مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ليبيا.. بدء جلسة انتخاب رئيس مجلس الدولة

نشر
الأمصار

انطلقت جلسة المجلس الأعلى في ليبيا اليوم الثلاثاء لانتخاب هيئة رئاسة المجلس.

وترشح ثلاثة شخصيات لرئاسة المجلس هم رئيس المجلس الحالي محمد تكالة، والرئيس السابق خالد المشري، بالإضافة إلى عادل كرموس.

وفي السابع من أغسطس 2023، فاز محمد تكالة برئاسة المجلس الأعلى للدولة بعد حصوله على 67 صوتا في جولة الإعادة مع منافسه الرئيس السابق للمجلس خالد المشري الذي حصل على 62 صوتا.

وتولى المشري رئاسة المجلس لخمس سنوات منذ أبريل 2018 إلى أغسطس 2023، ما يطرح تساؤلات حول فرصه للعودة مرة أخرى لرئاسة الجسم الذي يمثل طرفًا في العملية السياسية.

وتنظم انتخابات هذا العام وسط حالة من الترقب عما ستسفر عنه النتائج نظرا لانعكاساتها المباشرة على الحالة السياسية للبلاد، حيث تشير اتجاهات التصويت إلى أن المنافسة ستنحصر بين محمد تكالة وخالد المشري.

ومن المتوقع أن تكون نتائج هذه الانتخابات حاسمة ومؤثرة في مستقبل العملية السياسية في ليبيا، خاصة فيما يتعلّق بمصير حكومة عبد الحميد الدبيبة، حيث يدعم محمد تكالة بقاءها ويعارض سياسات البرلمان خاصة فيما يتعلّق بالقوانين الانتخابية التي أقرتها لجنة 6+6، والميزانية العامة التي صادق عليها قبل أسابيع، بينما يدعم خالد المشري خارطة طريق مشتركة مع البرلمان تقوم على إجراء الانتخابات بعد إقرار قوانينها التي أعدتها لجنة 6+6، كما يبدي مرونة اتجاه تشكيل حكومة جديدة.

وعلى صعيد اخر، صرح وزير الخارجية الجزائري «أحمد عطاف»، بأن طول أمد الأزمة الليبية يرتبط بتزايد وتعاظم وتعقد التدخلات الخارجية في شؤون هذا البلد، مُؤكدًا أن الحل هو «إنهاء هذه التدخلات»، حسبما أفادت وسائل إعلام جزائرية، اليوم الثلاثاء.

عطاف يتحدث عن الأزمة الليبية

وقال عطاف خلال استقباله رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في دولة ليبيا بالنيابة ستيفاني خوري: "نلحظ بكل أسف أن الأزمة الليبية تخطت عامها الثالث عشر، وطول أمدها يرتبط تمام الارتباط وفي المقام الأول بتزايد وتعاظم وتعقد التدخلات الخارجية في شؤون هذا البلد الشقيق".

وأضاف أن "مفتاح حل الأزمة الليبية يكمن أساسا في استبعاد وإنهاء هذه التدخلات بجميع أشكالها ومضامينها ومآربها السياسية والعسكرية والأمنية".

وأكد أن "الجزائر تُجدد دعوتها ومطالبتها لجميع الأطراف الأجنبية برفع أياديها على الشأن الليبي وبوضع حد للسياسات والممارسات والتصرفات التي تُغذي الانقسام وتزرع الفرقة وتُعمق الهُوة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الموحّدة".

وشدد عطاف على أنه "بقدر ما يمكننا رؤية التصادمات والصراعات والتجاذبات التي تُرافق ظاهرة التدخلات الأجنبية، فإننا لا نرى البتة ما يمكن أن يفسر أو يعلّل أو يبرّر الانقسامات والخلافات بين أبناء الوطن الواحد".

الجهود الأممية الرامية لإنهاء الأزمة في ليبيا

وأبرز وزير الخارجية الجزائري في هذا السياق، المعوّقات التي لا تزال تطال الجهود الأممية الرامية لإنهاء الأزمة في ليبيا، مشيرا إلى أن "التأجيل المتكرر للاستحقاق الانتخابي وما تلاه من مستجدات مقلقة في ظل عودة الانقسام المؤسساتي وتزايد مخاطر التّصادم بين الأشقاء كلُّها تطورات يجب أن تستوقفنا لتحديد مواطنِ الخلل في جهودنا الجماعية".

وفي هذا الصدد، عدد عطاف أربع أولويات ينبغي التركيز عليها في المرحلة الراهنة، والمتمثلة في "تفادي تحويل الاستحقاق الانتخابي في ليبيا إلى غاية بحد ذاتها"، فضلا عن "أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والعمل على تثبيته، ولابد من مضاعفة الجهود للحفاظ عليه وتفعيل جميع أركانه تفادياً لأي انزلاقات أو انفلاتات غير محمودة العواقب".

كما أكد على أنه "يجب عدم التخلي عن مشروع المصالحة الوطنية الليبية، فبالرغم من كل الصعوبات التي اعترضت سبيل هذا المشروع إلا أنه يبقى يكتسي في نظرنا أهمية بالغة كوْنه سيساهم لا محالة في بلورة أرضية جامعة وموَحدة لجميع بنات وأبناء ليبيا".

وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في ظل وجود حكومتين في البلاد، واحدة في الشرق مكلفة من البرلمان وأخرى في الغرب وهي منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، إذ ترفض الحكومة في طرابلس غربي البلاد، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.

وكان من المقرر أن تُجرى أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، في 24 ديسمبر 2021، لكن خلافات سياسية بين مختلف أطراف الأزمة الليبية، فضلا عن خلافات حول قانون الانتخابات، حالت دون إجرائها.