أنمار ال عبد يكتب: مفهوم الأمّة العراقية بخلاف وثيقة أريدو
تكمن قوّة الأمة في هويتها الحقيقية وأصالة تاريخها وشعوبها
ويتصدر هذا المفهوم بقوة كلما تجذر بعمق وفق ما امتد به تاريخ هذهِ الشعوب بأرتباطهم بالأرض التي تجمعهم !
ويضعف هذا المفهوم مع تقديم الهويات الصغيرة التي يقدمها كل الأفراد على هذهِ الأرض والتي بالتالي هي صانعّة لأممها فقط لاتنتج أي مفهوم الأمة الشامل !
الأمة العراقية أمتداد من مكونات رصينة مزيج من الشعوب والأديان والحضارات واللغات التي أستوطنت على هذهِ الأرض ،
ضرورة إعادة إحياء هذا المفهوم المندثر من خلال المتمسكين بهذهِ الارض الذين من خلال تمسكهم بتاريخهم الحقيقي وعمقه الحضاري ،
هؤلاء فقط هم من يستطيعون أن يصدروا هذا المفهوم كواجهة أساسية لبناء الأمة العراقية وتكوين صورة واضحة لهذهَ الأمة لتنال أولى الأولويات عند الفرد العراقي ،
المتمسكين بعراقيتهم وحدهم الذين يستطيعون أن يُعيدو هذا المفهوم وبقوة
مثل القوة التي أنطلق بها في بدايتهِ الملك فيصل رحمه الله مؤسس الدولة العراقية ،
و مرَ الكثير على هذا المفهوم بمحاولات عديدة مثل ( وثيقة اريدو ) لأحياء الأمة العراقية
وبمتابعتنا لهذه الوثيقة بعناية وتركيز نصل إلى خلاصة مفادها أن الأمر برمتهِ لا يتعدى كونه محاولة تفريغ رغبات سياسية معينة عبر الانطباعات السياسية البدائية المخلوطة بعشوائية منتزعة من أمم اخرى ،
أنَّ الجماعة التي أصدرت الوثيقة تريد ( إحياء الأمة العراقية )والإحياء والبعث والخلاص من المفردات العزيزة على قلوب وأقلام الجماعات السياسية المغلقة على نفسها والدائرة حول أوهامها !
ولكن منذ السطر الأول نكتشف أن الأمة العراقية التي يريد الباحثين في مايسمى وثيقة ( اريدو ) احياءها ليست ميتة !
بل هي موجودة
فالوثيقة تقول حرفياً( إن قراءة دقيقة وفاحصة حركة التاريخ والأحداث التي مرت بها والأطوار التي تعاقبت عليها ومرت بها الأمة العراقية نجد أن أشد الصور تعاسة وخراباً هي فقدان الهوية الشاملة والجامعة لكل العراقيين وتشظيها إلى هويات فرعية)
أذن الأمة العراقية موجودة وقد مرت بأحداث وأطوار عديدة في حركة التاريخ وعانت ما عانت في ظل التعاسة والخراب ،
وبذلك يمكننا أن نستنتج أن الذين أطلقوا على أحزابهم في الأربعينات من القرن الماضي اسم (الأمة)أو (الأمة العراقية)
كانوا يقصدون ضمن ترسيمات النثر الإنشائي
الشعب أو المجتمع أو الجماهير أو الناس... إلخ
دون أن يتأثر المعنى والسبب بسيط جداً
إذ لا وجود لأيّ معنى محسوب بدقة علمية أنهم لا يقصدون الأمة كمصطلح ومفهوم علمي محدد ذي اشتراطات وسمات واضحة ومبرهَن عليها ،
الذي جاءَ بهذا المفهوم ليصدرهُ كمفهوم شامل لكل من ينتمي على هذهِ الأرض فقط امارجي ،
أمارجي حدد كل الموجودات أبتداءاً بالأنسان والحضارات والأقوام والأنهار والتربة والحيوانات والتضاريس والمناخ والأشجار والعادات والتقاليد واللغات واللهجات والممارسات والطقوس وأساليبها والمصطلحات والمفاهيم ،
وضِعت في مفهوم الأمة العراقية !
وأكد في بناء هذا المفهوم على الرابط المشترك الأكبر مابين كل البشرية الذينَ كانوا ومازالوا عليها ألا وهو الأرض ،
ليكون هو الأطار الجامع لكل ما مثل أعلاه هوية الأمة العراقية ،
امارجي فقط هو من يمكنه أن يصوغ هذا المفهوم صياغة فريدة على أن لا تتعارض مع مفاهيم الأمم الأخرى .