مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الطواب يكتب: قراءة متأنية في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية

نشر
الأمصار

تابعت المناظرة الرئاسية للانتخابات الأميركية بين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب  من الدقيقة الأولي الي الدقيقة التسعين وأظن أنه لم يفوتني سوي القليل جدآ جدآ.
ورصدت كل كبيرة وصغيرة ومنها لغة الجسد لكلا المرشحين والمتابعة الدقيقة تكون خير صادق وأمين لنقل تبعات ذلك المشهد خاصة في ظل تقارير معدة سلفا ومجهزة لنصرة هذا أو ذاك 
وما رأيته وقرأته عقب المناظرة مباشرة وجدته منتصرا للسيدة هاريس التي يتم التسويق إليها بالدعاية الجبارة المكلفة جدا بأنها الأحق برئاسة الولايات المتحدة الأميركية وأنها الأفضل...الخ القائمة 
حديثي هنا ليس في أحقية ترامب أو هاريس إنما عن American model أو النموذج الأميركي 
الذي قدم رؤية واضحة لكلا المرشحين 
فقد ظهرت هاريس وكأنها حية تسعي نحو ترامب تحاول استفزازه فهو ليس السياسي المحنك إنما رجل اعمال ومصارع قديم يتلقي الضربة ليخطط  بعدها كيفية وآلية الرد العملي الواقعي 
فهو  من أشد عشاق المصارعة الحرة، وهو أول من احتضن منافساتها، حيث إنه كان يستضيف منافسات العروض فى قاعة ترامب بلازا

لذلك كان واضحا جدا عمليا في رده لا يحسب تبعات ذلك لا يهتم بمن سيرضي ومن لا يرضي وبالتالي استخدم ذلك بعنف صقور الحزب الديمقراطى وهم ينقضون بمخالب السياسة علي فريستهم لينهشوها نهشًا بلا رحمة ...لماذا

الإجابة لأن ترامب انتصر علي هاريس في المناظرة فخلال النصف ساعة الأولي واجه السيدة بفضائح النظام الحالي وسقطاته في قضايا شرق أوسطية واخري روسية أوكرانية وثالثة أفغانية بالإضافة إلي سقطات داخلية وعدم اتخاذ مواقف بعينها حادة تقضي بإنهاء الأزمات الدولية والإقليمية لأننا نتحدث عن الولايات المتحدة الأميركية 
عودة الي المناظرة ترامب استطاع أن يوضح بقوة المشهد والعجب أن انتقد لانه كان صريحا واضحا مباشرا والسيدة تتلون كالحرباء بالمشهد السياسي طبعا تهرب وتتواري خلف ضحكات وابتسامات توصف بأنها مزيفة تهرب منها من ملاحقات منافسها الشرس ترامب الذي أوهمت آلة الإعلام في أميركا أن السيدة هاريس هي الأقرب للبيت الأبيض خاصة مع انتقادات حادة لأعضاء الحزب الديمقراطى لأداء السيدة الذي وصف بأنه الاسوء أمام منافسها الجهوري ترامب تلك الانتقادات التي تم التقليل منها وعدم تسويقها في ماكينات الاعلام الدولي ومن جهة أخرى التعمد الواضح لاظهار وتعلية انتقادات أعضاء جمهوريين بحق ترامب 
الأخطر من هذا الأداء الإعلامي لمقدمي العمل المفروض إعلاء قيم المساواة والعدالة وغيرها 
كان الانحياز واضحاً في لهجة السؤال طريقة طرحه نمطه وحتي المقاطعة أو الانتظار برهة من اجابات المنافس والانتقال السلس الي المنافس الآخر اقول هذا بصدق حينما تابعت من غرفة الأخبار أصوات مترجمي الهواء فلم يكن أحدهما يلتقط أنفاسه لماذا لأنه مضغوط بشدة ومرتبط باللغة الأم في أميركا السؤال تلو الآخر المقاطعة منتشرة وممنهجة وحادة لدرجة عدم السماح حتي بأخذ النفس وهذا من شأنه في عرف العمل الإعلامي أن تكون تحت ضغط شديد لدخول عدوك اليك من نفق خبيث يحقق أغراضه بقوة لماذا لأنه ضعيف ويعلم أنه كاذب هكذا كان المشهد بتفاصيله لكن من استيقظ مبكرا اكل وشرب وشبع فجاءت استطلاعات الرأي المعلبة سلفا والبيانات المجهزة سلفا لتصنع رؤية ربما ليست الحقيقية والأخطر هو تمرير سيناريو اخر بعينه في دولة توصف انها دولة المؤسسات والمراكز الكبري متخذة القرار ...انها يا سادة فن صناعة الهدف والتخطيط له والترتيب له ليس مهما سقوط ضحايا ليس مهما اعتماد ثقافة صنع الأزمات وايضا ايجاد الحلول وليس مهما اين نحن من المعادلة المهم الصقور تربح وتفوز ما دامت السياسات أقرت هذا واختارت لكن يبقي دوما المزاج العام للناخب الأميركي هو المسيطر هو الفاعل الحقيقي حتي  مغازلة اللوبي الصهيوني في لعبة الانتخابات الرئاسية الأميركية تمت مغازلتها من حين لآخر  والدعم الواضح لإسرائيل تبقي محطة مهمة في قطار الانتخابات الرئاسية الأميركية رغم جرم هؤلاء الدمويين في تل ابيب...كلا المرشحين تاجر بها
وما دام الصراع باقيا تبقي السياسة بدهاليزها المهم اننا لا بد لنا نحن العرب أن نتعلم 
ان الأزمات صنعة وحلولها صنعة وكم اتمني أن يؤخذ برأي مراكزنا البحثية في كل هذه العمليات السياسية ولا نترك المجال لفرقة هي أشبه بالمرتزقة لا علم لا ثقافة لا رؤية وهنا يكمن الخطر والانهيار السريع