مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

من فرنسا.. "ستارمر" يريد ضبط عقارب بريطانيا على ساعة أوروبا

نشر
الأمصار

يحاول رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، من فرنسا ضبط عقارب العلاقات على ساعة أوروبا، أملا في ترميم ما أفسده «البريكست».

واليوم الخميس، لقي رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، ترحيبا حارا في باريس من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وباريس هى المحطة الثانية في جولة رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، إلى العواصم الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، بعد أن زار برلين حيث التقى المستشار أولاف شولتز.

وعلى غرار ألمانيا، تعد فرنسا شريكا أمنيا رئيسيا لبريطانيا - خصوصا أن باريس ولندن تشغلان مقعدين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهما القوتان النوويتان الوحيدتان في أوروبا الغربية.

كما يقدم البلدان دعما قويا لأوكرانيا في حربها مع روسيا منذ عام 2022.

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو قضية المهاجرين الذين يعبرون قناة المانش إلى المملكة المتحدة على متن قوارب، وهى القضية التي تعاونت قوات الأمن في البلدين لسنوات لمحاولة احتوائها.

وكانت هذه القضية الهدف الأول الذي أشار إليه ستارمر في بيان أصدره قبيل زيارته إلى فرنسا، إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي.

وبلغ عدد المهاجرين الوافدين إلى بريطانيا مستوى قياسيا بالأشهر الستة الأولى من العام، وفقا للندن، حيث زاد بنسبة 18% على أساس سنوي ليصل إلى 13500 شخص.

إيمانويل ماكرون يستقبل كير ستارمر
إيمانويل ماكرون يستقبل كير ستارمر

عقبات

لكن ربما يكون الوصول إلى مستوى جديد من التعاون مع الاتحاد الأوروبي ككل أكثر صعوبة من المعاهدة التي يأمل ستارمر في إبرامها مع ألمانيا بحلول نهاية العام.

واختار الزعيم البريطاني محاورة شولتز وماكرون باعتبار أنهما يتزعمان البلدين الأكثر نفوذا في الاتحاد الأوروبي، لكنّ كليهما في وضع سياسي معقد قد يحد من تأثيرهما على إبرام اتفاقات مع بريطانيا.

ويرأس شولتز ائتلافا غير مستقر من ثلاثة أحزاب من المتوقع أن يتعرض لهزيمة في ثلاث انتخابات إقليمية الشهر المقبل، ومن غير المرجح أن يفوز في الانتخابات الوطنية العام المقبل.

ويواجه ماكرون صعوبة في اختيار مرشح لمنصب رئيس الوزراء بعد أن أسفرت الانتخابات المبكرة عن جمعية وطنية منقسمة بشدة - على عكس الأغلبية البرلمانية الواسعة التي يتمتع بها رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر.

في أول زيارة منذ توليه المنصب.. رئيس وزراء بريطانيا يصل إلى ألمانيا

وصل رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، إلى برلين في أول زيارة ثنائية له للخارج، ثم يتجه إلى باريس وتمثل الزيارة رغبته في التقرب من الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه.

ويستبعد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، الذي يشغل منصبه منذ يوليو بعد 14 عاما من السلطة المحافظة، الانضمام إلى السوق الأوروبية الموحدة أو الاتحاد الجمركي أو معاهدة حرية تنقل الأشخاص، لكنه ملتزم بإعادة تأسيس علاقة ثقة مع حلفائه الأوروبيين، ويرغب بشكل خاص في إعادة التفاوض على اتفاقية أمنية جديدة واتفاق تجاري أفضل مع الدول الـ27.

ومن المقرر أن يبحث رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، الذي سيتم استقباله اليوم الأربعاء، بمراسم عسكرية في برلين، مع نظيره الألماني أولاف شولتس، التفاوض حول اتفاق ثنائي جديد، على أساس نموذج معاهدة "لانكستر هاوس" الموقعة بين فرنسا وبريطانيا في عام 2010 حسبما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

ويتوقع الانتهاء من هذه الاتفاقية، التي تشكل "ركيزة الإصلاح الشامل لعلاقات المملكة المتحدة مع أوروبا"، وفقا لداونينج ستريت، في بداية عام 2025.

وقال داونينج ستريت، إنه ينبغي أن يساعد في تعزيز التجارة وزيادة التعاون الأمني ​​وتعزيز "العمل المشترك ضد الهجرة غير الشرعية".

وهذا الملف الأخير حساس بشكل خاص في كلا البلدين، وخاصة في أعقاب الهجمات الأخيرة بالسكاكين: فقد أثار الهجوم الذي وقع في ساوثبورت في إنجلترا في نهاية يوليو أعمال شغب عنصرية ومعادية للإسلام، بينما أدى الهجوم الذي وقع في سولينجن يوم الجمعة إلى إعادة إطلاق النقاش حول الهجرة في ألمانيا.

وبعد برلين، من المتوقع أن يصل رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، إلى باريس مساء الأربعاء، لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب البارالمبية ثم يستقبله الرئيس إيمانويل ماكرون، يوم الخميس في الإليزيه حسبما أوردت قناة "بي إف إم تي في" الإخبارية الفرنسية.

وفي نهاية يوليو، التزمت لندن وبرلين بالفعل بالتعاون بشكل أوثق في قضايا الدفاع والأمن، مع التوقيع على إعلان تم تقديمه باعتباره الأول من نوعه بين حلفاء الناتو، والذي من شأنه أن يتيح بشكل خاص تعزيز الصناعات الدفاعية في كلا البلدين.

وقال داونينج ستريت، إن الاتفاق الجديد الذي تمت مناقشته يوم الأربعاء يمثل "فرصة فريدة من نوعها لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل لإعادة تعريف علاقاتنا مع أوروبا".

ومن المتوقع أيضًا أن يناقش رئيسا الحكومتين خلال اجتماعهما الدعم العسكري لأوكرانيا، مع تعرض المملكة المتحدة وألمانيا لضغوط لمواصلة مساعدتهما لكييف.