كوريا الشمالية تستعرض قوتها النووية.. فهل تشن حرباً على جارتها الجنوبية ؟
الأزمة بين كوريا الشمالية والجنوبية هي واحدة من أكثر الصراعات تعقيدًا واستمرارية في العالم. تعود جذور هذه الأزمة إلى نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، عندما تم تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين: كوريا الشمالية (مدعومة من الصين والاتحاد السوفيتي) وكوريا الجنوبية (مدعومة من الولايات المتحدة).
العوامل الرئيسية للأزمة:
1. الاختلافات الأيديولوجية:
- كوريا الشمالية تتبنى نظامًا شيوعيًا، بينما كوريا الجنوبية تتبع نظامًا ديمقراطيًا رأسماليًا.
2. الترسانة النووية:
- تطور كوريا الشمالية لبرامجها النووية والصاروخية يزيد من التوترات ويثير القلق على الصعيدين الإقليمي والدولي.
3. التوترات العسكرية:
- وجود قوات عسكرية كبيرة على حدود الدولتين، مع تبادل التهديدات والاستفزازات.
4. التدخلات الدولية:
- دور الولايات المتحدة والصين وروسيا في الصراع يؤثر على ديناميكيات الأزمة، حيث تسعى كل دولة لتحقيق مصالحها.
المحاولات لحل الأزمة:
- المفاوضات: جرت عدة جولات من المحادثات، مثل محادثات السداسية، لكن لم تحقق نتائج ملموسة.
- *القمم بين الزعماء*: لقاءات بين زعماء الكوريتين، مثل قمة 2018، كانت تهدف إلى التخفيف من حدة التوتر، لكنها لم تؤدِ إلى اتفاقات دائمة.
لا تزال التوترات قائمة، حيث تستمر كوريا الشمالية في تطوير برامجها العسكرية، بينما تسعى كوريا الجنوبية إلى تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة.الأزمة تظل معقدة، وتحتاج إلى جهود دبلوماسية مستمرة للتوصل إلى حلول سلمية.
تطور جديد في الأزمة
نشرت كوريا الشمالية، للمرة الأولى صورًا نادرة لمنشأة لتخصيب اليورانيوم، إذ ظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وهو يتجول في أرجائها بينما دعا إلى تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتعزيز ترسانته النووية.
ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية صورًا لكيم جونج أون، وهو يتفقد صفوفًا من أجهزة الطرد المركزي، بينما نقلت عنه تشديده الحاجة إلى زيادة عدد هذه الأجهزة "من أجل تسريع زيادة الأسلحة النووية بهدف الدفاع عن النفس"، وفقًا لما ذكرته فرانس برس.
زعيم كوريا الشمالية يجهز قوته النووية
أفادت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، بتعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، بمضاعفة الجهود لجعل قوته النووية جاهزة تمامًا لقتال الولايات المتحدة وحلفائها.
وجاء ذلك بعد أن كشفت كوريا الشمالية عن منصة جديدة مصممة على الأرجح لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات أكثر قوة تستهدف البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وأعلن "كيم" تعهدات مشابهة لكن تهديده الأحدث يأتي فيما يعتقد خبراء بالخارج أن كيم سيجري اختبارات مستفزة على أسلحة قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية، نوفمبر المقبل.
في الأيام الأخيرة، استأنفت كوريا الشمالية أيضًا إطلاق البالونات التي تحمل قمامة نحو كوريا الجنوبية.
تصريحات كيم في ذكرى تأسيس حكومته السادسة والسبعين
في خطاب بذكرى تأسيس حكومته السادسة والسبعين، قال كيم إن بلاده تواجه خطرًا كبيرًا، بسبب ما وصفه "بالتوسع المتهور" للكتلة العسكرية الإقليمية بقيادة الولايات المتحدة، التي تتطور الآن إلى واحدة مبنية على القوات النووية.
وأضاف أن مثل هذا التطور يدفع كوريا الشمالية لتعزيز قدرتها العسكرية، وفقًا لوكالة الأنباء الكورية المركزية.
وتابع: أن بلاده "ستضاعف إجراءاتها وجهودها لتجعل القوات المسلحة للدولة كافة، منها القوة النووية مستعدة بالكامل للقتال".
وتحتج كوريا الشمالية على توقيع اتفاقية دفاع جديدة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، يوليو، وتهدف لدمج الأسلحة النووية الأمريكية والأسلحة التقليدية لكوريا الجنوبية للتأقلم مع تطور التهديدات النووية من كوريا الشمالية.
أهمية تعزيز القوة البحرية لبلاده
أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المركزية الكورية، أهمية تعزيز القوة البحرية، خلال تفقده لموقع بناء قاعدة بحرية.
وقال "كيم": "أصبح بناء قاعدة بحرية لتشغيل أحدث السفن الحربية الكبيرة مهمة مُلحة بعد أن أصبحنا قريبين من امتلاك سفن حربية سطحية كبيرة وغواصات لا يمكن أن ترسو بالوسائل الحالية لرسو السفن الحربية".
وأضافت وكالة الأنباء المركزية، أنّ كيم أكد خلال تفقده للموقع الحاجة إلى بناء ميناء بحري قادر على تشغيل أنظمة الأسلحة الخاصة بالسفن، وكشف النقاب عن تدابير عسكرية لنشر أنظمة للدفاع الساحلي مضادة للطائرات للدفاع عن الميناء.
وأوضح كيم أن هناك مزايا جيوسياسية للموقع باعتباره موقعًا استراتيجيًا للبلاد يحدها البحر من الجانبين الشرقي والغربي، ولم يحدد التقرير موقع بناء القاعدة على وجه الدقة.
ولايزال التوتر القائم بين الكوريتين، وتدخل الولايات اللمتحدة على خط الأزمة بدعمها للجارة الجنوبية مما أدى إلى تطوير الجارة الشمالية لصواريخ بالستية عابرة للقارت قادرة على حمل الرؤؤس النووية لساحل الولايات المتحدة .
وهنا يكمن السؤال هل تشتعل الحرب بين تلك الأطراف؟ ومن سيشعل فتيل تلك الحرب؟