معاناة فاقت كل الحدود
رئيس هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية الأهلية يكشف للأمصار أزمة المساعدات بغزة
يعيش قطاع غزة حالة مأسوية، منذ اندلاع الحرب بين الجانب الإسرائيلي وحركات المقاومة الإسلامية في قطاع غزة .
حيث أدت الهجمات البربرية الوحشية لجيش الاحتلال إلى مقتل آلاف المواطنين الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال، فضلاً عن تدمير كافة البنية التحتية داخل القطاع .
وتسببت الحرب في حدوث كارثة إنسانية في قطاع غزة، حيث أبدت الأمم المتحدة قلقها من خطر المجاعة.
وخلال تلك الأزمة برز دور المنظمات الخيرية والتنموية في التغلب على تلك الأوضاع، لكن في النهاية المطاف تعاني أيضا تلك المنظمات من قلة المساعدات ، ويكشف رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية “ الدكتور حازم عوني الصوارني” للامصار أزمة المساعدات بالقطاع .
كيف بدأت هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية عملها؟
جاءت فكرة انشاء هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية، من ادراكنا بحجم القصور في الجانب الإغاثي والخدمي في قطاع غزة برغم وجود كم هائل من المنظمات والمؤسسات، فقد ارتأينا ضرورة وجود منظمة موجهة تقدم خدمات اغاثية ذات طابع تنموي مستدام مبني على حقوق الانسان، و تسعى الهيئة من خلال مشاريع التنمية والخدمات الأساسية لتلبية الاحتياجات الملحة للفلسطينيين في قطاع غزة، وتتطلع الهيئة إلى دعم الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين، من خلال المنسقين الاقليميين للهيئة والمقيمين في كافة اقطار العالم العربي والاوروبي.
ما هي أعمال المنظمة فيما قبل الحرب؟
كانت تعمل الهيئة في عدة برامج وهي:
برنامج التدريب والتأهيل للطلبة الجامعيين والخريجين وتأهيلهم للانخراط في سوق العمل.
برنامج الاغاثي السريع والموسمي، من خلال تقديم مشاريع وحملات إنسانية إغاثية سريعة في ظل الحروب والكوارث الطبيعية مثل تقديم المساعدات الغذائية، المساعدات النقدية، توفير المأوي، وجبات طعام، وغيرها، وكذلك تنفيذ مشاريع موسمية مثل حملات شهر رمضان المبارك، حملات توزيع لحوم الأضاحي وتوزيع الكسوة الشتوية والأغطية، بالإضافة الى توفير الحقائب والزي والقرطاسية المدرسية، وغيرها من الحملات الموسمية.
بالإضافة الى مشاريع ترميم منازل ترميم المنازل، وتقديم مشاريع طبية مثل تويد سيارات إسعاف، وأدوية وغيرها.
هل هناك تنسيق بينكم وبين المؤسسات الأخرى؟
بالطبع يوجد تنسيق بيننا وبين المؤسسات، ويتنوع أوجه التنسيق بعدة أنواع:
- شراكة مع مؤسسات في توزيع المساعدات من خلال تبادل قواعد البيانات لمنع الازدواجية في التوزيع.
- تعاون مع مؤسسات داعمة تتبنى بعض الحملات التي تقوم بتنفيذها الهيئة.
- تعاون مع مؤسسات في تنفيذ بعض المشاريع مثل ورش العمل، التدريب، وغيرها.
كيف تتم عمليات المساعدة ؟
تتم عمليات المساعدة من خلال لجنة من الجهاز التنفيذي يرأسها رئيس مجلس الإدارة وبمشاريع أمين السر وأمين الصندوق، تقوم اللجنة بتحديد الأسر المستفادة من قواعد بيانات الهيئة، وتتم عملية التوزيع بمراقبة وإشراف رئيس الهيئة، ويتم توثيق التوزيع من خلال توقيع المستفيدين وكذلك التوثيق الإعلامي.
على اي اساس يتم توزيع الكم بين النازحين ؟
يتم التوزيع حسب ما يتوفر من مساعدات ويتم اختيار مخيمات النزوح على أساس أقل المخيمات التي تصله المساعدات والأكثر احتياجا .
كيف يعود القطاع كما السابق ؟
قطاع غزة يعيش أسوأ كارثة إنسانية يعيشه حاليا، وبالتالي برأينا القطاع يعود للسابق في حال قام الاحتلال بأزالة القيود المفروضة عليه، من خلال السماح بإدخال المساعدات بشكل كامل، ورفع الحصار، والأعمار بدون قيود. هذا بالطبع في حال تم انهاء الحرب ورفع الحصار نتوقع أن يعود القطاع كالسابق (قبل 7 أكتوبر) في غضون 5 سنوات على الأقل.
الأوضاع الحالية في القطاع ؟
الأوضاع الحالية في القطاع كارثية كل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، بل الحياة أصبحت مهددة في القطاع، يعاني القطاع من سوء التغذية، عدم توفر المأوى المناسب، انتشار الأمراض بشكل خطير، والأخطر وحسب توقعات خبراء الصحة، يتوقعون بانتشار أمراض خطيرة وقاتلة تنتظر القطاع منها الكوليرا، شلل الأطفال (تم تسجيل حالات بالفعل)، أمراض جلدية، انتشار السرطان وغيرها من الأمراض القاتلة.
نحن نتحدث عن أمور حياتية، ولا نتحدث عن ضياع التعليم لدى الأطفال وطلبة الجامعات وطلبة التوجيهي.
ما هو الحال بالنسبة للكم المتواجد المساعدات ؟
حاليا المساعدات شحيحة في قطاع غزة نتيجة لاغلاق المعابر لأكثر من 3 شهور ونصف، ونقوم بجهود ذاتية بشراء المساعدات وتوزيعها على الأسر المنكوبة والنازحة.
ما الكم الذي يحتاجه القطاع من المساعدات يوميا ؟
يحتاج قطاع غزة الى مساعدات عاجلة وذلك على النحو الأتي:
- مساعدات غذائية أساسية (سكر، ارز، بقوليات، زيت طهي، أجبان، معلبات وغيرها).
- مساعدات صحية، حيث أن المواد الصحية أصبحت معدومة في القطاع وعدم توفرها أدت الى انتشار الأمراض.
- مساعدات ملابس وأحذية.
- مساعدات نقدية.
- لحوم طازجة.
- خطار طازجة.
- إيواء (خيم، حمامات).
وفي النهاية نؤكد بأن قطاع غزة يعاني بالفعل كارثة إنسانية، يحتاج الى تظافر الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، نحن في هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية لدينا طاقم يعمل على مدار الساعة، وهو فريق يستطيع العمل في جميع الظروف، نحتاج الى زيادة الدعم لإغاثة أهلنا في قطاع غزة، نأمل أن يحفظ شعبنا الفلسطيني ويسكن آلامه في الطريق الى الحرية والاستقلال.