الاحتلال الإسرائيلي يقصف مواقع في اليمن والحوثيون يتوعدون بمُهاجمة أهداف حيوية
نفذ سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، عملية «اليد الطويلة» لضرب أهداف تابعة لجماعة أنصار الله «الحوثيين»، في ميناء الحديدة غربي اليمن، استهدفت «منشآت النفط في ميناء الحديدة بالإضافة إلى محطة توليد الكهرباء في المحافظة»، ما تسبب باندلاع حريق هائل كافحت طواقم الإطفاء اليمنية للسيطرة عليه، وسط حالة من الخوف والترقب في الشارع الإسرائيلي بعد الغارات التي نفذها جيش الاحتلال ضد أهداف في اليمن.
القصف الجوي الإسرائيلي على اليمن
وأسفر القصف الجوي الإسرائيلي، عن سقوط ثلاثة قتلى و87 جريحًا، ووصفت «تل أبيب» المواقع المُستهدفة في الضربات بأنها «عسكرية وتابعة للحوثيين»، إذ جاءت بعد يوم من هجوم بطائرة بدون طيار أعلن اليمنيون مسؤوليتهم عنه وأسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي، إن الطائرة التي شاركت في الهجوم في اليمن «عادت بسلام إلى إسرائيل قبل لحظات»، مُؤكدًا أن الهجوم على الحوثيين نفذته إسرائيل بمفردها، مُضيفًا أن «إسرائيل تتوقع من دول العالم أن تقف على جبهة واحدة، وهذه مصلحة دولية مشتركة».
نتنياهو: «إسرائيل ستُدافع عن نفسها بكل الوسائل»
وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بأن الميناء الذي تعرض لهجوم عسكري إسرائيلي في اليمن ليس ميناءً «بريئًا»، وأنه يستخدم لأغراض عسكرية.
وأضاف نتنياهو أن الهجوم على ميناء اليمن «يُذكّر الأعداء بأنه لا يوجد مكان لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه»، مُشيرًا إلى أن إسرائيل «ستُدافع عن نفسها بكل الوسائل».
من جهته حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قائلاً: «إن دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن».
وأضاف أن المزيد من العمليات ستتبع "إذا تجرأوا على مهاجمتنا"، وجاء في بيان عسكري إسرائيلي أن "الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قصفت أهدافا عسكرية للنظام الحوثي الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن ردا على مئات الهجمات التي نفذت ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة".
وقال غالانت بعد عملية يوم السبت " في المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بضربهم، وسنفعل ذلك في أي مكان حيث يكون ذلك مطلوبا"، مشيرا إلى أن "دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن، لقد تم توضيح ذلك في لبنان وغزة واليمن وأماكن أخرى - إذا تجرأوا على مهاجمتنا، فستكون النتيجة مماثلة".
وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس إن هجوم اليمن كان أيضا تحذيرا لإيران، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي "وجه اليوم ضربة قاسية لفرع إيران الإرهابي في اليمن".
وتايع كاتس: "لن نتسامح أو نبقى صامتين، وسنستهدف أي شخص يشكل خطرا على مواطنينا"، مبينا أن "هذا هو الوقت المناسب للمجتمع الدولي لتشديد العقوبات على إيران".
الحوثيون يتوعدون برد قوي وسريع
في غضون ذلك، توعّد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية «يحيى سريع»، يوم السبت، بأن الجماعة لن تتردد في مهاجمة «أهداف حيوية» في إسرائيل وذلك بعد ساعات قليلة من شن الاحتلال غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية.
وقال المجلس السياسي الأعلى للحوثيين إنه سيكون هناك «رد فعّال» على الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقال كبير المفاوضين والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام في بيان على منصة «إكس» «عدوان إسرائيلي غاشم على اليمن باستهداف منشآت مدنية، خزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة بهدف مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة».
ووصف عبد السلام الضربات بـ"العدوان الغاشم" وأنها "لن تزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا إصرارا وثباتا واستمرارا".
وقال مسؤول في حركة أنصار الله الحوثية، إن الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون ستقابل بـ "التصعيد"، محذرا من أن إسرائيل "ستدفع الثمن".
وأوضح عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن استهداف المنشآت المدنية وسنقابل التصعيد بالتصعيد".
وسلّط الهجوم على اليمن، الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه جاء بعد أكثر من 200 هجوم للحوثيين على إسرائيل، الضوء على المخاوف من أن تتحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي أوسع.
من جانبها قالت الولايات المتحدة، التي كانت قد نفذت مع بريطانيا سابقا ضربات جوية ضد الحوثيين في محاولة لوضع حد لهجماتهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر، إنها لم تلعب أي دور في ضربات يوم السبت.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "لم تكن الولايات المتحدة متورطة في الضربات التي وقعت اليوم في اليمن، ولم ننسق أو نساعد إسرائيل في الضربات".
وأضاف "لقد كنا على اتصال منتظم ومستمر مع الإسرائيليين في أعقاب الغارة في تل أبيب التي أسفرت عن مقتل مدني إسرائيلي صباح يوم الجمعة، ونحن نؤمن تماما بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس."
ردود فعل
حذر حزب الله اللبناني -أحد حلفاء جماعة أنصار الله الحوثية-، السبت، من أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الحوثيين في اليمن تشكل "منعطفا خطيرا" بعد أكثر من تسعة أشهر من التصعيد على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال الحزب في بيان "إننا نعتقد أن الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني تنذر بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة، بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها".
واعتبرت حركة حماس الضربات في اليمن "تصعيدا خطيرا"، مؤكدةً "تضامنها الكامل مع الشعب اليمني وجماعة أنصار الله".
وحمّلت حماس، في بيانها، إسرائيل والإدارة الأمريكية "المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة باستمرارها منح الاحتلال الغطاء السياسي والدعم العسكري المفتوح لارتكاب أفظع الجرائم والانتهاكات لكافة القوانين الدولية".
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، إن "العدوان لم يكن ليتم لولا الدعم الغربي" معربةً عن "ثقتها بأن الهمجية الصهيونية لن تثني الشعب اليمني الذي يدفع ثمن مواقفه المشرفة الداعمة لشعبنا الفلسطيني، عن الاستمرار في دعمه ومساندته لشعبنا وقضيتنا، بل ستزيده إصرارا على التمسك بمواقفه الشجاعة والمشرفة".
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الهجمات الإسرائيلية وحذر من خطر تصاعد التوتر وانتشار الحرب في المنطقة "نتيجة للمغامرة الخطيرة للصهاينة"، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
كما أعربت مصر عن "بالغ قلقها" للعملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، وذكر بيان للخارجية المصرية أن العملية الإسرائيلية تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات.
وحذرت مصر، حسب البيان، من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة "ما قد يدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار".
إسرائيل تعهدت بـ «تصفية الحسابات» في أعقاب هجوم تل أبيب
كان «الحوثيون» قد أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات على مدن إسرائيلية بما في ذلك أشدود وحيفا وإيلات، لكن يبدو أن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة على تل أبيب كان الأول الذي اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وقد أدان مصدر مسؤول في «الحكومة اليمنية»، بعدن بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة وانتهاكه لسيادة الأراضي اليمنية، حسبما أفادت وسائل إعلام يمنية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.
وأكد المصدر أن «العدوان الإسرائيلي مخالفة صريحة لكافة القوانين والأعراف الدولية».
وحمّل المصدر إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات جراء غاراته الجوية بما في ذلك تعميق الأزمة الإنسانية في البلاد.
كما حذر المصدر إسرائيل من أي محاولة لتحويل الأراضي اليمنية إلى ساحة لحروبها العبثية ومشاريعها التخريبية في المنطقة.
ودعا الحوثيين إلى الاستماع لصوت العقل والاستجابة لإرادة الشعب اليمني وتطلعاته وتغليب مصالحه الوطنية وعدم استجلاب التدخلات العسكرية الخارجية والانخراط الجاد في عملية السلام، ووقف كافة أشكال العنف والتصعيد العسكري.
كما دعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الى تحمل مسؤولياتهما من أجل حماية الأمن والسلم الدوليين، مؤكدا في هذا السياق أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو دعم الحكومة اليمنية لاستكمال بسط نفوذها على كامل ترابها الوطني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وخصوصا القرار 2216.
وجددت الحكومة اليمنية موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
اليمن.. الحوثيون يُعلنون تنفيذ عملية نوعية ضد تل أبيب
وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية التابعة للحوثيين «يحيى سريع»، مُنذ قليل، أن بيانًا هامًا سيُصدر خلال ساعات للإعلان عن عملية عسكرية نوعية، وذلك بعد انفجار ضخم هز «تل أبيب»، حسبما أفادت وسائل إعلام يمنية، في أنباء عاجلة، الجمعة.