تصاعد الأوضاع بين إسرائيل وإيران.. هل ينذر بحرب عالمية جديدة؟
تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا ملحوظًا في التوترات بين إسرائيل من جهة، وإيران وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، ما يهدد بإشعال صراع إقليمي واسع النطاق.
في الأيام الأخيرة، كثفت جماعة حزب الله اللبنانية هجماتها على شمال إسرائيل باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، مؤكدة أن الرد على اغتيال أحد قيادييها لم يأت بعد.
و تأتي هذه الهجمات في وقت تحتدم فيه التوترات بين إسرائيل وحزب الله، مما يزيد من احتمالية تصاعد الصراع.
في سياق متصل، شهد الأسبوع الماضي مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في هجوم جوي بالعاصمة الإيرانية طهران، وهو حادث لم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عنه. ومع ذلك، يُعتقد أن هذا الحادث قد يعمّق الأزمة القائمة بين إسرائيل وإيران.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، زادت حدة التوترات بين إسرائيل وإيران بعد أن شنت الأخيرة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، في ردّ على ما وصفته إيران باستهداف قنصليتها في دمشق.
كما يُعتقد أن إسرائيل نفذت هجومًا بطائرة مسيرة على هدف عسكري في إيران.
ورغم أن الهجمات الإيرانية لم تسفر عن إصابات بالغة في إسرائيل، إلا أن إطلاق أكثر من 300 صاروخ نحو الدولة العبرية أظهر بشكل واضح قدرة إيران على تنفيذ ضربات بعيدة المدى، مما يرفع مستوى التهديدات المتبادلة.
بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن إسرائيل تنفق على الدفاع أكثر مما تنفقه إيران، حيث بلغت ميزانية الدفاع الإسرائيلية حوالي 19 مليار دولار في عامي 2022 و2023، مقارنة بـ 7.4 مليار دولار لإيران، هذه الفجوة في الإنفاق تعطي إسرائيل قوة كبيرة في حال اندلاع صراع عسكري.
ومع ذلك، فإن المعهد يشير إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على نظام القبة الحديدية في التصدي لهجمات الصواريخ، بينما تمتلك إيران قائمة موسعة من الأهداف المحتملة التي قد تكون صعبة على إسرائيل تأمينها بالكامل.
ويشير نيكولاس مارش من معهد أوسلو لأبحاث السلام إلى أن إسرائيل بحاجة إلى حساب دقيق لقدرتها على اعتراض القذائف قبل أن تصيب أهدافًا على الأرض.
في ظل هذه الظروف المتوترة، تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة، بما في ذلك احتمالية اندلاع حرب شاملة قد تشمل أطرافًا أخرى في المنطقة، وتؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.
لماذا هدد نصر الله مدينة حيفا؟
تُحضر إسرائيل، من الناحية العسكرية والمدنية، للتعامل مع ضربة محتملة، من قبل إيران أو حزب الله اللبناني، أو كليهما، رداً على اغتيال الجيش الإسرائيلي القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر، وما تُتَهَم به السلطات الإسرائيلية كذلك، من اغتيال لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران.
ونشرت إسرائيل مزيداً من منظومات الدفاع الجوي، ورفعت حالة تأهب قواتها لأقصى درجاتها، كما تلقت بلديات المدن توصيات، بأن تقدم للسكان معلومات وتعليمات، بشأن مواقع أماكن الحماية العامة، وأماكن توزيع المياه في حالات الطوارئ.
وفي مدينة حيفا على سبيل المثال، أُعد مرآب سيارات في أحد أبرز المشافي، ليكون مشفىً ميدانياً مخصصاً لحالات الطوارئ، من أجل تقديم خدمات الإسعاف للمصابين، حال تعرض المدينة لهجوم.
ويشكل ذلك جزءاً من تحضيرات بلدية حيفا، للضربة المحتملة، التي لا تعلم إسرائيل طبيعتها، ولم تحدد بالتبعية هل سترد عليها وكيف، وما إذا كان أي رد مضاد على الرد المتوقع، سيزيد من احتمالية التوجه إلى تصعيد أكبر، من عدمه.
دخان يتصاعد بعد هجوم شنه حزب الله في السادس من أغسطس/آب على ما قيل إنها قاعدة عسكرية تقع بين مدينتي عكا ونهاريا
العبارة أعلاه، يرددها كثير من سكان تلك المدينة، التي يقطنها 300 ألف إسرائيلي تقريباً، من بينهم 12 في المئة من السكان عرب إسرائيليون.
وفي وقت سابق، أكد يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي، أنه يأمل ألا توسع إيران وحزب الله الحرب، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ “الجزيرة”.
بيان من وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت
وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن القوات الإسرائيلية على أتم الاستعداد للدفاع والهجوم وجاهزون للتحرك بسرعة، وذلك بعد الإعلان أو وجود أنباء عن تهديدات من إيران بحدوث ضربة خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال جالانت: "إذا هاجمنا العدو فسيدفع ثمنا باهظا ومستعدون للتحرك بسرعة للهجوم".
وجه وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف جالانت، انتقادًا حادًا إلى رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بسبب الشروط التي وضعها بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام عبرية.
وقال جالانت لنتنياهو: «لكل الأسباب الأخلاقية والاستراتيجية، أعتقد أنه يجب النظر إلى الصفقة على أنها فرصة، لن يكون هناك اتفاق بالشروط التي دخلت فيها وأنت تعلم ذلك».
وأضاف جالانت خلال لقاء نتنياهو برؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل: «لا يوجد سبب أمني لتأخير الصفقة، وأقول لكم إنكم تضعون اعتبارات ليست في مصلحة الأمر».
«كتائب القسام» تُعلن مسؤوليتها عن تصفية الإسرائيلي أمنون مختار
أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل المستوطن الإسرائيلي «أمنون مختار» في يونيو الماضي، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.
جاء ذلك في بيان «للقسام» نعت فيه مجموعة من مقاتليها الذين قتلوا صباح يوم السبت جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية لمركبتهم في طولكرم.
وقال البيان: «بأسمى آيات العزة والإباء والثقة بنصر الله القريب، تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى أبناء شعبنا العظيم وجماهير أمتنا العربية والإسلامية ثلة من فرسانها الميامين، القائد هيثم نور الدين بليدي (من مخيم طولكرم)، والشهيد جمال إبراهيم أبو هنية (من مدينة قلقيلية) والشهيد علي خليل أبو بكر (من مدينة قلقيلية) والشهيد أحمد إبراهيم محاجنة (من مخيم نور شمس)».
وأضاف البيان: «ارتقوا صباح اليوم السبت 3 أغسطس 2024 إثر عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات الغدر الصهيونية على مركبة كانوا يستقلونها بين قريتي عتيل وزيتا بمحافظة طولكرم، برفقة أخيهم الشهيد القائد في سرايا القدس عبد الجبار فهد صباغ».