مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أنمار الدروبي يكتب: ثورة 30 يونيو هي ساعة الفجر في يوم الشعب المصري العظيم!

نشر
الأمصار

ينطلق المقال من كون ثورة 30 يونيو مؤثرة بصورة ايجابية كبيرة في الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وفي ضمن هذا الاهتمام الكبير والمستحق لثورة 30 يونيو يرجع إلى التكامل الموضوعي لفكرة الثورة دون التأثر بمواقف دينية أو سياسية، بل أنها ثورة الشعب المصري العظيم. ومما اعتنيت به في هذا المقال محاولة التعرف على سر جاذبية هذه الثورة وحجم قوتها الاقناعية وقدرتها على استقطاب الملايين من العوام ومتوسطي الثقافة ومن المتعلمين وغيرهم.

(في العربية نكتب من اليمين الى اليسار، ونطوف الكعبة نُلبي ونكبر الله ونحمده على آلائه ونعمه ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثُم هدى، لا إله سواه، هذا إيماننا وهذه عقيدتنا وقناعاتنا، لا يعنيناالذين يطوفون بالبيت الأبيض ولا من يدور في فلك بوذا أو الدالاي لاما ولا قبر الخميني ومن يرقص عاريا في غابات أفريقيا واستراليا، تُراثنا لنا نعتز به ونحترم العالم كله، ومن يعيبنا عليه أن يقرأ التاريخ جيدا، حتما سيجد مصر حملت اليهم أنوار التحرر والعدل والمساواة بين البشر، لست في معرض سرد تاريخي ومقدمتي واضحة كشمس الضحى، يا جلاوزة السياسة الدولية لا تلعبوا في ساحة مصر، فلستم أهلا لتعلموا شعب مصر العظيمأبجدية الحُكم ولا ثقافتكم تصلح لحال مصر، انشغلوا بترميم بيوتكم ودعم أساسها الهش قبل أن تعلموا شعب مصر بناء الأوطان، أكفونا شركم والسلام). 

مباشرة سأنتقل الى المهم في مقالي:

يحدث كما في الطبيعة تقلبات مناخ وعواصف وفي بعض الظروف يحدث طوفان واضطراب على صعيد المناخ السياسي، بالمختصر المفيد تكون محن وفتن كبرى وزلازل وارتدادات تفرض على أرض السياسة واقع الثورة. الثورة وفق اعتبار مناخ السياسة ليست الفوضى، الثورة هي ساعة الفجر في يوم الشعوب والأمم.

ومن هذا المنطلق:

- ثورة 30 يونيو هي ساعة الفجر على الأمة في كل جدليتها التغيير الشامل للواقع.

- ثورة 30 هي نقلة نوعية وخلاص وعبور من ضفة الى ضفة أخرى، من حالة السبات والجمود الى حالة الانفتاح والحيوية.

- ثورة 30 يونيو هي ناموس فطري يحكم سلوك المجتمعات البشرية ويدفعها الى الحياة بنفس الطريقة التي تدفع الكائنات الى الهجرة من أجل البقاء واتمام دورة وجودها الحي.

- ثورة 30 يونيو، إنها الثورة البيضاء، ثورة العقل وثورة البناء في كل المجالات.

- ثورة 30 يونيو ثورة التصدي للمؤامرات والعدوان الخارجي الذي حاول الانقضاض على قلعة العروبة والاسلام مصر، تارة من خلال أجندة الارهاب الذي صنعته دوائر الشر أو من خلال الأبواق العميلة المأجورة في بعض وسائط الاعلام الخارجية، بل حتى من داخلمصر حيث تم لجم أفواه الجهل السياسة لمن كان يتصور التسامحالمصري سيمنحه فرصة اللعب مع الكبار على حساب مقدرات أمتنا.

بالتالي فإن ثورة 30 يونيو استطاعت أن تضع حدود لكل من يحاول التغريد أبعد من سربها، في الوقت نفسه لقد فجرت الثورة كلالطاقات بنظام حيوي معاصر يواكب العالم المتقدم.

أما العاجزون والمقعدون فهؤلاء تتجاوزهم الحالة الثورية، وبلا شك هنالك المتطفلون والانتهازيون ومن يتربص نجاحات الثورة ليحقق مأربه أو يدس سمومه في جسد أمتنا.

كل هذه العوامل الجدلية وغيرها في مناخ السياسة لم تبتعد عن مدارك صناع القرار في المؤسسة العسكرية المصرية، خير اجناد الأرض، الذين اتخذوا من بلاد أم الدنيا قاعدة لمنطلقات وجودنا الانساني فبادروا المسيرة بخطى مدروسة ومختمرة تنسجم مع متطلبات التغيير البشرية، ومنذ بداية انطلاق الشعب المصريبثورته في 30 يونيو تحصن الجيش المصري بالحكمة وعدم الوقوف ضد ثورة الاصلاح والتغيير الثوري.

في السياق ذاته، هناك شواهد كثيرة وتداعيات متسارعة تجعلنا نصل إلى حقيقة مهمة مفادها، أن مصر هي من ستغير المعادلة السياسية القديمة في المنطقة، تلك المعادلة التي لم تعد تصلح وتتماشى مع الوضع السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وإن هذه المنطقة سوف تشهد الفترة القادمة أجندة وترتيبات، وفق معطيات جديدة بواقع القرار الذي ستفرضها المعادلة السياسية لمصر، لاسيما إن منطق القوّة اليوم لا يتحدد وفق معايير القدرة على التدمير النووي وعدد الصواريخ العابرة للقارات، تلك القدرة التي لا تتعدى كونها قوة ردع غير قابلة للاستعمال أو أنها ستدمر من يبادر في استعمالها. القوّة العظمى هي القوّة التي تتعايش مع الأمم بمنظور الاحترام لمن يمتلك مقوماتها، والتي تحافظ بفرض إرادتها على تحقيق السلام والأمن الدولي، وليس تأجيج الصراعات والاتجار بمصير الشعوب وسحق مقدرات وجودها الحضاري.