مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد تيار صعوده.. من هم قادة اليمين المتطرف بأوروبا الذين يحكمون دولاً؟

نشر
الأمصار

أصبح اليمين المتطرف قاب قوسين أو أدنى من قيادة رئاسة وزراء أحد أهم دول الاتحاد الأوروبي وهي فرنسا، بعد فوز حزب التجمع الديمقراطي في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، مما يثير التساؤلات حول قادة اليمين المتطرف في أوروبا.

جورجينا ميلوني

تعتبر أبرز قادة اليمين المتطرف في أوروبا ميلوني وهي سياسية وصحفية إيطالية، تشغل منصب رئيس وزراء إيطاليا منذ 22 أكتوبر 2022، كما أنها عضوٌ في مجلس النواب الإيطالي منذ عام 2006. ترأسُ جورجا حزب إخوة إيطاليا السياسي منذ عام 2014، وترأسُ حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين منذ عام 2020. انضمَّت مِلوني إلى «جبهة الشباب» وهي الجناحُ الخاصّ بالشباب في الحركة الاجتماعية الإيطالية الذي هو حزب سياسي يميني متطرّف له جذور فاشية جديدة.

عُيّنت عام 2008 وزيرةً للشباب في حكومة برلسكوني الرابعة، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 2011، ثمّ شاركت في العام الموالي في تأسيسِ حزب إخوة إيطاليا وأصبحت رئيسةً له في عام 2014. شاركت مِلوني في انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2014 في إيطاليا، كما شاركت في الانتخابات البلدية لعام 2016 في روما كمرشَّحة لرئاسة البلدية لكنّها لم تُنتَخب في الاستحقاقَين.

وُصفت مواقف وآراء جورجا مِلوني السياسيّة بالشعبويّة اليمينيّة و‌القوميّة الإيطالية، كما قِيل أنّها يمينية متطرفة لكنّها ترفضُ هذه التسمية وتصفُ نفسها بأنها مسيحيّة ومحافِظة، وتدَّعي الدفاع عن «الله والوطن والأسرة»، كما تُعارض الإجهاض و‌الموت الرحيم و‌زواج المثليين فضلًا عن معارضتها لأبوة وأمومة المثليين مؤكّدةً على أنَّ الأسرة الأوليّة تتكوّن حصرًا من زوجينِ واحدٌ ذكرٌ والثاني أنثى. تُعارض مِلوني أيضًا استقبال المهاجرين غير الأوروبيين والتعددية الثقافية. اتُهمت في عددٍ من المرات بكراهيّة الأجانب كما اتُهمت برُهاب أو كراهيّة الإسلام. جورجا مِلوني من مؤيّدي حلف شمال الأطلسي، لكنها تتمسَّكُ في الوقت نفسه بآرائها الشكوكيّة أو المتشكّكة فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي. كانت الصحفيّة والسياسيّة الإيطاليّة تؤيّد علاقات أفضل مع روسيا قبلَ غزو الأخيرة لأوكرانيا عام 2022 وهو الغزو الذي أدانته وتعهدت بمواصلة إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا. 

 فيكتور أوربان 

 يعد فيكتور أوربان أبرز قادة اليمين المتطرف في أوروبا والرئيس الفعلي لكتلته في البرلمان الأوروبي رجل قانون وسياسي مجري يشغل منصب رئيس وزراء جمهورية هنغاريا منذ 2010 ، وهو المنصب الذي سبق أن شغله خلال أعوام 1998-2002 وهو حاليا رئيس حزب فيديسز، وهو حزب وطني محافظ، ، يُعتبر صاحب أطول مدة كرئيس حكومة هنغاريا في التاريخ.

شهدت المجر في ظل حكمه اليميني، وقيادته الشعبوية، عودة العديد من أشباح الماضي، بما في ذلك القومية العرقية والفساد المتأصل بعمق. فقد شرع أوربان في التركيز الكاسح للسلطة، وألغى الضمانات الدستورية، ونجح في إعادة تشكيل الدولة وفقًا لرؤيته، ومثل تهديدًا محتملًا لمستقبل الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من كونه من أصحاب الملايين، فهو يُقدم نفسه على أنه حامل راية الهوية المسيحية المجرية والعقل المدبر لما يصفه بمصطلح "الديمقراطية غير الليبرالية".

تتبع الحكومة الهنغارية سياسات مكافحة الهجرة غير الشرعية تحت قيادته، منذ عام 2015، لمنع وصول طالبي اللجوء غير الشرعيين إلى اراضي جمهورية هنغاريا، ولقد أقامت المجر سياجًا عبر حدودها مع صربيا وكرواتيا، أدت هذه السياسات المناهضة للهجرة إلى صراعات مع الاتحاد الأوروبي بين مؤيد ومعارض لهذه السياسة، يأتي ذلك بعد حدوث موجة من الهجمات الإرهابية التي طالت مدن أوروبية عديدة مثل بروكسل وباريس ولندن ومحطة قطارات “دوسلدورف” في غرب ألمانيا وفي مدينة إسطنبول التركية وغيرها وعلى اثر ذلك صرحت الحكومة الهنغارية أن الإرهابيين يستغلون الهجرة غير الشرعية ليصلو إلى قارة أوروبا وهدفهم زعزعة أمن أوروبا ونشر الفوضى لذلك يجب ايقافهم.

أعلن رئيس الوزراء المجري  فيكتور أوربانأنه يعتزم تشكيل كتلة برلمانية أوروبية جديدة مع الحزب اليميني المتطرف النمساوي والحركة الوسطية التشيكية بزعامة رئيس الحكومة السابق أندريه بابيش.

وقال أوربان في مؤتمر صحافي مشترك مع بابيش وزعيم "حزب الحرية النمساوي" هربرت كيكل: "إننا نبادر إلى إطلاق هذا البرنامج الجديد والتحالف الجديد"، مضيفًا بالقول: "أريد أن أوضح أن هذا هدفنا".

سباستيان كورتز

ولد سباستيان كورتز كواحد من رموز قادة اليمين المتطرف في أوروبا وهو زعيم حزب الشعب النمساوي المحافظ، والبالغ من العمر 31 عاما، في 27 أغسطس /آب عام 1986 في العاصمة النمساوية فيينا وتلقى تعليمه في مدارسها وجامعتها.

بدأ كورتز مسيرته السياسية عام 2003 عندما انضم لحزب الشعب اليميني وتدرج في المناصب القيادية في الحزب وبين عامي 2010 و2011 تولى حقيبة وزارة الاندماج، وفي عام 2013 تولى حقيبة وزارة الخارجية وهو في الـ 28 من عمره وكان ما يزال يدرس القانون في جامعة فيينا، واتسع الملف الذي يحمله ليشمل الاندماج الاجتماعي.

وفي فبراير/شباط الماضي أعلن كورتز أن بلاده لا ترحب بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اطار حملته للاستفتاء حول قانون يعزز صلاحياته الرئاسية.

كما منع كورتز وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، من دخول البلاد للمشاركة في أحد التجمعات المؤيدة لحكومة أردوغان، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للانقلاب الفاشل.

وفي مايو/آيار عام 2017 أصبح كورتز زعيما للحزب، وعقب ذلك دعا لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.

واستبعد كورتز، الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه بأكثر من ثلاثين بالمئة من الأصوات، استمرار التحالف مع حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الذي يشارك حزب الشعب الحكم منذ فترة طويلة، فيما يتجه حزب الشعب للتحالف مع حزب الحرية اليميني المتشدد بزعامة هاينز كريستيان شتراخي ليشكلا ائتلافا يمينيا محافظا لحكم النمسا.

ولعب كورتز دورا مهما في إقرار البرلمان النمساوي عام 2015 لتعديلات مثيرة للجدل على قانون بشأن الإسلام معمول به في البلد منذ قرن.

ومنح القانون - الذي يهدف جزئيا لمواجهة التطرف - المسلمين المزيد من الأمن في إطار قانوني لكنه يحظر التمويل الأجنبي للمساجد والأئمة.

ودافع كورتز، عن التعديلات، بينما انتقدها زعماء المجتمع المسلم في النمسا، قائلين إنها لا تعاملهم على قدم المساواة.

وكان القانون الصادر في عام 1912 قد جعل الإسلام ديانة معترف بها رسميا في النمسا.

ولفترة طويلة، اتُخذ القانون نموذجا في أوروبا في ما يتعلق بالتعامل مع الإسلام.

وشملت التعديلات الحفاظ على عطلات المناسبات الدينية وتدريب الأئمة.

لكن جماعات إسلامية قالت إن حظر التمويل الأجنبي أمر ظالم لأن الدعم الدولي مازال مسموحا به للمجتمعات المسيحية واليهودية.

خيرت فيلدرز 

يُعرف فيلدرز بأنه سياسي هولندي شعبوي من رموز قادة اليمين المتطرف في أوروبا، يرأس حزباً قومياً ينتمي إلى اليمين المتطرف، هو حزب "الحرية" الذي طان ثاني أكبر حزب تحت قبة البرلمان الهولندي قبل اجراء الانتخابات الأخيرة.

 

وغالباً ما كان فيلدرز يثير الجدل بسبب خوضه حرباً لا هوادة فيها ضد الهجرة و ما يسميه بـ "أسلمة هولندا"، وقد تعرض للمحاكمة أكثر من مرة بتهم التحريض والتمييز ضد جماعات عرقية ودينية.

وأدين قبل بضع سنوات، بإهانة المغاربة، وبرأته محكمة في امستردام من تهمة التحريض على الكراهية والتمييز.

و خلال الفترة التي سبقت التصويت، غالباً ما كان يتفوق على منافسيه خلال المناظرات التلفزيونية الليلية، حول قضايا اللجوء والهجرة، والتي تدغدغ مشاعر الهولنديين.

لكن فيلدرز الآن يرفض إطلاق صفة اليميني المتطرف عليه.

وأدى رئيس المخابرات السابق ديك شوف اليمين الدستورية كرئيس جديد للوزراء الهولندي، ليقود حكومة ائتلافية يمينية موسعة، متعهّدا بتطبيق سياسة الهجرة "الأكثر صرامة على الإطلاق" في البلاد.

وقد تولى المستقل البالغ من العمر 67 عامًا رئاسة الوزراء خلفًا لرئيس الوزراء المغادر مارك روتي، الذي من المقرر أن يصبح الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في وقت لاحق من هذا العام بعد 14 عامًا من توليه المنصب في لاهاي.

 

وتأتي عملية تسليم الراية بعد أكثر من سبعة أشهر من المفاوضات المطولة في أعقاب فوز الزعيم اليميني المتطرف خيرت فيلدرز في الانتخابات في نوفمبر الماضي. واضطر فيلدرز إلى التخلي عن طموحه في أن يصبح رئيسًا للوزراء للحفاظ على مسار محادثات الائتلاف المتوترة.

 

وبدلاً من ترشيح قادتهم لمنصب رئيس الوزراء، وافق شركاء التحالف الأربعة - حزب فيلدرز PVV (حزب الحرية)، وحزب المزارعين (BBB)، وحزب VVD المحافظ الليبرالي، وحزب NSC الجديد لمكافحة الفساد - على التوصل إلى حل وسط بشأن شوف، الذي كان يدير سابقًا الخدمة السرية الهولندية.

تولى ديك شوف، رئاسة وزراء هولندا، خلفًا لمارك روته، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بعد قرابة 14 عامًا قضاها في منصبه، وبعد مرور أكثر من 7 أشهر على الانتخابات العامة في هولندا، تولت الحكومة اليمينية الجديدة مهامها، وأدى رئيس المخابرات السابق ديك شوف، اليمين الدستورية كرئيس للوزراء.

ويريد "شوف" البالغ من العمر 67 عامًا، الذي سيخلف رئيس الوزراء مارك روته، أن تنفذ حكومته سياسة اللجوء "الأشد صرامة" على الإطلاق و"الحزمة الأكثر شمولًا للتعامل مع الهجرة".

ويُعتبر "شوف" خبيرًا في شؤون الأمن والهجرة، وهما نقطتان مركزيتان بالنسبة لشركاء الائتلاف اليميني، ورأس جهاز المخابرات والأمنAIVD، وكان منسقًا في مكافحة الإرهاب ومديرًا لهيئة الهجرة.

وقال شوف على منصة "إكس": إنني أتطلع بشدة لبدء عملي كرئيس للوزراء، من أجل هولندا آمنة وعادلة مع ضمان اجتماعي للجميع، مؤكدًا أن مهامه هي إدارة الهجرة والحوار واتخاذ القرارات والوضوح بشأنها.

وكان حزب من أجل الحرية الشعبوي اليميني، بزعامة خيرت فيلدرز، فاز في الانتخابات البرلمانية المبكرة، نوفمبر الماضي، وكان فيلدرز يريد في الواقع أن يصبح رئيسًا للحكومة، لكن مواقفه المناهضة للإسلام وأوروبا جعلت من الصعب تشكيل ائتلاف.

وفي منتصف مارس الماضي، أعلن فيلدرز أخيرًا استقالته من منصب رئيس الوزراء، ثم اتفق حزب من أجل الحرية، وحزب المزارعين BBB، وحزب VVD الليبرالي وحزب مكافحة الفساد الجديد NSC على تشكيل ائتلاف، وكان "شوف" الذي كان عضوًا سابقًا في حزب العمل الديمقراطي الاشتراكي، أعلن أنه سيكون رئيسًا للوزراء لجميع الشعب الهولندي، فهو غير حزبي ولا يرى نفسه تحت قيادة فيلدرز.