مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

كورسك تثير الجدل.. ماذا بعد سيطرة أوكرانيا على 32 بلدة روسية؟

نشر
الأمصار

أعلن حاكم منطقة كورسك الروسية بالوكالة أليكسي سميرنوف الاثنين أن القوات الأوكرانية التي بدأت في السادس من أغسطس توغلا مسلحا في المنطقة الحدودية المذكورة سيطرت على 28 بلدة فيها.

مدينة كورسك

وتعد كورسك هي إحدى مدن روسيا في الكيان الفدرالي الروسي كورسك أوبلاست. تقع مدينة كورسك على ضفاف نهر سييم ورافده توسكار وهي محور كبير لخطوط النقل البرية، تبلغ مساحتها حوالي 190 كيلومتر مربع وعدد نفوسها أكثر من 440 الف نسمة وتبعد عن العاصمة موسكو مسافة 536 كم.


تفيد الحفريات الاثرية بانه في المكان الذي تقع عليه مدينة كورسك الحالية قامت فيما مضى بلدة كبيرة قبل القرن الثامن. وقد جاء ذكر كورسك في السجلات التاريخية لأول مرة عام 1032 بعد ان ضم ياروسلاف الحكيم الجانب الايسر من النهر إلى سلطته، حيث يشار فيها إلى ان كورسك مدينة كبيرة فيها تجارة متطورة ويقطنها عدد كبير من البشر. في عام 1095 تأسست امارة كورسك التي استمرت حتى القرن الـ 13 .

وتوجد في المدينة مجموعة من مؤسسات الإنتاج الصناعي في مجال الطاقة وبناء الماكينات والصناعات الكيميائية وكيمياء النفط إضافة إلى الصناعات الغذائية والصناعات الخفيفة. ومن أهم المنتجات الصناعية مولدات ثابتة ومتنقلة لانتاج الطاقة الكهربائية والاجهزة الالكترونية للطائرات واجهزة الحماية الالكترونية والبطاريات والالياف التركيبية والسيور الناقلة وكذلك الانسجة الصناعية والادوية وغيرها.

عرض 40 كيلومترا

وأبلغ سميرنوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر عبر الفيديو أن العملية الأوكرانية التي يحاول الجيش الروسي صدها منذ 6 ايام، تمتد في منطقة بعمق 12 كيلومترا وعرض 40 كيلومترا.
وأضاف سميرنوف أن "عدد القتلى المدنيين 12، عدد الجرحى 121 بينهم 10 أطفال".

وكشف الحاكم أن نحو 121 ألف شخص تم إجلاؤهم من المنطقة الحدودية مع أوكرانيا بسبب التوغل المسلح لقوات كييف فيها.


وقالت وكالة سبوتنيك، نقلا عن سميرنوف، أن لواء "روسيت" تعرض لإطلاق نار بقذائف تحمل أسلحة كيميائية في منطقة بيلوفسكي بمقاطعة كورسك.

 من ناحيته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، إن أوكرانيا تحاول تقويض استقرار روسيا بتوغلها في منطقة بجنوب البلاد لكنها لن تنجح.

وأضاف في اجتماع بثه التلفزيون مع مسؤولين كبار وحكام محليين "الخسائر التي تتكبدها القوات الأوكرانية تتزايد بشدة، بما في ذلك أغلب الوحدات الجاهزة للقتال.. وحدات ينقلها العدو لحدودنا".

وتابع قائلا "العدو سيتلقى دون شك ردا مناسبا وكل الأهداف التي نحن بصددها ستتحقق بالتأكيد".

الأهداف الآوكرانية

أخذت الحرب في أوكرانيا منعرجا خطيرا بعد توغل القوات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، وبالتحديد في عمق منطقة كورسك الحدودية الأسبوع الماضي في 6 آب/أغسطس.

الهدف من ذلك وفق مسؤولين أوكرانيين "زعزعة استقرار موسكو ونقل الحرب إلى الأراضي الروسية". فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "روسيا جلبت الحرب إلى أوكرانيا. وعليها أن تشعر بما قامت به".

لكن يبدو أن اشعار روسيا بالحرب التي جلبتها إلى أوكرانيا ليس الدافع الوحيد الذي جعل زيلينسكي يأمر قواته بالتوغل داخل الأراضي الروسية رغم الأخطار الكبيرة التي قد تترتب من هذا الهجوم على كييف.

أرادت أوكرانيا أن تبعث رسالة لداعميها الغربيين تقول لهم فيها بأنها لا تزال تحافظ على قوتها الهجومية، وبالتالي تحتاج إلى مساعدات عسكرية ومالية أكثر لمواصلة الحرب والفوز بها.

القوات العسكرية الاستخباراتية الأوكرانية رصدت قلة تواجد وتموضع القوات الروسية في هذه المنطقة، فلهذا السبب قامت بمباغتتها ولا تزال تتقدم إلى درجة أنها سيطرت على مساحات كبيرة، إن هذه العملية كانت ناجحة لأن القوات الأوكرانية تمكنت من الدخول إلى الأراضي الروسية وبالتالي أزالت شبح الخوف من القوة الروسية، وإذا زودت أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة النوعية فهي تستطيع لوحدها بدون جنود الناتو أن تحقق نتائج أكثر.