مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مناظرة ترامب وهاريس.. الاستفزاز طوق النجاة

نشر
دونالد ترامب وكامالا
دونالد ترامب وكامالا هاريس

تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة لمتابعة المناظرة المرتقبة بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وعادة ما تلعب المناظرات دورا حاسما في تشكيل وجهة نظر الناخبين حول المرشحين الرئاسيين الأمر الذي ينعكس على نتائج الانتخابات خاصة لو شهدت المناظرات لحظات تاريخية.

وفي حين اعتمدت هاريس خلال مشوارها السياسي على تكتيك خاص يرتكز على مهاراتها المكتسبة من سنوات عملها الطويلة في المحاكم بما في ذلك كيفية استخدام ضبط النفس والتوقيت والفكاهة للتواصل مع الجماهير، فإنها تواجه انتقادات بسبب أسلوبها المفرط في الحذر وإجاباتها شديدة الإيجاز.
في المقابل فإن ترامب بارع في المناظرات وفي الاستعراض مع إظهار ثقة شديدة بالنفس، لكنه معروف أيضا بخبرته الطويلة في إزعاج المنافسين بوابل من الإهانات والمقاطعات.

وربما تكون كلمة السر في مناظرة اليوم هي الاستفزاز باعتباره سلاحا سيحرص كلا من ترامب وهاريس على إشهاره في وجه خصمه لكن الفائز هو من سينجح في استخدامه بذكاء لإحراج خصمه وإظهار نقاط ضعفه.

وإلى جانب استعدادها للأسئلة المتوقعة حول القضايا السياسية الهامة مثل الإجهاض والهجرة والاقتصاد فإن هاريس تستعد أيضا للحظات غير المتوقعة وربما التاريخية التي تمكنها من اقتناص الفوز مثلما حدث عدة مرات سابقة خلال مشوارها السياسي.

دونالد ترامب وكامالا هاريس

ومن بين اللحظات غير المتوقعة المحتملة أن يدلي ترامب بتعليقات مهينة عنها ونقلت شبكة "إن بي سي" نيوز" الإخبارية الأمريكية عن مصدر مطلع قوله إن ترامب ربما يتمتم بـ"هذه الفتاة" في إشارة إلى هاريس مشددا على ضرورة الاستعداد "لكل شئ".

واعتاد ترامب في تجمعاته الانتخابية أن يسخر من ضحكة هاريس الشهيرة والتي تعتبرها حملتها دليلا على البهجة، كما اعتاد أن يطلق عليها "الرفيقة كامالا هاريس" في إشارة لوصفه المتكرر لها بـ"الراديكالية" و"اليسارية".

سلاح الاستفزاز

وربما فطنت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي كادت أن تكون أول امراة تتولى رئاسة الولايات المتحدة قبل هزيمتها أمام ترامب في 2016 إلى أهمية سلاح الاستفزاز.

وبخبرتها السياسية الطويلة ومعرفتها الجيدة بالرئيس السابق الذي واجهته في 3 مناظرات رئاسية، وجهت كلينتون نصيحتها لهاريس التي تأمل في أن تثأر لها من ترامب وتحقق ما عجزت عن تحقيقه يوما.

وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت كلينتون إن هاريس "لا ينبغي أن يتم استفزازها.. يجب أن تستفزه هى.. إنه لا يعرف كيف يرد على الهجمات المباشرة الجوهرية".

وأشارت كلينتون، إلى لحظة معينة من مناظرتها الثالثة مع ترامب في 2016 باعتبارها مثالا لما تأمل وزيرة الخارجية السابقة أن تفعله هاريس خلال مواجهتها مع الرئيس السابق.

ففي ذلك الوقت كانت مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات تهيمن على الأخبار وحينها اتهمت كلينتون خصمها بالترويج للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابل الحصول على مساعدته.

توجيه الإهانات والعبارات القاسية

لكن ترامب أصر على أنه لا يعرف بوتين الذي قال إنه لا يحترم كلينتون فردت هيلاري "لأنه يفضل أن يكون رئيس الولايات المتحدة دمية" ليقول الملياردير الجمهوري "أنت الدمية".

ولتجنب الوقوع ضحية لسلاح الاستفزاز يحرص فريق ترامب خلال الاستعداد للمناظرة على التأكيد على ضرورة أن يتجنب الرئيس السابق توجيه الإهانات والعبارات القاسية لهاريس حتى لا يظهر بمظهر عدواني أمام الناخبين.

الأكيد أن المناظرة بين هاريس وترامب ستكون على قدر عال من السخونة وستشهد الكثير من اللكمات المتبادلة بين الخصمين ويبقى السؤال من منهما سينجح في الفوز بسلاح الاستفزاز؟.