الإمارت والبحرين يؤكدان تعزيز التعاون والتنسيق المشترك
زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، في مقر إقامته في أبوظبي.
وتبادل رئيس الإمارت وملك البحرين خلال اللقاء، الأحاديث الودية التي تعبر عن الأواصر الأخوية المتينة والخاصة التي تجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين وقيادتيهما وشعبيهما الشقيقين والحرص المتبادل على مواصلة ترسيخها بما يعزز التعاون والتنسيق المشترك على جميع المستويات ويخدم أولويات التنمية والازدهار المستدام في البلدين ويلبي تطلعات شعبيهما الشقيقين إلى مزيد من التقدم والرخاء.
حضر اللقاء الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة وعدد من الشيوخ والمسؤولين.
كما حضره، الفريق الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى قائد الحرس الملكي البحريني والشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.
وعلى صعيد اخر، ترأس الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اجتماع مجلس إدارة "مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة".
واطلع الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان على خطط المجلس الهادفة إلى إطلاق 3 مشاريع جديدة، والإنجازات الرائدة التي حققها والخطط الطموحة التي يتبنّاها لترسيخ مكانة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي في مشهد البحث والتطوير التكنولوجي العالمي.
وأكد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، أهمية مواصلة تنفيذ الخطط والمبادرات التي يطلقها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة محلياً وعالمياً، بهدف إحراز نقلة نوعية على صعيد التطور التكنولوجي وإجراء الأبحاث في دولة الإمارات في مجالات التقنيات المبتكَرة وحلول الذكاء الاصطناعي المتطوِّرة، للإسهام في ترسيخ مكانة الدولة كوجهة عالمية حاضنة للابتكار التكنولوجي والبحثي، ودعم الصناعات القائمة على التقنيات الحديثة في مختلف القطاعات الحيوية.
خارطة الإمارات للأبحاث
وأشار الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان إلى أهمية "خارطة الإمارات للأبحاث" في تعزيز التعاون البحثي بين جميع المؤسسات المعنية على المستوى الوطني، ودعم المواهب والكفاءات الوطنية في مجالات الابتكار التكنولوجي، إلى جانب إجراء البحوث المتقدِّمة وتطوير نماذج اللغات الكبيرة التي من شأنها تحسين جودة حياة أفراد المجتمع، وتطوير الصناعات والقطاعات ذات الصلة، من خلال الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة وتعزيز مكتسباتها في دولة الإمارات.
كما أكَّد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ضرورة الاستمرار في تأهيل الكوادر والكفاءات الوطنية المتميِّزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، انطلاقاً من الأهمية الكبيرة التي تحظى بها هذه القطاعات الحيوية من أجل تعزيز المشهد البحثي في دولة الإمارات وتقديم ابتكارات نوعية تنعكس إيجاباً على مختلف المجالات، لاسيَّما في قطاع التعليم، والبحث والتطوير، والصناعات المتقدِّمة، والصحة، والزراعة، والبيئة، وعلم الروبوتات، والتقنيات الحديثة.
وفي ضوء الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات لتنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للابتكار، يتولى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة إنجاز مهمته المُتمثِّلة في تشكيل منظومة البحث والتطوير في أبوظبي، وتعزيز مخرجات التعليم العالي والمسارات المهنية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ما يضمن توفير قاعدة متنوِّعة من الكفاءات المميَّزة في دولة الإمارات، ويُلبي متطلباتها الحالية والمستقبلية، انسجاماً مع أهداف "مئوية الإمارات 2071".
وناقش الاجتماع مستويات التقدُّم الذي أحرزه المجلس في بناء منظومة البحث والتطوير وتعزيزها، بما في ذلك جهود ذراع التسويق التجاري التابعة للمجلس "فنتشر ون"، التي من المنتظر أن تُقدِّم ثلاثة مشاريع مبتكَرة تسهم في مواصلة الارتقاء بمستوى أمن البيانات في العصر الكمّي والتنقُّل الذكي المستقِل والتكنولوجيا الزراعية باستخدام التقنيات الروبوتية، بما يتماشى مع الأولويات الاقتصادية لإمارة أبوظبي، ومن المقرر إطلاق هذه المشاريع الرائدة في وقت لاحق من هذا العام، ما يُمثِّل خطوة مهمة نحو تطبيق الأبحاث النظرية وتحويلها إلى أفكار ملموسة على أرض الواقع.
واستعرض المجلس أيضاً، خلال الاجتماع، "خارطة الإمارات للأبحاث"، التي أصبحت مرجعاً رئيسياً للمجتمع البحثي الوطني؛ فمنذ إطلاقها في مايو 2024، تمكنت البوابة من استقطاب أكثر من 2,000 زائر خلال أول شهرين؛ حيث تضم الآن 30 جهة مشاركة وأكثر من 450 خبيراً مسجَّلاً، بالإضافة إلى 10 جهات أخرى جديدة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى البوابة، وأسهم نجاح البوابة في إنشاء وجهة مركزية يمكن من خلالها الوصول إلى الموارد البحثية الوطنية مع تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والقطاعين العام والخاص.
وفي إطار سعيه المتواصل إلى دعم الأبحاث التكنولوجية المتطورة والشركات والجهات ذات الصلة، يستقطب مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة مؤسسات من مختلف أنحاء العالم للحصول على تمويلات من الصندوق العالمي للبحث والتطوير التكنولوجي التابع له، والذي تبلغ قيمته 200 مليون دولار، بهدف تسريع دمج نموذج "فالكون"، الذي أطلقته دولة الإمارات لدعم البنية التحتية التكنولوجية والخدمات الحكومية.
واستعرض الاجتماع أيضاً الأنشطة التي يُنفِّذها معهد الابتكار التكنولوجي بصفته ذراع البحوث التطبيقية لدى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، حيث يواصل المعهد تحقيق نتائج متميِّزة بما يتماشى مع الأولويات الوطنية؛ وتم مؤخراً افتتاح محطة أبوظبي الأرضية الكمومية الضوئية، الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي والأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمخصَّصة لتطوير اتصالات بصرية آمنة في الفضاء الحر.
وعلى صعيد آخر، حصل مركز الطاقة الموجَّهة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي على جائزة مرموقة من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، تقديراً لإسهاماته في مواجهة العديد من التحديات البيئية الرئيسية ودعمه لتحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، كما عملت منصة Hugging Face بالتحقُّق بشكل مستقل من نموذج "فالكون"، أحدث نماذج اللغات الكبيرة الذي أطلقه معهد الابتكار التكنولوجي؛ حيث قدَّم النموذج أداء متميزاً، وشهد 85,000 عملية تنزيل منذ إطلاقه في مايو/أيار 2024، وبلغ مجموع عمليات التنزيل 45 مليون عملية عبر منظومة نماذج "فالكون" عموماً.
وفي ختام الاجتماع، ناقش المجلس التقدُّم الذي حقَّقته "أسباير"، ذراع إدارة البرامج في المجلس، والتي تهدف إلى تنفيذ العديد من المشاريع المهمة لدعم الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 لدولة الإمارات، والإسهام في تعزيز الأمن الغذائي العالمي من خلال شراكتها مع مسابقة "إكس برايز إطعام المليار التالي".
حضر الاجتماع، أعضاء مجلس إدارة "مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة"، الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والدكتور أحمد مبارك المزروعي، رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية في ديوان الرئاسة، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومحمد حسن السويدي وزير الاستثمار، وفيصل عبدالعزيز البناي الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، ومنصور إبراهيم المنصوري رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، وأحمد تميم الكتاب رئيس دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي.