مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد انتهاء مباحثات جنيف.. ماذا قدمت من أجل السودانيين؟

نشر
الأمصار

انتهت مباحثات جنيف الخاصة بوقف الحرب في السودان والتي غاب عنها الجيش السوداني، دون أن تشفي أشواق السودانيين الملحة لوقف الاقتتال واستعادة حياتهم التي تسرّبت من بين أيديهم فجر 15 أبريل من العام الماضي، مما يثير التساؤلات حول ماذا قدمت مباحث جنيف

التحالف الدولي

تركت محادثات جنيف ضوءاً خافتاً تمثَّل في الاتفاق على إيصال المساعدات الإنسانية عبر منفذين. 

كما أعلنت عن بديل أطلقت عليه «التحالف الدولي من أجل السلام وإنقاذ الأرواح في السودان»، وتركته غامضاً لم ترسم له دوراً واضحاً، أو تُحدد آليات عمله، أو ماذا سيقدِّم للسودانيين الذين دمرت الحرب حياتهم.

 

وفي بيانهم الختامي، أقر أعضاء مباحثات جنيف تشكيل تحالف لإنهاء الحرب في السودان، يضم كلاً من الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

واكتفى المؤتمرون في مباحثات جنيف بالقول إن التحالف الجديد سيعمل مع المجتمع الدولي لإقرار إجراءات أكبر لإنقاذ الأرواح والسعي لتحقيق السلام في السودان، ووضع قواعد سلوك جديدة للأطراف المتحاربة، والالتزام بمواصلة العمل على حماية المدنيين، والامتثال للالتزامات السابقة، دون توضيح كيفية التوصل لآليات تنفيذ هذه الأهداف.

ودفع تمسك الجيش السوداني وحلفائه باستمرار القتال -مواطنين وقادة سياسيين- للمطالبة بحظر الطيران في مباحثات جنيف، خصوصاً مع سقوط عدد من المدن والحاميات العسكرية في يد «قوات الدعم السريع»، واحتمالات تصعيد جديد للقتال، ما قد يترتب عليه مزيداً من الأضرار الجسيمة التي تلحق بالمدنيين.

تشغيل 4 مطارات

كشفت قوات الدعم السريع عن اتفاق مع الأمم المتحدة على تشغيل 4 مطارات في زالنجي والضعين ونيالا والجنينة لتوصيل المساعدات الإنسانية، فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها تعكف على وضع نظام مبسط للمعالجة السريعة وتسليم المساعدات الإنسانية في السودان لتخفيف معاناة أكثر من 25 مليون شخص يواجهون شبح المجاعة.

ووفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة، فقد ناقش أنطوني غوتيريتش، الأمين العام للمنظمة، الخطوة في اتصال هاتفي أجراه السبت مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.

 

 

وقال البيان: "ناقش الأمين العام للأمم المتحدة مع البرهان حركة المساعدات الإنسانية عبر أدري، وتم الاتفاق على تسهيل الإمدادات الإنسانية لدخول البلاد".

 

 

وفي ذات السياق، قال بيان رسمي صادر عن الحكومة السودانية إن البرهان أكد الالتزام بتسهيل وصول القوافل الإنسانية، مشيرا إلى موافقة الحكومة على فتح معبر أدري والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، مؤكدا الاستعداد للتعاون مع وكالات الأمم المتحدة العاملة في الحقل الإنساني والمنظمات الدولية الأخرى.

وكانت الأطراف المشاركة في اجتماعات جنيف، التي اختتمت الجمعة، قد أعلنت نجاحها في تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق وصول المساعدات الإنسانية، وقالت إنها تلقت التزامات من القوات المسلحة والدعم السريع بضمان وصول المساعدات دون عوائق.

وأكد وفد الدعم السريع المفاوض، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف الأحد، التزامه بما تم التوافق عليه في جولات التفاوض الخمس في جدة والمنامة وجنيف واستعداده للعمل على دعم الجهود الدولية.

ثلاثة معابر

تعول المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة على معبر أدري كأحد أهم المنافذ المحتملة لتسهيل وصول المساعدات.

ويعتبر المعبر واحدا من بين ثلاث معابر مهمة على الحدود الممتدة على طول أكثر من 1400 كيلومترا بين السودان وتشاد، من نقطة الالتقاء مع حدود ليبيا شمالا إلى أفريقيا الوسطى وجنوب السودان جنوبا.

ويقع معظم الشريط الحدودي الجنوبي والغربي بما في ذلك منطقة المعبر تحت سيطرة قوات الدعم السريع، لكن الحكومة السودانية تقول إن مفوضية العون الإنساني التابعة لها هي من ستقوم بإجراءات فتح المعبر وإصدار أذونات العبور.

وتتزايد أهمية المعبر أكثر في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور أكبر أقاليم السودان والبالغ تعدادهم نحو 9 ملايين نسمة، أجبر القتال أكثر من 80 في المئة منهم على النزوح إما داخليا أو إلى داخل الحدود التشادية.