مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مدينة سنار السودانية.. هل تسقط فريسة للحرب بين الجيش والدعم السريع

نشر
الأمصار

دارت معارك واشتباكات عنيفة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على بوابات مدينة سنار السودانية تركزت عند منطقة “كبري العرب” على بعد كيلومترات من المدخل الرئيس إلى مدينة سنار، وسط هلع وشائعات بسقوط المدينة في يد “الدعم السريع”..

بعد يوم واحد من إعلان بسط سيطرتها على منطقة جبل موية، على الطريق الحيوي الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار، ووسط هلع ومخاوف من تكرار سيناريو سقوط ودمدني المفاجئ شنت قوات الدعم السريع مساء أمس الثلاثاء 25 يونيو  الحالي، هجوماً مباغتاً على مدينة سنار في الجزء الجنوبي وسط السودان.

اشتباكات بمدخل المدينة

ودارت معارك واشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع على بوابات مدينة سنار السودانية  تركزت عند منطقة “كبري العرب” على بعد كيلومترات من منطقة (سنار التقاطع) المدخل الرئيس إلى المدينة، وسط هلع وشائعات بسقوط المدينة في يد “الدعم السريع”، دفعت المواطنين إلى الخروج من منازلهم تأهباً للنزوح.

وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من صد ووقف محاولة الميليشيا للتقدم إلى داخل مدينة سنار السودانية ، فيما لا تزال المعارك مستمرة، لكن القوات المهاجمة بدأت بالتراجع.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت أخيراً سيطرتها على منطقة جبل موية الواقعة غربي مدينة سنار، على بعد 40 كيلومتراً منها.

زعزعة وبلبلة

وأصدرت لجنة أمن ولاية سنار برئاسة الوالي المكلف توفيق محمد علي، بياناً أكدت فيه استقرار الأوضاع بمدينة سنار السودانية عقب تصدي الجيش عصر يوم الثلاثاء 25 يونيو، لمحاولة التفاف فاشلة قامت بها مجموعة من 7 عربات قتالية من قوات “الدعم السريع” لتخفيف الضغط على قواتها في جبل موية.

وأشار بيان تلاه الوالي المكلف إلى أن “هدف العملية كان إثارة البلبلة وعدم الاستقرار وسط المواطنين بإطلاق تلك المجموعة ثلاث طلقات مدفعية على بعض أحياء المدينة لإرباك حياة المواطنين، مؤكداً أن “الجيش والمقاومة الشعبية طاردت أفراد تلك المجموعة وقتلتهم جمعياً”، مستهجناً ما وصفها بـ “الشائعات المغرضة والمسمومة بسقوط المدينة”.

وقال رئيس المقاومة الشعبية بمدينة سنار السودانية  مصطفى شوقي إن “الهجوم تم دحره والمدينة ما تزال صامدة بعد تصدي الجيش والمقاومة للهجوم الغادر”.

رسائل طمأنينة

وبث شوقي رسائل صوتية من داخل مدينة سنار، لطمأنة المواطنين اللذين أصابهم الهلع نتيجة الشائعات بدخول قوات الدعم السريع إلى المدينة، وبدأوا مغادرة منازلهم والاستعداد للنزوح منها.

وأكد المتحدث باسم “المقاومة الشعبية” عمار حسن، الموجود داخل مدينة سنار، أن “المدينة آمنة ومستقرة، وقوات الجيش لا تزال مرابطة، بعدما تراجعت قوات الدعم السريع”.

وغرد حسن، على حسابه بمنصة “إكس”، “ستظل سنار عصية على هذه الميليشيا المتمردة، التي أجبرها الجيش على التقهقر، وهي تجرجر أذيال الهزيمة والخيبة تاركة أشلاءها وجثث مرتزقتها الهالكين”.

وتابع حسن، “قواتكم المسلحة والمرابطون والرماة على الجبل لم يغادروا أماكنهم أو يتراجعوا، القوات تقاتل بثبات وفدائية والعدو في تراجع وتقهقر والنصر حليفنا وموعدنا إن شاء الله”.

هلع وتوجس

وأفاد مواطنون بأن معارك عنيفة تدور بين الجيش والدعم السريع في منطقة “سنار التقاطع” على مشارف مدخل للمدينة الرئيس، وأن أصوات الرصاص والمناوشات سُمعت من اتجاه حي القلعة في المدينة، مما سبّب حالة من الذعر وسط المواطنين المتوجسين أصلاً منذ متابعتهم لأنباء سيطرة الدعم السريع على منطقة جبل موية على طريق “ربك – سنار” الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار قبل يوم واحد.

وأشارت مصادر ولائية إلى أن مجموعة من قوات “المليشيا” كانت قد تسلقت جبل موية، وجبل سقدي، ما زالت تقوم بعمليات قصف من هناك، يسعى الجيش لمطاردتها وطردها من داخل تلك الجبال بغرض تأمين طريق ربك – سنار قبل فتحه أمام حركة المرور.

 

واتهمت المصادر من أسمتها بالخلايا النائمة ببث الرعب وسط المواطنين عبر شائعات كاذبة بسقوط المدينة، تزامنت مع محاولة القوة المهاجمة الدخول إلى المدينة.

وكانت قوات الدعم السريع أصدرت بياناً أكدت فيه سيطرتها على منطقة “جبل مويه” على امتداد ولايتي سنار والنيل الأبيض، واستلام 57 عربة وحرق 12 ومقتل وأسر مئات الجنود. وأضاف بيان الناطق الرسمي للدعم السريع، بأنهم تمكنوا خلال معركتين من بسط سيطرتهم التامة على المنطقة. وقال “كبدت قواتنا العدو خسائر فادحة بلغت أكثر من 300 قتيل، وتم استلام 37 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري، إضافة إلى تدمير 7 مركبات قتالية”.

وتابع البيان أن القوات تصدت لهجوم معاكس من الجيش من ناحية مدينة سنار، وطاردت قواته حتى المدخل الغربي للمدينة.

أشاد المدير التنفيذي لمحلية سنار (رئيس اللجنة الأمنية) عبدالله عطا المنان بدور الخلية الأمنية في المحافظة على أمن المواطنين وممتلكاتهم عقب الربكة التي سببتها الإشاعات المقرضة.

وأضاف  أن القوات المسلحة والقوات الأخرى تملك زمام المبادرة والسيطرة في الموقف العملياتي ، 

من جانبه أكد مدير شرطة محلية سنار العميد شرطة فيصل احمد محمد الفكي أن الخلية الأمنية مكونة من قوات الشرطة، والشرطة العسكرية، والأمن والمخابرات، والاستخبارات و أطوافها تعمل طيلة ٢٤ ساعة مما أدى للمحافظة على أمن المواطنين بالمحلية وحماية ممتلكاتهم وقال إن عربات النجدة التي وصلت مؤخرآٓ ساهمت في تنفيذ عمل الخلية . 

وفي استطلاعات بسوق سنار أكد المواطنون والتجار بالسوق أن الحياة تسير بشكلها الطبيعي وأن الإشاعات التي يطلقها أعوان المليشيا لم تعد ترهبهم ، مجددين ثقتهم في القوات المسلحة و وقوفهم معها في خندق واحد .