مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

من المجاعة إلى الفياضانات.. كارثة إنسانية في السودان وسط الحرب

نشر
الأمصار

أفاد المنسق الإقليمي لمفوضية اللاجئين في السودان مامادو بالدى، بأن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تؤكد أن المجاعة بدأت في ولاية شمال دارفور السودانية.

وقال بالدي في بيان: "علامات التحذير كانت موجودة منذ أشهر، ولدينا الآن تأكيد مأساوي بأن المجاعة قد بدأت في منطقة شمال دارفور في السودان، ويموت النازحون من النساء والأطفال والرجال من الجوع وسوء التغذية والمرض، وهذا دليل واضح على ضعف الأشخاص الذين أجبروا على الفرار، حيث فر الكثير منهم عدة مرات". وأضاف أن "أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في السودان تتفاقم وتتعمق كل يوم مما يهدد باجتياح المنطقة بأكملها".

وأوضح بالدي أن "وصول الملايين من اللاجئين والنازحين داخليا يدفع المجتمعات المضيفة إلى حالة حرجة، ومع تزايد العنف في السودان، سيجد الأشخاص الذين يعبرون الحدود بحثا عن الأمان أنفسهم في ظروف خطيرة بشكل متزايد، ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من الوفيات والمعاناة".

هذا وأظهرت صور من الأقمار الصناعية نشرت يوم الجمعة أن مخيم زمزم للنازحين في منطقة دارفور السودانية التي تعصف بها الصراعات يشهد تدفقا جديدا "كبيرا" لنازحين ويعاني من مجاعة بينما زاد بشدة خطر تلوث مرافق المياه والصرف الصحي بسبب الفيضانات في المنطقة.

وأظهرت النتائج التي توصل إليها مختبر "ييل" للأبحاث الإنسانية أن مياه الفيضانات غمرت المراحيض وتسعا من أصل 13 مركزا لتوزيع المياه في معسكر زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، ما يرفع من مخاطر تفشي الكوليرا وأمراض أخرى في منطقة تواجه أصلا مستويات شديدة من سوء التغذية.

فاقمت الفيضانات التى تعرضت لها ولايات سودانية من معاناة النازحين السودانيين الفارين من المعارك ممن يقطنون مراكز ومخيمات الإيواء، وقد أعلنت وزارة الصحة الاتحادية السودانية ، وفاة 12 شخصاً جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت بعدد من ولايات  الشرق خلال الساعات الماضية.

وبحسب صحيفة تريبون سودان، غمرت أمطار غزيرة، خيام النازحين في ثلاث من دور الإيواء بمدينة كسلا والتي تستضيف عشرات الآلاف من المشردين بسبب الحرب، وارتفعت أعدادهم خلال الشهر الفائت بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق واسعة في ولاية سنار.

 

وعقد مركز عمليات الطوارئ الصحية اجتماعاً طارئاً للتداول حول كارثة الأمطار والسيول في ولايتي كسلا والقضارف، برئاسة وزير الصحة السودانى هيثم محمد إبراهيم، بحضور مكتب منظمة الصحة العالمية بالسودان، شبل صبحاني، بالإضافة إلى عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في القطاع الصحي.

 

وقال وزير الصحة الاتحادي السودانى هيثم محمد إبراهيم في تصريح صحفي عقب الاجتماع إنه تم تسجيل 12 حالة وفاة.

وأشار إلى أن الاجتماع استعرض الأوضاع الصحية بالولايات المتضررة من السيول والأمطار، وهي كسلا، القضارف، ووقف على الاستعداد لمجابهة الأمراض الوبائية وتوفير المعينات المرتبطة بالأنشطة المنقذة لاحتوائها، كما وقف على أوضاع دور الإيواء.

ونوه إلى أن الاجتماع أكد على ضرورة التنسيق الجيد بين الصحة والوزارات ذات الصلة والمنظمات، والعمل على مكافحة نواقل الأمراض.

ووجه برصد الإمكانيات المتاحة بالولايات من أدوية ومعينات والتنسيق لإرسالها إلى الولايات المتضررة.

من جانبها كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، عن وفيات بين النازحين بسبب لدغات الثعابين والصعقات الكهربائية، فيما يبكي الأطفال من الجوع في مراكز الإيواء بمدينة كسلا شرقي السودان.

وغمرت مياه الأمطار، ليل الخميس وصباح الجمعة الماضية، خيام إيواء النازحين، وسط انتقادات حادة لحكومة ولاية كسلا لاختيارها منطقة منخفضة للإيواء.وعمل ناشطون على شفط المياه وتقديم العون الطبي والإنساني للمتضررين.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين، في بيان إن النازحين في كسلا يعيشون تحت خيام متهالكة ومحاطين بالمياه من كل جانب، وأطفالهم يبكون من الجوع.

وأضافت: فاقم الوضع بشكل مأساوي، حيث توفي طفلان نتيجة صعقات كهربائية، كما توجد وفيات بسبب لدغات الثعابين وأسباب أخرى مجهولة.

وأشارت اللجنة إلى أن مياه الأمطار غمرت مناطق الإيواء، ما أدى إلى تدمير الخيام والمأوى الهش الذي يحتمي به النازحون الذين يعانون من نقص الغذاء وانتشار الأمراض نتيجة الظروف الصحية المتردية.

وتستضيف ولاية كسلا 252 ألف لاجئ، من مجموع 10.7 مليون نازح شردهم النزاع القائم من منازلهم ومواقعهم.
وأطلقت اللجنة نداء استغاثة إلى المنظمات للتدخل الفوري لإنقاذ حياة النازحين وتخفيف معاناتهم والعمل على توفير حلول دائمة ومستدامة لهم.

وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل 2023، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 10 ملايين شخص بين نازح ومشرد، بينهم مليونا شخص فروا عبر الحدود، وفقا للأمم المتحدة.