تحقيقات للمخابرات والأمن الوطني والحكومة.. ماذا يحدث في المجر بسبب تفجيرات لبنان؟
ما زالت أصداء دوي الانفجارات التي هزت لبنان على مدى يومين متتالين، من خلال تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر"، التي تستخدمها جماعة حزب الله في التواصل، مستمرة، وسط تبادل التهم بالمسئولية عن الحادث بين إسرائيل وتايوان والمجر وإيران.
فبعد تفجير الآلاف من أجهزة "البيجر" التي يستخدمها عناصر حزب الله، وأجهزة اللاسلكي "ووكي توكي" التي أدت لوفاة العشرات وإصابة الآلاف جراء هذه التفجيرات التي تمت عن بعد، أشارت أصابع الاتهام الرئيسية إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وسط اتهامات للشركة التايوانية المصنعة للأجهزة، التي بدورها ألقت اللوم على شركة أخرى مجرية، في حين ظهرت مزاعم عن ضلوع إيران في الحادث.
ونقلت وكالة "رويترز" البريطانية عن مصادر لبنانية وغربية، أن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" مسئول عن العملية المعقدة لزرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال لا سلكي "بيجر" طلبها حزب الله، تسببت في مقتل العشرات وإصابة آلاف آخرين بإصابات متفاوتة الشدة.
ماذا يحدث في المجر بسبب تفجيرات "البيجر" في لبنان؟
بعدما هزت الانفجارات المتتالية والمتزامنة لأجهزة الاتصالات اللاسلكية المحمولة، المعروفة باسم "البيجر"، والتي يستخدمها حزب الله اللبناني، عدة مناطق في لبنان، أثارت جدل كبير في لبنان والعالم.
وفي حين أشارت أصابع الاتهام إلى اشتراك جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد وشركة تصنيع أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر" في عملية التفجيرات، كشفت الشركة التايوانية مفاجأة بعدم ضلوعها ومشاركتها في تصنيع الأجهزة.
ونفت شركة "جولد أبولو" التايوانية المتخصصة في صناعة أجهزة الاتصال اللاسلكي "البيجر"، التهمة عن نفسها، حيث قالت إن طراز أجهزة "البيجر" المستخدمة في التفجيرات في لبنان صنعته شركة "بي أي سي كونسلتينج" التي تتخذ من العاصمة المجرية بودابست مقرا لها.
وأضافت أنها منحت الشركة ترخيصا باستخدام علامتها التجارية فقط ولم تشارك في إنتاج الأجهزة اللاسلكية المنفجرة، ولم تشارك في تصميم أو تصنيع المنتج.
وقالت شركة "جولد أبولو" التايوانية، إنها فوضت شركة "بي أي سي كونسلتينج" المجرية لاستخدام علامتها التجارية لبيع المنتجات في مناطق محددة، لكن تصميم وتصنيع المنتجات يتم بالكامل بواسطة الشركة المجرية.
استجواب المخابرات المجرية
بعد تصريحات الشركة التايوانية، سرعان ما أعلنت الحكومة المجرية أن أجهزة المخابرات في البلاد استجوبت الرئيسة التنفيذية لشركة "بي إيه سي كونسلتينج"، ومقرها العاصمة بودابست، المرتبطة بأجهزة الاتصال اللاسلكية "البيجر" المنفجرة في لبنان، وفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز".
مكتب رئيس الوزراء: البيجر لم يكن في المجر
وأصدر المكتب الصحفي الحكومي بيانه نقلا عن مكتب حماية الدستور، وهو من وكالات المخابرات المجرية، والذي أكد ما جاء في بيان للحكومة، صدر في وقت سابق، قال إن أجهزة البيجر المستخدمة في التفجيرات الجماعية لم تكن موجودة على أرض المجر قط.
في حين قالت حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان إن "بي إيه سي كونسلتينج" شركة وساطة تجارية، ليس لها أي موقع سواء للتصنيع أو للعمليات في المجر.
مالكة الشركة تنفي علاقتها بإسرائيل
وقالت كريستيانا بارسوني أرشيدياكونو، البالغة 49 عاما، مالكة شركة "بي.إيه.سي كونسلتينغ" ورئيستها التنفيذية، لشبكة "إن.بي.سي نيوز" الأسبوع الماضي إنها لم تصنّع أجهزة البيجر، مضيفة أنها كانت "الوسيط فقط".
ونفت أرسيدياكونو أي تورط لها مع الاستخبارات الإسرائيلية، وقالت في بيان عام مقتضب: "ليس لدي أي علاقات بالموساد أو أي وكالة استخبارات. هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة تهدف إلى تشويه سمعتي وصرف الانتباه عن الحقيقة"، وفق ما نقلته "الشرق بلومبرج".
الأمن الوطني المجري ينفي الإدعاءات
وبالرغم من أن والدة مالكة الشركة المجرية بياتريكس بارسوني أرسيداكونو، خرجت وأدلت بأن ابنتها "حاليًا في مكان آمن محمي من قبل أجهزة المخابرات المجرية" لكن جهاز الأمن الوطني المجري الخاص نفى ذلك، قائلاً إن بارسوني أرسيداكونو لا تتأهل لمثل هذه الحماية، لكنه أشار إلى أنه تم إجراء مقابلات معها "عدة مرات" منذ بدء التحقيق، يوم الأربعاء.
وقال جهاز الأمن الوطني المجري، "إن نتائج التحقيق حتى الآن أوضحت أن ما يسمى بأجهزة الاستدعاء لم تكن على الأراضي المجرية مطلقًا، وأنه لم تشارك أي شركة مجرية أو خبير مجري في تصنيعها أو تعديلها".