مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

المنظمات الدولية تحذر: النزوح والمجاعة والهجرة أزمات تفتك بالسودان

نشر
الأمصار

في ظل الحرب الطاحنة التي تأكل الأخضر واليابس في السودان والتي لا تأخذ الحيز الكافي من الاهتمام الدولي في ظل تفجر الأوضاع في باقي الإقليم الذي تتكدس فيه الحروب والمشكلات، وفي ظل الدعوة إلى عقد مفاوضات لإحلال السلام في هذا البلد الشقيق والتي قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو أنها ستمضي قدمًا هذا الأسبوع؛ تدق المنظمات الدولية ناقوس الخطر على المشكلات الجانبية للحرب مثل النزوح والمجاعة والهجرة وتصفها بأنها أزمة إهمال ووصلت إلى طريق اللاعودة.

فمن جانبه، وصف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، الأزمة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في السودان بأنها "أزمة إهمال"، وقال: إنه من خلال غض الطرف عن السودان وتجاهل المعاناة الهائلة هناك، تواصل الأطراف المتحاربة والمجتمع الدولي سابقة خطيرة من عدم الاكتراث العالمي تجاه الأطفال.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد المتحدث باسم اليونيسف، بأن خمسة ملايين طفل أجبروا على الفرار من منازلهم بمعدل مذهل يبلغ 10 آلاف طفل نازح في كل يوم، مما يجعل السودان يمثل أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث اضطر بعضهم للنزوح أكثر من مرة.

وأشار "إلدر" إلى الإعلان عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور، مشددا على أنه " دون اتخاذ أي إجراء، قد يموت عشرات الآلاف من الأطفال السودانيين خلال الأشهر المقبلة"، وأضاف: "أن الأمراض هي خوفنا الأكبر، وإذا تفشت الحصبة أو الإسهال أو التهابات الجهاز التنفسي - مع الأخذ في الاعتبار الظروف المعيشية الحالية، وهطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، تساعد بنشر الأمراض كالنار في الهشيم - فإن التوقعات المفزعة للأطفال في السودان سوف تتفاقم بشكل كبير".

ولفت إلى أن أطفال السودان وعائلاتهم يحتاجون بشكل عاجل إلى وصول إنساني آمن ودون عوائق باستخدام جميع الطرق، عبر خطوط الصراع، واحترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وزيادة هائلة في تمويل المانحين، ووقف فوري لإطلاق النار.

من جانبه، أكد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، "محمد رفعت"، أن الصراع في السودان "وحشي بشكل مروع"، واتسم بالاستهداف العرقي للمدنيين والمذابح المفزعة.

وأشار إلى أن الشعب السوداني يواجه أزمة تلو الأخرى، ولا نهاية تلوح في الأفق، كل يوم - ويبدو الأمر وكأنه كل ساعة تقريبا - يزداد الوضع سوءا في السودان، وأكد بأن واحدا من كل خمسة أشخاص صار نازحا داخليا، وأن أكثر من نصف هؤلاء من الأطفال.

كما نبه إلى أنه في السودان، لا يوجد منتصرون في هذه الحرب، وأنه يوميا يتحمل الشعب السوداني وطأة هذا الصراع، حيث "يتم اقتلاع الأسر من جذورها؛ وتُحطَم مجتمعات بأكملها .. وحولت مياه الفيضانات المنازل إلى أنقاض، وحول العنف الأحياء إلى مقابر".

كما أشار المسؤول الأممي كذلك إلى الجوع الذي وصل إلى مستويات كارثية، حيث يعيش جميع النازحين تقريبا في جميع أنحاء السودان أي نحو 97 % منهم، في مناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد أو ما هو أسوأ.

وأكد "محمد رفعت"، بأنه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، من المتوقع أن يواجه ما يقدر بنحو 25.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الشديد مع انتشار الصراع واستنفاد آليات التكيف، وقال إن مزيج انعدام الأمن الغذائي والنزوح المستمر، من المرجح أن يؤدي إلى مزيد من التنقل عبر الحدود، مضيفا أن 84 % من اللاجئين السودانيين في تشاد قالوا إن انعدام الأمن الغذائي كان السبب الرئيسي لتنقلهم.

وأشار المسؤول الأممي إلى تأثير الفيضانات والأمطار الغزيرة التي تسبب المزيد من المعاناة للمجتمعات الضعيفة بالفعل بسبب الصراع المستمر، حيث تأثر أكثر من 73 ألف شخص في 11 ولاية من ولايات السودان الـ 18 منذ يونيو الماضي، لافتا إلى أن القيود المفروضة على الوصول الإنساني، حدت بشدة من قدرة منظمات الإغاثة على توسيع نطاق عملها وإنقاذ الأرواح، وخاصة خلال موسم الأمطار الحالي.

وحذر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان من غياب استجابة عالمية فورية وواسعة النطاق ومنسقة لمواجهة الأزمة فى السودان، وقال"يتعين علينا معا أن نضمن ألا يفقد شعب السودان الأمل، وألا يقف وحيدا في أحلك ساعاته .. كفى.. إن شعب السودان يستحق السلام".

من جهة أخرى، حذرت منظمة الهجرة الدولية من أن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى نقطة اللاعودة بصورة كارثية.

ووفقا لأخر الإحصاءات، فإن أعداد النازحين في تزايد مستمر، وصل إلى 7ر10 مليون شخص يبحثون عن مأوى داخل البلاد، والكثير منهم اضطر إلى النزوح أكثر من مرة. وجاءت الفيضانات لتفاقم من هذا الوضع وأدت لنزوح أكثر من 20 ألف شخص منذ شهر يونيو في 11 من إجمالي 18 ولاية في السودان. واجتاحت مياه الفيضانات البنية التحتية مما أعاق بصورة أكبر إيصال المساعدات الحيوية.

وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الهجرة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عثمان بلبيسي، من تفاقم هذه الظروف إذا ما تواصل الصراع ومعوقات إيصال المساعدات الإنسانية.. مضيفا أنه بدون استجابة فورية وقوية ومنسقة على المستوى الدولي، نخشى من وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص خلال الأشهر المقبلة.