مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تصاعد الصراع بين حزب الله وإسرائيل.. استهداف القيادات وتبادل الضربات

نشر
الأمصار

في ظل الصراع المستمر بين حزب الله وإسرائيل، اشتد التوتر مجددًا في الأيام الأخيرة بعد سلسلة من الضربات المتبادلة، حيث أعلنت إسرائيل عن استهداف قيادات بارزة في الحزب. 

هذا التصعيد يعيد تسليط الضوء على النزاع الذي تجاوز الحدود وأصبح جزءًا من المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.

 ومع تجنب الطرفين الدخول في حرب شاملة، تطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل هذا الصراع وإمكانية تطوره إلى مواجهة إقليمية.

 

أعلنت إسرائيل في 24 سبتمبر/أيلول عن مقتل إبراهيم محمد القبيسي، قائد منظومة الصواريخ في حزب الله، بعد غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت. 

ووفقًا للجيش الإسرائيلي، جاءت هذه العملية كجزء من سلسلة غارات استهدفت "أهدافًا إرهابية" في لبنان، في محاولة لتقويض قدرات الحزب العسكرية.

خلال الأيام الماضية، تكبد حزب الله خسائر أخرى شملت قيادات بارزة مثل إبراهيم عقيل وأحمد وهبي، وهو ما يضع الحزب أمام تحديات جديدة للحفاظ على قوته. رغم ذلك، يستمر الحزب في الرد على هذه الضربات، حيث استهدف بصواريخه مجمعات عسكرية إسرائيلية، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ اندلاع المواجهات بين الجانبين في أكتوبر 2023.

وردا على التصعيد الإسرائيلي الأخير، نفذ حزب الله اللبناني، الأحد 22 من سبتمبر/أيلول، هجوما بالصواريخ استهدف مُجمعات صناعات عسكرية ‏لشركة "رفائيل".

كذلك أعلن الحزب استهدف قاعدة ومطار "رامات ديفيد" للمرة الثانية بعشرات الصواريخ.

ويُعد استهدف حزب الله لتلك المناطق تطورا في عمليات الحزب ضد إسرائيل، فهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الحزب هذه المناطق، منذ بدء المواجهات بين الجانبين في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ورغم ذلك اعتبر تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية أن رد فعل حزب الله على أيام من الاستفزاز الإسرائيلي فاتر إلى حد كبير حتى الآن، رغم أن الأمين العام حسن نصر الله كان قد حذّر إسرائيل من أن أي ضربة على معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت ستُواجه برشقات صاروخية تصل إلى تل أبيب.

وذكر التقرير أن حزب الله مازال متردداً في تصعيد الحرب، مشيرا إلى أنه من الواضح أن إيران تكبح جماح الحزب لذلك لم يستخدم حتى الآن صواريخه الأكثر تقدما ضد إسرائيل.

من جانبه، قال مسؤولون إسرائيليون إن الغارات الأخيرة التي استهدفت اجتماعًا سريًا لقادة الحزب في الضاحية الجنوبية قد حالت دون تنفيذ مخططاتهم لهجوم واسع النطاق على الحدود الشمالية.

وفي الأثناء، قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق دورون ماتزا إن إسرائيل تتجنب الدخول في حرب برية شاملة مع حزب الله وتسعى بدلا من ذلك إلى تعظيم الضغوط الداخلية والخارجية على الحزب لإجباره على الدخول في تسوية سياسية تعيده إلى ما وراء نهر الليطاني وتجعله يتراجع عن مساندته لغزة.

وأكد الضابط الإسرائيلي في مقالة بصحيفة معاريف الإسرائيلية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك عمليات البيجر واللاسلكي والاغتيالات في الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت تهدف إلى خلق ارتباك وإحراج للحزب، لكن هذا لم يكن تمهيدا لحملة برية.

في ظل هذه الأحداث، تتزايد المخاوف من تصاعد الصراع وتحوله إلى مواجهة إقليمية، حيث تحذر إيران من أن استمرار الضربات قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. فيما تحاول الولايات المتحدة الضغط باتجاه حل دبلوماسي لتخفيف حدة التوتر.

فيما تتواصل العمليات العسكرية والمناوشات بين الطرفين، يبقى السؤال الرئيسي حول ما إذا كانت هذه الأحداث ستقود إلى تسوية سياسية أو إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، وسط التحذيرات من امتداد الصراع إلى خارج الحدود اللبنانية.

وفي هذا الإطار، حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين، من أنّ "النزاع المستعر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمّته في حرب شاملة".

وقبيل مشاركته في اجتماع في نيويورك لممثلي دول مجموعة السبع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال بوريل "أستطيع أن أقول إنّنا تقريبا على شفا حرب شاملة".

اجتماع طارئ لمجلس الأمن

وفي إطار التحركات الدولية، أعلن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان-نويل بارو، الإثنين، أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع لبحث الوضع في لبنان حيث تصاعدت بشدّة حدّة الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل.

وقال الوزير، في الأمم المتحدة بنيويورك، إنّ "فرنسا تدعو الأطراف وأولئك الذين يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمّرا للجميع، بدءا بالسكان المدنيين".

وأضاف: "لهذا السبب، طلبتُ عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان هذا الأسبوع".

وتابع: "في هذه اللحظة، أفكر بالشعب اللبناني في الوقت الذي تسبّبت فيه غارات إسرائيلية لتوّها بسقوط مئات الضحايا المدنيين، بما في ذلك عشرات الأطفال".

وأشار إلى أن "هذه الضربات التي يتمّ تنفيذها على جانبي الخط الأزرق (الفاصل بين إسرائيل ولبنان) وعلى نطاق أوسع في المنطقة بأسرها يجب أن تتوقف فوراً".

وشدّد على أنه "في لبنان كما في أماكن أخرى، ستبقى فرنسا في حالة تأهب كامل لحلّ الأزمات الكبرى التي تمزق النظام الدولي. فرنسا ستتّخذ مبادرات".

مجموعة السبع.. «لا أحد يستفيد»

وفي سياق متصل، حذر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى من أن الإجراءات والإجراءات المضادة في الشرق الأوسط قد تجر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقا لن تستفيد منه أي دولة.

وقالت مجموعة الدول السبع في بيان بعد اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "الأفعال وردود الفعل المضادة قد تؤدي إلى تضخيم هذه الدوامة الخطيرة من العنف وجر الشرق الأوسط بأكمله إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا مع عواقب لا يمكن تصورها".

 

وطالبوا بوقف الدورة التدميرية الحالية، مؤكدين أن أي دولة لن تستفيد من مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.