مَن سيكون خلفًا لـ إبراهيم رئيسي؟.. تفاصيل الانتخابات الإيرانية بعد انطلاقها
اليوم، بدأ الإيرانيون في الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد خلفاً للرئيس السابق إبراهيم رئيسي، الذي فارق الحياة في حادث تحطم طائرة مروحية.
وتشمل الانتخابات ما يقارب 61 مليون ناخب في أكثر من 58,640 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب الإحصاءات الرسمية المنشورة في وسائل الإعلام المحلية الإيرانية، فإن 61 مليوناً و452 ألفاً و321 شخصاً يحق لهم التصويت داخل البلاد وخارجها
منافسة بين 4 مرشحين للرئاسة
أربعة مرشحين يتنافسون على منصب الرئاسة: مصطفى بور محمدي، مسعود بزشكيان، سعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف، بعد انسحاب مرشحين آخرين من السباق.
واعتمد مجلس صيانة الدستور الذي يتألف من ستة من رجال الدين وستة من رجال القانون موالين لخامنئي قائمة مرشحين تضم ستة أشخاص من إجمالي 80 متقدما للترشح. وانسحب بعد ذلك مرشحان.
ومن بين غلاة المحافظين المتبقين محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان والقائد السابق بالحرس الثوري، وسعيد جليلي المفاوض النووي السابق والذي عمل لأربع سنوات في مكتب خامنئي.
أما المعتدل نسبيا الوحيد فهو مسعود بزشكيان، وبزشكيان وفيّ للحكم الديني لكنه يدعو إلى الانفراج في العلاقات مع الغرب والإصلاح الاقتصادي والتحرر الاجتماعي والتعددية السياسية.
وتتوقف حظوظه على إثارة حماسة الناخبين أصحاب التوجهات الإصلاحية الذين أحجموا إلى حد كبير عن الإدلاء بأصواتهم على مدار السنوات الأربع الماضية بعدما لم يحقق الرؤساء البراجماتيون السابقون تغيرا يذكر. كما أنه قد يستفيد من فشل منافسيه في توحيد أصوات غلاة المحافظين.
وتعهد المرشحون الأربعة ببث الروح من جديد في الاقتصاد المتعثر الذي يعاني تحت وطأة سوء الإدارة والفساد والعقوبات التي أعيد فرضها منذ عام 2018 بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع ست قوى عالمية.
وإذا لم يحصل أي مرشح على ما لا يقل عن 50 في المئة بالإضافة إلى صوت واحد من جميع بطاقات الاقتراع بما في ذلك البطاقات الفارغة، فسيتم إجراء جولة ثانية بين المرشَحين الأعلى في النتائج في أول يوم جمعة بعد إعلان نتيجة الانتخابات.
وثلاثة من المرشحين هم من غلاة المحافظين فيما يعد الأخير معتدلا نسبيا ويدعمه الفصيل الإصلاحي الذي تم تهميشه إلى حد كبير في إيران خلال السنوات القليلة الماضية.
ويقول منتقدو حكم رجال الدين في إيران إن نسبة المشاركة المنخفضة والتي تراجعت في الانتخابات السابقة تظهر تآكل شرعية النظام.
وشارك 48 بالمئة فقط من الناخبين في انتخابات 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة فيما وصلت نسبة المشاركة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 41 بالمئة في الانتخابات البرلمانية قبل ثلاثة أشهر.
ومن غير المتوقع أن يحدث الرئيس المقبل فارقا كبيرا في سياسة إيران بشأن البرنامج النووي أو دعم الجماعات المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، إذ أن خامنئي هو من يمسك بخيوط الشؤون العليا للدولة ويتخذ القرارات الخاصة بها.
إلا أن الرئيس هو من يدير المهام اليومية للحكومة ويمكن أن يكون له تأثير على أسلوب بلاده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.
دعوة الإيرانيين للتصويت بالانتخابات الرئاسية
وافتتح المرشد الأعلى علي خامنئي التصويت، وكان قد دعا الإيرانيين للتصويت بالانتخابات الرئاسية في إشارة ضمنية لموقفه الداعم لتيار المحافظين، فقال إن "المرشح الأصلح هو من يؤمن قلبا بمبادئ الثورة والنظام"، ويسمح لإيران "بالتقدم دون الاعتماد" على الدول الأجنبية.
لكنّ خامنئي شدّد في الوقت نفسه على أنه لا ينبغي لبلاده أن "تقطع علاقاتها مع العالم".
وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد الإدلاء بصوته في صندوق الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مشاركة الناس في هذا التصويت بأنها "حاجة ملحة" لنظام الجمهورية الإيرانية.
وأضاف: "استمرارية نظام الجمهورية الإسلامية وكرامته في العالم تعتمد على حضور الشعب في هذه الانتخابات".
خاصة بعد تداول الإيرانيون على نطاق واسع وسم (هاشتاج) #سيرك_الانتخابات على منصة إكس للتواصل الاجتماعي خلال الأسابيع القليلة الماضية وسط دعوات من نشطاء في الداخل والخارج إلى مقاطعة التصويت قائلين إن من شأن نسبة المشاركة العالية أن تضفي شرعية على النظام الإيراني.
عملية التصويت
من المتوقع أن تستمر عملية التصويت لمدة 10 ساعات، مع إمكانية تمديدها حسب الحاجة.
وفقا لما ذكره رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية محمد تقي شاهجراغي، على أن يتم الإعلان عن ذلك من قبل وزير الداخلية الإيراني.
النتائج قد تكون ذات أثر كبير على اختيار خليفة المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي يحكم البلاد منذ عقود.
رغم توقعات بعدم تغيير جذري في السياسات الإيرانية، فإن الانتخابات تأتي في ظل احتجاجات واسعة من الشباب والسكان على القيود السياسية والاجتماعية.
نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت منخفضة، مما يشير إلى التحديات التي تواجهها النظام الإيراني في جذب الدعم الشعبي.
وتتزامن الانتخابات هذه المرة مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب الحرب بين إسرائيل وكل من حليفتَي إيران، حركة «حماس» في غزة وجماعة «حزب الله» الموالية لإيران في لبنان
فضلاً عن زيادة الضغوط الغربية على طهران بشأن برنامجها النووي الذي يحقق تقدماً متسارعاً.
ورغم استبعاد أن تؤدي الانتخابات إلى تحول كبير في سياسات إيران، فإن نتائجها قد تلقي بظلالها على اختيار خليفة المرشد الإيراني علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاماً، الذي يشغل المنصب منذ 1989.
موعد تولى الرئيس الإيراني الجديد
وستتولى الإدارة الجديدة، السلطة في أواخر يونيو الجاري أو أوائل يوليو المقبل، ولمدة 4 سنوات.
يذكر أنه في 19 مايو الماضي، تحطمت مروحية تقل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والوفد المرافق له في الغابات الجبلية الشمالية الغربية من البلاد، ما أسفر عن مقتله ووزير خارجيته، حسين أمير عبد اللهيان، و6 آخرين.
وبموجب الدستور، تولى النائب الأول للرئيس الإيراني، رئاسة البلاد بالوكالة، بناء على توجيهات المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لحين انتخاب رئيس جديد.