلى أسوأ التصورات عنها.
ويمكن إعلان وضع المجاعة إذا عانى 20% على الأقل من سكان السودان في منطقة ما من نقص بالغ الحدة في الغذاء مع إصابة 30% على الأقل من الأطفال بسوء تغذية حاد، وإذا بلغ معدل الوفيات في كل عشرة آلاف نسمة شخصين يوميًا من الجوع وسوء التغذية والمرض.
ومنذ إقرار نظام التحذير لدى مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قبل 20 عامًا، تم إعلان وقوع مجاعة مرتين فقط في أجزاء من الصومال عام 2011 وفي أجزاء من دولة جنوب السودان في 2017.
الصحة العالمية: 755 ألف سوداني يواجهون مستويات انعدام أمن غذائي كارثية
قالت منظمة الصحة العالمية، يواجه أَكثر من 25 مليون سودانِي، أي أكثر من نِصْفِ سكانِ السودان، مستويات حادة من انعدامِ الأمنِ الغذائي، وفقًا لآخر تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي الحاد الذي أُجريَ بين أواخر أبريل وأوائل يونيو 2024.
فنحو 755 ألف شخص يواجهون مستوياتٍ كارثية من انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني 8.5 ملايين شخص نقصًا حادًّا في الغذاء ومعه ارتفاعُ مستويات سوء التغذية.
وثمة 14 منطقة عرضة لخطر المجاعة، منها مثلاً مناطقُ في ولاياتِ دارفور والخرطوم والجزيرة وتجمعات من المشردين داخليًّا واللاجئين، وهذه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد التي سجلها التصنيف المرحلي المتكامل في السودان على الإطلاق.
وأضافت، يمثل هذا تدهورًا حادًّا وسريعًا في وضع الأمن الغذائي مقارنة بالتحديث السابق الصادرِ عن التصنيف المرحلي المتكامل في ديسمبر 2023.
وكان التصنيف المرحلي المتكامل قد حذر من أن المزيد من الأشخاص سيواجهون مستوياتٍ عاليةً من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ما لم يحدث وقف فوري للأعمال العدائية وضمان إتاحة الوصول للمساعدات الإنسانية.
ولقد تصاعد الصراع بشكل كبيرٍ في الأشهر الماضية، وامتد أيضا إلى مناطق أخرى بين الفصائل المسلحة، وذلك مع زيادة في العنف المنظم، والنزوح الجماعي، وتعطيل الخدمات الصحية الأساسية، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى تدهور وضع الأمن الغذائي والتغذوي في السودان.
حيث إن حالات العوز التغذوي تجعل الناسَ أكثر عرضةً لخطرِ الأمراض، ويسري ذلك بشكل خاص على الأطفالِ، حيث إن الجمعَ بين سوءِ التغذية والمرضِ قد يكون أمرًا قاتلاً.
لذا يجب اتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون حدوث مجاعة، ولا بد من استعادة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية، ولابد أيضًا من توفير الحماية للمرافق الصحية والعاملين في مجال الصحة، فالشعب السوداني يستحق الصحة والسلام.