خطوة أخرى على طريق التصعيد.. "هجوم البيجر" يُنذر بمواجهة محتدمة بين حزب الله وإسرائيل
كان الهجوم السيبراني المفاجىء الذي شنته أجهزة الاحتلال الإسرائيلي، متمثلًا في تفجير أجهزة "البيجر" في الهواتف المحمولة داخل لبنان، بمثابة إعلان جديد لخطوة أخرى قد ترسم معالم تصعيد محتدمة فيما بين إسرائيل وحركة حزب الله.
وبحسب بيانٍ رسمي صادر عن وزارة الصحة اللبنانية، فقد أسفر الهجوم المُروع عن مصرع 11 شخصًا وإصابة 4 آلاف حتى الآن، من بينهم بينهم 400 في حالة حرجة، في خطوة زعمت حكومة الاحتلال بأنها في إطار استهداف عناصر تابعة لحركة حزب الله، فيما ردت الأخيرة مُحملةً إسرائيل، المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا، كما أكدت في بيانٍ أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب".
بدوره، علق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قائلا إن "هناك دائمًا خطر لحدوث تداعيات للتصعيد في لبنان".
وفي السياق، أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن إدانته للهجمات الإسرائيلية الغادرة ضد أجهزة الاتصال في لبنان.
ونقل جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط، تحذيره الشديد من مغبة هذا التصعيد الخطير ضد لبنان وشعبه، والذي يتزامن مع تصريحات متهورة تستمر في إطلاقها قيادات إسرائيلية ترغب في توسيع نطاق الحرب على الجبهة مع جنوب لبنان، بما ينذر بانفجار الوضع الإقليمي بشكل خطير.
وأعرب أبو الغيط عن التضامن الكامل مع لبنان، شعبا وحكومة، في مواجهة هذا الاعتداء السافر على سيادته وأمنه، مؤكدًا أنه على مجلس الأمن الاضطلاع بمسئولياته في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة والمتهورة للأمن والسلم في المنطقة.
من ناحيتها، أكدت مصر، دعمها الكامل للبنان، مؤكدة حرصها على عدم انتهاك سيادته من أي طرف خارجي.
وأجرى وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي اتصالين هاتفيين برئيس الحكومة اللبننية نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لمتابعة الموقف في لبنان في ضوء الهجوم السيبراني الأخير، والذي أسفر عن تفجير أجهزة اتصالات بالعديد من المناطق اللبنانية.
وأوضح بيان الخارجية المصرية أن "عبد العاطي نقل توجيهات رئيس الجمهورية (الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) بالتواصل السريع مع الأشقاء في لبنان بهدف الإعراب عن الدعم المصري الكامل للبنان".
كما أكد على "حرص مصر على أمن واستقرار لبنان وعدم انتهاك سيادته من أي طرف خارجي، وعرض تقديم أي دعم ممكن للأشقاء في لبنان خلال هذا الظرف الحرج" وجدد وزير الخارجية المصري "التحذير من خطورة التصعيد الإقليمي في المنطقة والانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، مؤكدا على أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان تعد مؤشرا واضحاً على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات أحادية غير مسؤولة ومتهورة" مُعتبرًا أن تلك التطورات "ستؤدي إلى تبعات ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها".