الحرب السودانية تحصد دماء الأبرياء.. معاناة إنسانية صارخة والصمت الدولي يسود المشهد
على نحوٍ مُقلق، تفاقمت حدة الأوضاع الإنسانية الصارخة في السودان، الذي يشهد حربًا لا تعرف سوى لغة الدماء وحصد أرواح المدنيين الأبرياء، الذين يدفعون ثمنًا باهظًا على خلفية الصراع العسكري فيما بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو ما تجلى في حوادث قتل بالمئات تُسجلها محافظات السودان بشكلٍ يومي، إلى جانب منع تدفق المساعدات الإنسانية التي تزامنت مع استهداف المستشفيات والمراكز الطبية، وسط صمت دولي يسود المشهد، بما يُنذر بكوارث إنسانية أشد وطأة في حالة عدم إنهاء الصراع الدائر منذ أبريل 2023.
السودان.. قتلى وإصابة العشرات في قصف على مستشفى بالفاشر للمرة العاشرة
حول ذلك، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في السودان، الثلاثاء، أن ثلاثة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب نحو 25 آخرين في هجوم جديد على المستشفى السعودي بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان.
وتعرض المستشفى السعودي للنساء والتوليد في وقت سابق من يوم الاثنين لقصف بنحو ثماني قذائف صاروخية أطلقتها قوات الدعم السريع في السودان، ما أحدث دمارًا هائلًا طال الغرفة الرئيسية ومكتب المدير الطبي، علاوة على تدمير أكثر من خمس سيارات.
وأفاد بيان أصدرته أطباء بلا حدود في السودان، أن "المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، والذي تدعمه المنظمة وتقدم الدعم الجراحي، تعرض للقصف مرة أخرى – وهى المرة العاشرة التي يتعرض فيها منذ بدء القتال قبل 80 يومًا، حيث أُصيب في الهجوم 25 شخصًا وقُتل ثلاثة آخرون".
ونوه بيان أصدرته أطباء بلا حدود في السودان، إلى أن المرفق الصحي تضرر بسبب الضربة الأخيرة، لكنه لا يزال يعمل.
والمستشفى السعودي هو الوحيد المتبقي في الفاشر الذي يتمتع بالقدرة الجراحية وعلاج مصابي الحرب، بعد خروج المستشفى الجنوبي عن الخدمة إثر اقتحامه من قوات الدعم السريع وتدمير أجزاء واسعة منه، ومع ذلك، يعاني المستشفى من نقص في الأسرة والأدوية والمعدات الجراحية.
ومنذ يوم السبت الماضي، تتعرض الفاشر لهجوم عنيف بالصواريخ والمدفعية الثقيلة من قبل قوات الدعم السريع، ما تسبب في مقتل أكثر من 100 شخص خلال ثلاثة أيام، طبقًا لحكومة ولاية شمال دارفور في السودان.
الدعم السريع يشن هجوماً بالمسيرات على مواقع تابعة للحكومة السودانية
وفي المقابل، شن الدعم السريع هجوماً، بطائرتين مسيرتين، بالأمس على مقار حكومية بالدامر عاصمة ولاية نهر النيل، شمالي السودان، بينما استهدفت ثالثة مقرا للجيش في ربك بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان .
وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي انفجارين عنيفين في موقع مقار الحكومة بالدامر، التي تبعد نحو 310 كيلومتر شمالي، العاصمة السودانية الخرطوم، من دون أن تتعامل أي مضادات أرضية مع المسيرات الانتحارية.
واستهدفت احدى المسيرتين مبنى وزارة الحكم المحلي ما أدى لاشتعال النيران في المبنى، بينما سقطت الأخرى بالقرب من أمانة الحكومة.
كسلا تعاني.. الأمطار والسيول تُضاعف معاناة النازحين في السودان
وفي سياق متصل، تقطعت السيول بآلاف الأشخاص في شوارع مدينة كسلا بشرق السودان بسبب هطول أمطار غزيرة فاقم معاناة أكثر من مليون سوداني فروا إلى المنطقة بحثاً عن ملاذ منذ الحرب المستمرة منذ 15 شهراً.
وألحق موسم الأمطار الذي بدأ في وقت سابق من هذا الشهر الضرر بالملاجئ وجعل الطرق غير صالحة للاستعمال، كما سيعرض الملايين لخطر الإصابة بأمراض تنقلها المياه الراكدة في مناطق واسعة من السودان.
ويأتي ذلك وسط استمرار تزايد عدد النازحين داخل السودان، والذي يتجاوز حالياً عشرة ملايين.