مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تبحث 4 قضايا.. مشاورات جدة تناقش أجندة محادثات جنيف بشأن السودان

نشر
الأمصار

بدأت مشاورات تمهيدية بين حكومة السودان والولايات المتحدة في جدة بالمملكة العربية السعودية تأتي المشاورات قبل المباحثات المقررة لوقف إطلاق النار في جنيف.

أكدت مصادر دبلوماسية، أن المفاوضات بين وفد حكومة السودان ونظيره الأمريكي قد انطلقت يوم السبت في مدينة جدة.

وفقًا للمصادر، سيقوم الوفد السوداني بمناقشة أربع قضايا مع الجانب الأمريكي، بناءً على التفويض الممنوح له، تتعلق بضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقًا في منبر جدة، وأجندة المفاوضات المرتقبة في جنيف، والدول التي تراقب المفاوضات، والدول التي ستراقب الاتفاق حال اكتماله.

يحتوي الوفد الحكومي في مدينة جدة على عدد من أعضاء وفد الجيش السوداني المشارك في مفاوضات جدة، بالإضافة إلى سفير السودان في الرياض، دفع الله الحاج.

وصلت وفود من السودان والولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية يوم الجمعة، لعقد مشاورات تمهيدية حول دعوة واشنطن للأطراف المتنازعة في السودان للاجتماع من أجل إجراء محادثات سلام في جنيف هذا الأسبوع.

محادثات جنيف

واستضافت جنيف في النصف الثاني من يوليو الماضي، محادثات غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة بين طرفي النزاع، تهدف إلى تعزيز المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وذلك بعد 16 شهرًا من القتال العنيف بين الجيش السوداني النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين، وأدى إلى أزمة إنسانية فادحة وتنبيهات من خطر المجاعة.

وفقًا للتقارير المحلية في السودان، ستكون محادثات جنيف المرتقبة، التي وافقت عليها قوات الدعم السريع بسرعة، بينما دعا الجيش السوداني إلى “استمرار المناقشات”، أولى المحاولات الكبيرة منذ عدة أشهر للتوسط بين طرفي الصراع في السودان.

يشارك في مشاورات جنيف كل من المملكة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة كمراقبين، وفق ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في نهاية الشهر الماضي.

قال أنتوني بلينكن حينها إن واشنطن تسعى لوضع حد للنزاع في السودان، ودعت الأطراف المعنية في الصراع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار التي ستبدأ في 14 أغسطس في سويسرا.

بين بلينكن، أن الغرض من المناقشات هو الوصول إلى وقف شامل للعنف في جميع أنحاء البلاد، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها، بالإضافة إلى إقامة آلية فعالة للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.

وقال وزير المعادن في السودان محمد بشير أبو نمو، الذي يقود الوفد الحكومي في محادثات جدة، في بيان على فيسبوك مساء الجمعة، إن المشاورات في جدة ستتناول “الجرائم والانتهاكات” التي قامت بها قوات الدعم السريع ضد الشعب السوداني، بينما يظل المجتمع الدولي صامتاً إزاء الحرب الأهلية في السودان.

في نفس السياق، أفادت صحيفة سودان تربيون نقلاً عن مصادر لم تذكرها، أن الوفد الحكومي المتواجد في جدة قد حصل على التفويض لبحث أجندة محادثات جنيف والدول التي ستقوم بمراقبتها.

وبحسب تلك المصادر، فإن الحكومة “لم توافق على الاقتراح الأمريكي الذي يتضمن وجود الإمارات كدولة مراقبة”.

وتتّهم حكومة السودان دولة الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة وأشكال أخرى من الدعم، وهو ما تنفيه الإمارات.

في تصريحات لصحيفة “العرب” اللندنية، أكد الخبير الاستراتيجي المرتبط بالجيش السوداني، اللواء أمين إسماعيل مجذوب، أن اجتماع جدة تم بناءً على طلب من الحكومة السودانية إلى الإدارة الأمريكية، وذلك لوضع جدول أعمال التفاوض في جنيف، والتوافق على تشكيل الوفود، ومن ثم تحديد الوفد الحكومي المشارك في الاجتماعات.

وقال: “ستعمل الاجتماعات على اقتراح ربط مخرجات منبر جدة بما سيتم مناقشته في أي مفاوضات جديدة، لذا فإن هناك دلالة على أهمية عقد الجلسات في المدينة السعودية لتأكيد ضرورة مراعاة التفاهمات السابقة التي تم التوصل إليها”.

وأضاف: “أن اجتماع جدة يضع الأساس لثقة ضرورية قبل بدء مفاوضات جنيف، ويساهم في تحديد تفاصيل جدول النقاشات بشكل واضح وبتوافق”.

أكد مجذوب أن الذهاب إلى جنيف سيكون مرتبطًا بما تم التوصل إليه من إعلانات سابقة في جدة، مضيفًا أنه إذا لم يكن هناك توافق على انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المدنية، فقد يتم تعليق أو تأجيل اجتماعات جنيف إلى وقت لاحق. وأشار إلى أن الوفد الحكومي يرحب بالآراء الأمريكية التي يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب.

حرب السودان

انزلق السودان إلى الصراع في منتصف أبريل 2023 عندما اندلعت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.

أدت الحرب إلى وفاة أكثر من 40 ألف شخص، وجعلت أكثر من 10 ملايين آخرين يتركون منازلهم، في ما اعتبرته الأمم المتحدة أسوأ أزمة للنازحين على مستوى العالم.