ما أسلحة إسرائيل في حربها ضد حزب الله؟
على مدى أكثر من 10 شهور قرب الحدود بين إسرائيل ولبنان لم يتوقف تبادل إطلاق النار ولكن الحرب بينهما اتسعت رقعتها في يوم وليلة مع شن إسرائيل ما لا يقل عن ألف ومئة غارة في أحدث جولاتها.. لكن الصراع الحقيقي بين حزب الله وإسرائيل يمتد لعقود.
أسلحة إسرائيل ضد حزب الله
إسرائيل تشن هجمات مدمرة على حزب الله في الأيام الأخيرة بغارات جوية وانفجارات يتم التحكم فيها عن بعد، مما وضع الجماعة المسلحة اللبنانية في موقف دفاعي.
وأفادت بأن تل أبيب أظهرت تفوقا هائلا في جمع المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا، مردفة بالقول إن الحرب البرية بين الطرفين إذا حدثت ستكون قصة مختلفة.
يشعر قادة إسرائيل بالسعادة بعد تقدم الهجوم ضد حزب الله، الذي بدأ بتفجير أجهزة بيجر ولاسلكي، وانتقل إلى غارات جوية مكثفة وقاتلة.
وقد أثنى وزير الدفاع، يوآف غالانت، على الغارات الجوية، الاثنين، وقال: "كانت عملية اليوم متقنة، كان هذا أسوأ أسبوع يمر على حزب الله منذ تأسيسه، والنتائج تتحدث عن نفسها".
وقال غالانت إن الغارات الجوية دمرت آلاف الصواريخ التي كان من الممكن أن تقتل مواطنين إسرائيليين، بينما تقول السلطات اللبنانية إن إسرائيل قتلت أكثر من 550 مواطنا، من بينهم 50 طفلاً خلال العملية العسكرية، ويعادل هذا الرقم نصف عدد القتلى في لبنان خلال شهر من الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
وتعتقد إسرائيل أن الهجوم الشرس سوف يجبر حزب الله على التنازل، ويجبر زعيم الحزب حسن نصرالله وحلفائه وداعميه في إيران، على دفع الثمن الباهظ للحرب، وأن يعترفوا بأن "للمقاومة تبعات جسيمة للغاية".
وفي الأيام الأخيرة من حرب لبنان في صيف عام 2006، أصبحت البقايا المشتعلة للدبابات الإسرائيلية الميركافا المسلحة بكثافة - والتي تعتبر من بين الأفضل في العالم - رمزًا قويًا في جميع أنحاء المنطقة.
بحسب تقرير نشرته "التايمز" فإن إسرائيل، على سبيل المثال، تمتلك جيشاً قوامه عشرات الآلاف من الجنود، وتشير التقديرات إلى أن لديه أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة من جميع الأنواع.
وقد عرض الجيش الإسرئيلي، أمس، صور لصاروخ بعيد المدى قال إنه لحزب الله اللبناني ومثبت على قاذفة هيدروليكية في الطابق العلوي لمنزل في إحدى قرى جنوب لبنان.
ونشرت إسرائيل، ما قالت إنه دليل على وضع ذخائر حزب الله في المنازل، حيث سعت حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى استباق الانتقادات للضربات واسعة النطاق التي استهدفت المساكن في جميع أنحاء لبنان وخلفت مئات القتلى في البلاد.
وقالت إن هذا مجرد واحد من 1300 هدف بما في ذلك صواريخ كروز بعيدة المدى وصواريخ ثقيلة الوزن وطائرات بدون طيار تم ضربها الاثنين في لبنان.
وأضافت أن هذه الأسلحة كان من المقرر استخدامها لإحداث أضرار جسيمة في جميع مناطق إسرائيل.
لقد دمرت الطائرات بدون طيار المتفجرة والصواريخ الثقيلة ذات الرؤوس الحربية التي يبلغ وزنها 1000 كيلوغرام القرى اللبنانية في الأيام الأخيرة، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وتسبب في فرار الآلاف.
وأفادت تقدرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن 50% من قدرات حزب الله قد تضررت منذ بداية الحرب، وأن أغلب الضرر حدث في اليومين الأخيرين.
ومع تصاعد القصف ليشمل أنحاء أخرى من لبنان، الاثنين، تلقى السكان مكالمات هاتفية مسجلة مسبقا من الجيش الإسرائيلي تأمرهم بمغادرة منازلهم من أجل سلامتهم.
أسلحة حزب الله ضد إسرائيل
لم يتمكن حزب الله، والذي تشكل في الثمانينيات في فوضى الحرب الأهلية، من إعادة بناء ترسانته من الأسلحة على مدى السنوات الثماني الماضية فحسب، بل زادها بشكل كبير. يُعتبر الآن أحد أكثر الميليشيات غير الحكومية تسليحًا في العالم.
ومقاتلو حزب الله المسلحون بأسلحة خفيفة يفتقرون إلى التفوق العسكري والتكنولوجي خرجوا من الحرب أضعف، ولكنهم لم يهزموا.
وقد اشيع من خلال وسائل إعلام أن حزب الله اللبناني يحتفظ بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات التي يمكنه نشرها لصد اجتياح بري إسرائيلي، وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن حزب الله الذي يضرب أهدافا في إسرائيل بانتظام منذ ما يقرب من عام، يحتفظ بترسانة ضخمة من الأسلحة ومن بين أسلحته الجديدة الأكثر خطورة صاروخ موجه مضاد للدبابات من صنع إيران يسمى "ألماس" والذي يمنح حزب الله درجة أعلى بكثير من الدقة في ضرباته مقارنة بما كان عليه عندما خاض آخر حرب مع إسرائيل عام 2006.
ويعتقد المحللون العسكريون على نطاق واسع أن صاروخ "ألماس" الموجه المضاد للدبابات هو نسخة معدلة هندسيا من صاروخ إسرائيلي يسمى "سبايك" والذي من المرجح أن حزب الله استولى عليه في العام 2006 وأرسله إلى إيران.
وتستطيع صواريخ "ألماس" التي يمكن مقارنتها بصواريخ مضادة لدبابات متقدمة أخرى مثل صاروخ "جافلين" الأمريكي أن تسمح لحزب الله بضرب الأهداف بدقة أكبر من السنوات الماضية عندما اعتمد بشكل أساسي على الصواريخ غير الموجهة.
وفي أول استخدام مسجل لحزب الله لهذا السلاح في يناير 2024، وثق مقطع فيديو تم تصويره من الصاروخ نفسه أنه ينطلق من جنوب لبنان ثم يصطدم بقمة تل مليئة بالرادارات ومعدات عسكرية أخرى في شمال إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أنه وكما حدث في حرب 2006 التي انتهت إلى طريق مسدود، فسوف تضطر إسرائيل إلى القتال على الأرض في جنوب لبنان يستفيد فيها حزب الله من نقاط قوة، مشيرة إلى أن الصراع قد يتحول إلى مستنقع تماما كما حدث في الحرب على قطاع غزة.
ومن خلال الحفر، تمكن حزب الله من التحرك عبر الحقول القاحلة المفتوحة دون أن يتم اكتشافه. ويُعتبر بعضها "أنفاقا هجومية" يمكن دخولها بالمركبات وحتى الشاحنات متوسطة الحجم، والتي تقود من منطقة إلى أخرى.
ويضيف التقرير "ثم هناك أنفاق تكتيكية تقع بالقرب من القرى والتي تمكن المسلحين من القتال من تحت الأرض. ومن هنا يمكنهم إطلاق النار من فتحات الأنفاق والقفز إلى الداخل لإعادة التسلح قبل الظهور مرة أخرى".
في أغسطس الماضي، أنتج حزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كمنظمة إرهابية، مقطع فيديو تم إعداده ببراعة لشبكة أنفاقه الواسعة، حيث يظهر مقاتلون يقودون شاحنات كبيرة تحمل صواريخ عبر طرق تحت الأرض مضاءة جيدًا. كانت هذه رسالة إلى الإسرائيليين.