تركيا نحو تطبيع العلاقات مع سوريا.. ترحيب دولي ودمشق تضع شرطًا رئيسيًا
كشف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن أنقرة تنتظر من روسيا وإيران والسعودية القيام بدور بناء في مسألة تطبيع علاقات تركيا مع سوريا، حيث تأتي تلك التصريحات، عقب أيام قليلة من أخرى مماثلة أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن أنقرة ترغب في إعادة الأمور إلى نصابها فيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي المقابل تضع سوريا شرطًا رئيسيًا لقبول التطبيع من تركيا.
وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خرج بالأمس في تصريحات إعلامية عبر مؤتمر صحفي من إسطنبول مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان: «ننتظر من روسيا وإيران والسعودية القيام بدور بناء بشأن تطبيع العلاقات مع سوريا».
وأضاف: «توصلنا لتفاهم مع نظيري السعودي بشأن قيام الرياض بدور في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق»، مشيرا بالقول: «نأمل أن يتم تقدير دعوة أردوغان للسلام مع سوريا وهذا ليس عجزا».
أردوغان: نُرتب للقاء تاريخي مع بشار الأسد
وقبل ذلك، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلًا إن وزير خارجيته هاكان فيدان يجري الترتيبات من أجل لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، داعيا إلى تأييد هذه الدعوة التاريخية.
وحول سؤال يتعلق بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد، قال أردوغان أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "يقوم حاليا بتحديد خارطة الطريق من خلال محادثاته مع نظرائه وبناء على ذلك سنتخذ الخطوة اللازمة إن شاء الله".
وأضاف "نعتقد أن السلام العادل ممكن في سوريا، ونعرب في كل فرصة عن أن سلامة الأراضي السورية في مصلحتنا أيضا" موضحًا أن "تركيا أكثر من ستستفيد من السلام العادل في سوريا".
روسيا ترحب بتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا
حول ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن "تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا"، يحظى بأهمية حيوية فيما يتعلق بالتوصل إلى حل شامل في سوريا وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأعربت ماريا زاخاروفا عن ترحيب موسكو بمسار التطبيع بين تركيا وسوريا.
وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي: "نشجع شركاءنا على مواصلة الاتصالات بكل الوسائل الممكنة، كما اتخذت تركيا خطوات مهمة في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بمسار التطبيع"، لتضيف: "هناك إشارات من تركيا، بما في ذلك من الرئيس رجب طيب أردوغان، حول استعدادهم لتطبيع العلاقات مع سوريا، ونحن نرحب بهذا الاتجاه، ونثق في أنه سيتم اتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه من الجانبين".
وأشارت زاخاروفا إلى أن "صيغة أستانا هى الآلية الدولية الفعالة الوحيدة في تطوير الحل السلمي في سوريا"، مؤكدة: "نحن مصممون على مواصلة تعاوننا الوثيق مع شركائنا الأتراك وفق صيغة أستانا".
شرط سوري لقبول التطبيع مع أنقرة
في المقابل، أعلنت سوريا، موقفها من إعادة العلاقات مع تركيا، مؤكدة أن هذا الطرح يجب أن يبنى على احترام المصلحة المشتركة للبلدين.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان: "ترى سوريا أن نتيجة تلك المبادرات ليست غاية إعلامية، وإنما مسار هادف يستند إلى حقائق قائمة، ويبنى على مبادئ محددة تحكم العلاقة بين الدولتين، أساسها احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي ومواجهة كل ما يهدد أمنهما واستقرارهما، ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين".
وأضافت: "سوريا تؤكد أن أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسس واضحة ضمانا للوصول إلى النتائج المرجوة، والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية، وفي مقدمة تلك الأسس انسحاب القوات المتواجدة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية، ومكافحة المجموعات الإرهابية التي لا تهدد أمن سوريا فقط، بل أمن تركيا أيضا".
وأوضحت الخارجية أن سوريا "حرصت دائما على التمييز الواضح ما بين الشعوب من جهة، وسياسات وممارسات الحكومات التي ألحقت الأذى بسوريا، وبدولها من جهة أخرى، وفق ما أثبتته الوقائع والأحداث".